قائمة المنشورات


 المنشورات


 العودة إلى المنتدى

منتدى المؤمنين والمؤمنات   

" المحبوب الأعلى جلاّ جلالهٌ "

ابو احمد | تم النشر بتاريخ 20/10/2020, 7:41 am | 167 مشاهدة

كتبت ام حكيم في الرقائق

======================================================

" المحبوب الأعلى جلاّ جلالهٌ "   
  
 
 
 نصائح من محب مشفق لكم  .. 
يجتثها من قلب مكظوم و الهطّل على لحية آنست طريقه في السراء والضرّاء . 
يقذفها بينكم كجمرة أبى حرها في الصدر يكفّ 
يحكي بها و يوقد قلوبا قد أضاعت طريقها للإطمئنان . 
و يزرع من بعده ذكرى علّ الله سبحانه يكفي بها من آلمه ضيق الدنيا وهمها . 
يخرج معكم و لكم من ضيق هذه الدنيا ورقعتها 
و ماعليها من تناحر وتناطح بين ما خلق الله . 
ليذهب إلى هناك حيث لا للقلوب غير البوح بما فيها وعليها 
 يخرج من هذا الضيق ليقف على تلال هذه الحياة حيث منحدره 
وحيث وقف فكره وعقله وفهمه لينادي و يصرخ لمن خلفه أن يتنبه لمنحدره و مهبطه . 
وليقول لكم .. 
إن كل شغل ومشغلة و كل عمل و صنعة و كل فكر وفهم و كل علم و مبلغه .. 
ناقص و ثمره لا يأخذ حيث يأخذ 
حب الله والأنس به . 
 حب الله والقرب منه ومناجاته و السعادة بذكره و الشغف والشغل بما يرضيه .. 
بهذا ينال العبد الدرجة التي لا محل لها بين رتب الأعمال . 
حب الله حيث لا وصف للسعادة إلا به 
ولا ذكرى تخلد في الذهن كخلوده 
و لا منال ولا مفاز للقلب كنيله 
و هو منبع إطمئنان القلب و سكينته 
 فهل أحكيه و إن حكيته باللسان فلا مبلغ له ولا وصف  
وإن حكيته بالقلب فلا أخال للقلب منهله ولا مبدأه 
و لكن وصف المرتحل و إن طال لا يضر . 
 لعلّ بعض النفوس لا تدركه ولا تنهل منه . 
ولعلّ بعض النفوس أدركته ولكنها أضاعت طريقه 
ولعلّ نفوسا تحوم حوله و لكنها لم تنهل منه 
إن الله جل جلاله جعل بينه وبين عباده محبة تدرك بالطاعات  
وهي وقودها و تدرك بالمناجاة وهي السائق لمعرفته . 
 فلا يعرف العبد قيمته ولا أثره حتى يسوقه الله إليه 
ومن طال إنتظاره فقد حق عليه المسارعة والله حييّ لا يطرد من طرق بابه .. 
و من طرق باب الله عليه أن يدرك على من أقبل 
و يدرك المقام الذي سيكون فيه لو فتح له الباب وقُبل 
فعليه أن يستعد ليكلم المالك الملك .. 
 و يكون الإقبال بالإقسام على الله 
والله يجيب من يقسم عليه فهو حييّ كريم . 
فمن أحب بلوغ المنزلة فعليه أن يشمر ثوبه ليخوض أدراجها . 
و تبدأ أولى درجات المنزلة بالإقسام على الله أن يمنحه 
قياما بين يديه في ساعات خلو كل حبيب بحبيبه 
قبل أن ينال منه موت الفكر والفهم . 
 و ما جربها مجرب إلا كان عند ظنه بالله .. 
وما أن يبدأ القيام والوقوف بالخضوع والخشوع الذي ينزع النفس من كل شغل سوى بالله  
ستبدأ درجته الثانية.. 
 ومهما سعى العبد بكل نقيصة بلوغ التلذذ بالقرب من الله إلا وكان عاقبته الترك . 
و لكن من انطلق بفهمه و فكره متواضعا لله باكيا نادما سيبلغ . 


ومن بلغ تلك الدرجة و هي تسليم الفكر والفهم مع ذاك الذي استوى على العرش وعلم وحكم .. 
لن يحتاج لدلالات و لا لمؤشرات بل سيدرك بقية طريقه 
و لن يبلغ العبد تلك الدرجة .. 
وفي قلبه حب الصور و المخلوقات و الشغف بها دون الله  
لن يبلغ ولن يحلم بالبلوغ . 
ّفالله يغار . 
وطوبى ثم طوبى لمن شغل بالله و بكل مايقرب إليه  
فطوبى ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى ...



غفر الله لصاحب الكلمات

نبذة عن الكاتب