السلام عليكم
الكلمة مفرغة
الطلقة الأولى:
[rtl]لا يُدرك كثيرون تعبات الدفعَ باتجاه اشتباك المجاهدين فيما بينهم، أو في المقابل الطبطبة على الأخطاء دون علاجها، بما يولد الانفجار، ويغيب عن بالهم الأصناف التالية ممن ينتظرون الطلقة الأولى لتنطلق من بندقية "مجاهد" وتستقر في صدر "مجاهد" آخر فتكون إشارة البدء لأسوأ معزوفة أخذ كل من "العازفين" فيها مكانه!:[/rtl]
[rtl]بانتظار الطلقة الأولى: [/rtl]
[rtl]1. ميليشيا الأسد والرافضة المتربصون على نقاط التماسِّ لينساحوا في "المناطق المحررة" قتلا وتعذيبا واغتصابا بعد أن ينشغل المجاهدون بالاحتراب الداخلي. [/rtl]
[rtl]2. بانتظارها طائرات الدرونز الأمريكية لتستغل حالة الفوضى وتَقنُص قيادات الفصائل، حتى التي نأت بنفسها عن الخلاف وانشغلت بدفع العدو الصائل كجبهة النصرة! [/rtl]
[rtl]3. بانتظارها الذئاب المسمَّنة في الدول الوظيفية لتستغل حالة الفوضى هي الأخرى بالكواتم واللواصق والشرائح والاغتيالات![/rtl]
[rtl]4. بانتظارها الأنظمة العربية لتمعن في إذلال شعوبها بعدما قُتل الأمل فيها، ولتضع أرجلها في مياه باردة لعقود طويلة بعدما جعلت نار الجهاد تأكل بعضها بدل أن تمتد إلى عروشها! [/rtl]
[rtl]5. بانتظارها تجار الأسلحة ليخرجوا للطرفين –وبأمر النظام الدولي- أسلحة نوعية فتاكة ما أخرجوها من قبل يوم كانت الحرب ضد "الأسد"، تخرج الآن لتساعد طرفي "الجهاد" في إفناء بعضهما![/rtl]
[rtl]6. بانتظارها علماء السلاطين الذين أريق ماء وجوههم في الترقيع لولي الأمر الذي يُعين "الأسد" في الحرب على "الإرهاب"، ليرفعوا رؤوسهم وتنطلق أساريرهم ويجادلوا بوقاحة أنهم كانوا محقين حين خذَّلوا عن دعم الجهاد بالشام. [/rtl]
[rtl]7. بانتظارها خصوم المشروع الجهادي الفكريون الذين يريدون فشله في الشام كرصيد لفكرهم التنازلي "المتعايش" مع الباطل، ويعالجون أخطاء المشروع الجهادي بالقضاء عليه! كالدب الذي أراد دفع الذبابة عن وجه صاحبه فهشمه بصخرة![/rtl]
[rtl]8. بانتظارها أصحاب الحقائب التفاوضية لينطلقوا إلى جنيف 2 حتى يحظوا بكراسي على جماجم شعب ضاع بين أعداء كفرة و"مجاهدين" منشغلين باحتراب داخلي![/rtl]
[rtl]9. بانتظارها الكتاب الجاهليون (العلمانيون) والممثلون المستهزئون ليسخروا من مفاهيم "الشريعة" و"الجهاد" و"الخلافة" و"الدولة الإسلامية" ويُكَفروا الناس بها بعدما تحولت دماء المتقاتلين حبرا لأقلامهم المسمومة! [/rtl]
[rtl]10. بانتظارها الشيطان ليحطم الأمل في نفوس المسلمين، ويشككهم في الحكمة والقدر بعدما خذَّلهم من قبل عن القيام بدورهم في دعم الجهاد وصيانته! [/rtl]
[rtl]11. بانتظارها محاكم أمن الأنظمة (أمن الدولة) في بلاد المسلمين لتعتقل وتحاسب وتغيب من دعم الجهاد بالشام بعدما اسودت صورته في نفوس الناس وأصبح هؤلاء الداعمون ماديا أو معنويا مستحقين للعقوبة لأنهم "غذَّوا الفتنة"![/rtl]
[rtl]12. بانتظارها النظام الدولي المتآمر ليجرف جثث المتقاتلين ومن قَتَلهم هو بنفسه أثناء الفوضى...ليجرفهم جميعا عن ساحة الشام ويعيد الناس إلى حظيرة الرق الدولي من جديد[/rtl]
[rtl]13. بانتظارها الجندي "الأسدي" أو الرافضي الواقف على باب الأسيرة المسلمة في السراديب، والتي كانت تنتظر اليوم الذي يحررها فيه إخوانها "المجاهدون"، أو على الأقل يقصفون عليها السجن لأنها تفضل الموت على اغتصابها يوميا! سيأتيها الجندي ليقول لها: (هادول الي ناطريتهم يطلعوكي؟ عم بيقتلوا بعض. ما في طلعة ولي، جهزي حالك صحابنا بدُّن ينبسطوا)!! وحسبي الله ونعم الوكيل.
هؤلاء ثلاثة عشر صنفا من الإنس والجن ينتظرون طلقتك أيها المجاهد! قد تطلقها وأنت ترى نفسك بذلك "تخلص الجهاد من أناس منحرفي المنهج", أو "تخلصه من بغاة أفسدوه"! وأنت في الحقيقة تخلص الأصناف المذكورة من الجهاد كله!![/rtl]
[rtl]قد يقال: مرت حوادث قتل عديدة بين المجاهدين ولم تُعزف المعزوفة المذكورة.[/rtl]
[rtl]صحيح، كان النظام الدولي بانتظار أن تتهيأ الأجواء أكثر فأكثر ويجف العشب، ليشتعل الحريق بشرارة صغيرة اشتعالا لا تنخمد النار بعده. [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]لذا، فأي فصيل مقاتل أو "مشجع" متعصب يظن أنه سيحسم المعركة بالقضاء على الطرف الآخر ليتفرغ من بعد لقتال العدو الأصلي فهو واهم وهما قاتلا.[/rtl]
[rtl]وأي جندي يطلق طلقته على مسلم في هذه الأجواء، فهو مؤهل لنيل "شرف" الرصاصة الأولى، ولْيُعِدَّ نفسه للقاء الله بالنتائج المذكورة![/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ولأجل ذلك كله لا أستجيب لمن يحاولون استفزازي لأتخذ موقفا محرضا على قتال أية جماعة. لا أرضى لنفسي أن يكون لي إسهام في معزوفة البؤس والدمار المذكورة ولو بكلمة. وأسأل الله أن يقبضني إليه قبل أن تخرج مني كلمة تسهم في ذلك. [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وفي الوقت ذاته، لن أسكت عن أخطاء أراها تتسبب في تجفيف العشب وشحن النفوس وتدمير صورة الجهاد والشريعة. الحمقى والمغفلون سيغضبون لأني أمس "قدسية" فريقهم الذي يصفقون له بجهل! أما أنا فقد أخذت على نفسي أن أقدم مصلحة الجهاد كله، بل ومصلحة الفريقين المختصمين معا، بل ومصلحة الإسلام والبشرية. [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وأقول للذين سيجيِّرون كلامي للتحريض على قتال أي فصيل: أنا بريء من تحريفكم وكذبكم. خذوا كلامي كله أو اتركوه كله، ولا تستخدموه لخدمة أجنداتكم وإن كنتم ترون فيها "خدمة للإسلام"![/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]الذين يريدون مني الكف عن نقد الأخطاء لا يتصورون حجم الدمار المتوقع إذا استمر التغافل، لذا فمنهم من يهددنني بأن "عدد المتابعين لك سيقل"، و"الناس سينفرون عنك" إذا استمررت في ذلك!! حماقة شديدة! وكأنه يهمني ذلك وأنا أرى الجميع سيغرق! [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]أقولها هنا وليضرب من لا يعجبه الكلام رأسَه بما يشاء!: على الفصائل كلها، كلها بلا استثناء، أن تقبل بقضاء لا سلطان لأحد طرفي الخصومة عليه، وأن تلتزم به ولو على قادتها، وأن تقبل بالمناظرات العلنية، بحيث يتناول القضاء والمناظرات كل القضايا: اعتقال المجاهدين والقيادات بل وعامة الناس دون بينة، القتل والتعذيب، سلب المقرات والأسلحة، العلاقات بالدول الوظيفية أو الهيئات الأجنبية، الانسحابات، التحريض على قتال فصيل مسلم. [/rtl]
[rtl]ثم ينصاع الجميع لهذا القضاء الشرعي ما دام مستندا إلى أدلة وتقصٍّ للحقائق.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]والذي يستنكف عن القبول بهذا القضاء، ويريد أن يكون الخصم والحكم! أو يقبل به في قضايا دون أخرى! أو يماطل فيه، أو يرد على كل جرم اقترفه بادعاء جرم مثله لخصمه! أو يمتنع عن كشف أوراقه، أو يضرب بالمناشدات كلها عرض الحائط، فما العمل معه؟ محاولة "اجتثاثه" بالقتال؟ [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]لا ثم لا ثم لا! ليس لأن الجناة في هذا الفصيل لا يستحقون القصاص، بل لما ذكرناه أعلاه. فما الحل إذن؟ [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]الحل في التضييق على الفصيل الممتنع بشريا واقتصاديا وفكريا: بتحريم القتال تحت رايته، وتحريم دعمه ماليا، وبيان أفعاله لداعميه ومن يريدون الانخراط في صفوفه، وتوجيه المناصرة بدلا منه لمن يرضون بالقضاء الشرعي ولمن تفرغ لقتال العدو الصائل وسلم من أية علاقات مشبوهة. وقد كان لهذه المشاريع قصب السبق قبل الإصرار الذي ضرب بمناشدات قيادات الجهاد ومنظريه عرض الحائط! [/rtl]
[rtl]ولا بد أن يكون هذا التضييق كله مسبوقا وملحوقا ومغلفا ومخللا بمنع استخدام هذه الوسائل المذكورة للتحريض على قتال هذا الفصيل، لئلا يستخدمها دعاة "الاجتثاث" لفصيل ما![/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وكل ما سأكتبه عن الخلاف بين المقاتلين في الشام يجب أن يُقرأ على ضوء هذه الكلمة. وليت الذين لا يريدون القراءة لأكثر من دقيقة ليعرفوا فقط: هل أنا من مشجعي فريقهم أم من مشجعي "الفريق الآخر" ثم يسلقون مخالفيهم بألسنة حداد...ليتهم ينشغلون بإقناع فريقهم بما ورد أعلاه من القضاء الشرعي الذي ليس من اختراعنا ولا من بنات أفكارنا! بل أمر من الله الذي يدعي جميعنا طاعته وعدم الاختيار بعده! [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]والسلام [/rtl]