وقفات مع توحيد الله عزوجل
السلام عليكم
هذه سلسلة اسال الله ان يوفقنا الى اتمامها اتناول فيها معاني لتوحيد الله عزوجل عسى الله ان يوفقنا بها للتصور الصحيح لعبادة الله وتوحيده..
.وهي مستقاة من آي القرءان و من الصحيح من حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..
توحيد الله عزوجل و الحب
ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه..من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه اجمعين
أما بعد:
فان من ركائز صحة توحيد العبد لله عزوجل ان يحب العبد الله ورسوله اكثر من ماله واهله و قبيلته و وطنه و عرقه و قانونه بل اكثر من نفسه
عَن عَبْد اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِى .
فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « لاَ وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ » .
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ نَفْسِى .
فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « الآنَ يَا عُمَرُ » .
فما علاقة الحب بالتوحيد...ان من فضل الله علينا ان جعل هذا الاحساس المتعلق باعماق القلوب ملتصقا و ملازما لتوحيد الله عزوجل .
..فهو احساس نبيل يتجلى في حياة الناس الذين هم خلق الله عزوجل...ونحس به و نرقبه حتى في البهائم لما يحمله من معاني الرحمة و الرافة و الود...
فلا يجتمع توحيد لله عزوجل مع بغض له اولنبيه صلى الله عليه وسلم وسنته مهما صغر شكلها او كبر قولا او فعلا او عمل...انه الحب ولكن ليس كحب البشر او خلق الله..
.انه حب يدعو الى الاستسلام لله و ورسوله و طاعتهما في كل الامور...و هذا لا يكون لاي احد من البشر و هو مستحيل التحقق وذلك للنقص الذي يعتري حياتنا.
..فلكم كتب الشعراء عن حب الرجل للمراة و حب الاباء للابناء وحب الفقراء و المساكين و حب الحيوان وحب المال...وما ترى في هذه الانواع الا نغصا و نقصا...
اما حب الله تعالى فهو دائم لان الله حي لا يموت...
وحب الله كامل لان الله كامل في اوصافه سبحانه...
و لا يمكن لمن عرف الله عزوجل ان يبغضه تعالى الله عن ذلك الا جحودا...
فمقتضى حب الله لذاته سبحانه...
وهو الذي خلقنا حبا فينا سبحانه...فما احببناه سبحانه و تعالى حتى احبنا...و لا يمكننا ان نحبه اذا لم يحبنا ...و لا يحبنا ان اتينا ما ينهانا عنه...فسبحان الله العلي العظيم...
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"
فحب الله عزوجل مقترن بالدين...والدين فيه ذكر الانسان وفيه خير الدنيا و الاخرة...فمن دخل في الدين وعمل بمقتضاه ولم يرتكب ناقضا من نواقضه ولم يرتد عنه فسيحبه الله.
..وان فعل غير ذلك فسوف ياتي الله بقوم يحبهم سبحانه و يحبونه... و اذا احبهم سبحانه وفقهم ليعملوا بما امرهم به ونهاهم عنه..
.و من اهم صفاتهم الذلة على المومنين و العزة على الكافرين و الجهاد في سبيل الله لا يخافون في الله لومة لائم
…فمن راى في نفسه من هذه الصفات فليعلم ان الله يحبه و ليحمد لله على توفيقه...