منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ايهاب احمد اسماعيل
عضو فعال
عضو فعال
ايهاب احمد اسماعيل

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق Empty
مُساهمةموضوع: للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق   للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق I_icon_minitime2/12/2018, 2:56 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------------
للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق  
لابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى  
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين :  
وههنا للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه:  
أحدها : المشهد الذي ذكره الشيخ رحمه الله وهو
مشهد القدر  
وأن ما جرى عليه 
بمشيئة الله وقضائه وقدره ،
فيراه كالتأذي بالحر والبرد والمرض والألم وهبوب الرياح وانقطاع الأمطار،
فإن الكل أوجبته مشيئة الله ،
فما شاء الله كان ووجب وجوده ،
وما لم يشأ لم يكن وامتنع وجوده ،
 وإذا شهد هذا :
استراح وعلم أنه كائن لا محالة فما للجزع منه وجه وهو كالجزع من الحر والبرد والمرض والموت.  
فصل المشهد الثاني :
مشهد الصبر  
فيشهده ويشهد وجوبه وحسن عاقبته وجزاء أهله وما يترتب عليه من الغبطة والسرور ويخلصه من ندامة المقابلة والانتقام ، فما انتقم أحد لنفسه قط إلا أعقبه ذلك ندامة ، 
وعلم أنه إن لم يصبر اختيارا على هذا وهو محمود صبر اضطرارا على أكبر منه وهو مذموم  
فصل المشهد الثالث :
مشهد العفو  
والصفح والحلم  
فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته : 
لم يعدل عنه إلا لعشي في بصيرته فإنه ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل .
هذا وفي الصفح والعفو والحلم 
من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام :
ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام .  
فصل المشهد الرابع 
مشهد الرضى  
وهو فوق مشهد العفو والصفح  
وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة ،  
سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله ،
فإذا كان ما أصيب به في الله وفي مرضاته ومحبته :
 رضيت بما نالها في الله  
وهذا شأن كل محب صادق يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره  
ومتى تسخط به وتشكى منه كان ذلك دليلا على كذبه في محبته ، والواقع شاهد بذلك ، 
والمحب الصادق كما قيل :
 من أجلك جعلت خدي أرضا * للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه فلينزل عن درجة المحبة وليتأخر فليس من ذا الشأن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايهاب احمد اسماعيل
عضو فعال
عضو فعال
ايهاب احمد اسماعيل

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق Empty
مُساهمةموضوع: رد: للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق   للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق I_icon_minitime2/12/2018, 2:57 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------ 
فصل المشهد الخامس 
مشهد الإحسان
وهو أرفع مما قبله وهو أن يقابل إساءة المسيء إليه بالإحسان فيحسن إليه كلما أساء هو إليه ، 
 ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه وأنه قد أهدى إليه حسناته ومحاها من صحيفته وأثبتها في صحيفة من أساء إليه ، فينبغي لك أن تشكره وتحسن إليه بما لا نسبة له إلى ما أحسن به إليك ،
وههنا ينفع استحضار مسألة اقتضاء الهبة الثواب ، 
وهذا المسكين قد وهبك حسناته 
 فإن كنت من أهل الكرم فأثبه عليها لتثبت الهبة 
وتأمن رجوع الواهب فيها
وفي هذا حكايات معروفة عن أرباب المكارم وأهل العزائم .
ويهونه عليك أيضا :
 علمك بأن الجزاء من جنس العمل فإن كان هذا عملك في إساءة المخلوق إليك عفوت عنه وأحسنت إليه مع حاجتك وضعفك وفقرك وذلك ، 
 فهكذا يفعل المحسن القادر العزيز الغني بك في إساءتك ، 
يقابلها بما قابلت به إساءة عبده إليك ، 
فهذا لابد منه ، وشاهده في السنة من وجوه كثيرة لمن تأملها . 
فصل المشهد السادس 
مشهد السلامة وبرد القلب
وهذا مشهد شريف جدا لمن عرفه وذاق حلاوته 
وهو أن لا يشتغل قلبه وسره بما ناله من الأذى وطلب الوصول إلى درك ثأره وشفاء نفسه ، 
بل يفرغ قلبه من ذلك ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له وألذ وأطيب وأعون على مصالحه ، 
فإن القلب إذا اشتغل بشيء فاته ما هو أهم عنده وخير له منه ، فيكون بذلك مغبونا والرشيد لا يرضى بذلك ويرى أنه من تصرفات السفيه ، 
فأين سلامة القلب من امتلائه بالغل والوساوس وإعمال الفكر في إدراك الانتقام ؟! 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايهاب احمد اسماعيل
عضو فعال
عضو فعال
ايهاب احمد اسماعيل

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق Empty
مُساهمةموضوع: رد: للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق   للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق I_icon_minitime2/12/2018, 2:58 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------
فصل المشهد السابع : مشهد الأمن  
فإنه إذا ترك المقابلة والانتقام :
أمن ما هو شر من ذلك وإذا انتقم :
واقعه الخوف ولا بد فإن ذلك يزرع العداوة ،
والعاقل لا يأمن عدوه ولو كان حقيرا فكم من حقير أردى عدوه الكبير ،
فإذا غفر ولم ينتقم ولم يقابل :
أمن من تولد العداوة أو زيادتها ولابد أن عفوه وحلمه وصفحه يكسر عنه شوكة عدوه ويكف من جزعه بعكس الانتقام والواقع شاهد بذلك أيضا 
فصل المشهد الثامن :
مشهد الجهاد
وهو أن يشهد تولد أذى الناس له من جهاده في سبيل الله وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وإقامة دين الله وإعلاء كلماته
وصاحب هذا المقام :
قد اشترى الله منه نفسه وماله وعرضه بأعظم الثمن فإن أراد أن يسلم إليه الثمن فليسلم هو السلعة ليستحق ثمنها فلا حق له على من آذاه ولا شيء له قبله إن كان قد رضي بعقد هذا التبايع 
فإنه قد وجب أجره على الله .
وهذا ثابت بالنص وإجماع الصحابة رضي الله عنهم ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين من سكنى مكة أعزها الله 
ولم يرد على أحد منهم داره ولا ماله الذي أخذه الكفار ولم يضمنهم دية من قتلوه في سبيل الله .
ولما عزم الصديق رضي الله عنه على تضمين أهل الردة ما أتلفوه من نفوس المسلمين وأموالهم
قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمشهد من الصحابة رضي الله عنهم 
تلك دماء وأموال ذهبت في الله وأجورها على الله
ولا دية لشهيد فأصفق الصحابة على قول عمر ووافقه عليه الصديق .
فمن قام لله حتى أوذي في الله :
حرم الله عليه الانتقام
كما قال لقمان لابنه :
" وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور "
لقمان : 17
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايهاب احمد اسماعيل
عضو فعال
عضو فعال
ايهاب احمد اسماعيل

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق Empty
مُساهمةموضوع: رد: للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق   للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق I_icon_minitime2/12/2018, 2:59 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------
فصل المشهد التاسع : 
مشهد النعمة 
وذلك من وجوه أحدها : 
أن يشهد نعمة الله عليه في أن جعله مظلوما يترقب النصر ولم يجعله ظالما يترقب المقت والأخذ ، 
فلو خير العاقل بين الحالتين ولابد من إحداهما لاختار أن يكون مظلوما  
ومنها : 
أن يشهد نعمة الله في التكفير بذلك من خطاياه فإنه ما أصاب المؤمن هم ولا غم ولا أذى إلا كفر الله به من خطاياه ، 
فذلك في الحقيقة دواء يستخرج به منه داء الخطايا والذنوب ومن رضي أن يلقى الله بأدوائه كلها وأسقامه ولم يداوه في الدنيا بدواء يوجب له الشفاء : 
فهو مغبون سفيه 
فأذى الخلق لك كالدواء الكريه من الطبيب المشفق عليك فلا تنظر إلى مرارة الدواء وكراهته ومن كان على يديه وانظر إلى شفقة الطبيب الذي ركبه لك وبعثه إليك على يدي من نفعك بمضرته . 
ومنها :
 أن يشهد كون تلك البلية أهون وأسهل من غيرها فإنه ما من محنة إلا وفوقها ما هو أقوى منها وأمر ،
 فإن لم يكن فوقها محنة في البدن والمال فلينظر إلى سلامة دينه وإسلامه وتوحيده   
وأن كل مصيبة دون مصيبة الدين فهينة وأنها في الحقيقة نعمة  والمصيبة الحقيقية مصيبة الدين 
ومنها : 
توفية أجرها وثوابها يوم الفقر والفاقة وفي بعض الآثار :  
أنه يتمنى أناس يوم القيامة لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء . 
هذا وإن العبد ليشتد فرحه يوم القيامة بما له قبل الناس من الحقوق في المال والنفس والعرض فالعاقل يعد هذا ذخرا ليوم الفقر والفاقة ولا يبطله بالانتقام الذي لا يجدي عليه شيئا 
فصل المشهد العاشر :
مشهد الأسوة  
وهو مشهد شريف لطيف جدا  
فإن العاقل اللبيب يرضى أن يكون له أسوة برسل الله وأنبيائه وأوليائه وخاصته من خلقه  
فإنهم أشد الخلق امتحانا بالناس  
وأذى الناس إليهم أسرع من السيل في الحدور  
ويكفي تدبر قصص الأنبياء عليهم السلام مع أممهم وشأن نبينا صلى الله عليه وسلم وأذى أعدائه له بما لم يؤذه من قبله  
وقد قال له ورقة بن نوفل : 
لتكذبن ولتخرجن ولتؤذين وقال له 
ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وهذا مستمر في ورثته كما كان في مورثهم صلى الله عليه وسلم .  
أفلا يرضى العبد أن يكون له أسوة بخيار خلق الله وخواص عباده 
الأمثل فالأمثل ومن أحب معرفة ذلك فليقف على محن العلماء وأذى الجهال لهم
 وقد صنف في ذلك ابن عبدالبر كتابا سماه محن العلماء 
فصل المشهد الحادي عشر :
مشهد التوحيد  
وهو أجل المشاهد وأرفعها ، 
فإذا امتلأ قلبه بمحبة الله والإخلاص له 
ومعاملته وإيثار مرضاته والتقرب إليه وقرة العين به والإنس به واطمأن إليه وسكن إليه واشتاق إلى لقائه واتخذه وليا دون من سواه  
بحيث فوض إليه أموره كلها ورضي به وبأقضيته وفنى بحبه وخوفه ورجائه  
وذكره والتوكل عليه عن كل ما سواه : 
فإنه لا يبقى في قلبه متسع لشهود أذى الناس له ألبتة 
، فضلا عن أن يشتغل قلبه وفكره وسره بتطلب الانتقام والمقابلة 
فهذا لا يكون إلا من قلب ليس فيه ما يغنيه عن ذلك ويعوضه منه ، فهو قلب جائع غير شبعان فإذا رأى أي طعام رآه هفت إليه نوازعه وانبعثت إليه دواعيه 
وأما من امتلأ قلبه بأعلى الأغذية وأشرفها :  
فإنه لا يلتفت إلى ما دونها وذلك فضل الله يؤتيه  
من يشاء والله ذو الفضل العظيم . ) 
انتهى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق Empty
مُساهمةموضوع: رد: للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق   للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق I_icon_minitime2/12/2018, 4:17 pm

ايهاب احمد اسماعيل كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------------
...... 
مشهد العفو  
والصفح والحلم  
فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته : 
لم يعدل عنه إلا لعشي في بصيرته فإنه ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا كما صح ذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل 
.
هذا وفي الصفح والعفو والحلم 
من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام :
ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام .  
.
.
فصل المشهد الرابع 
مشهد الرضى  
وهو فوق مشهد العفو والصفح  
وهذا لا يكون إلا للنفوس المطمئنة ،  
سيما إن كان ما أصيبت به سببه القيام لله ،
فإذا كان ما أصيب به في الله وفي مرضاته ومحبته :
 رضيت بما نالها في الله  
وهذا شأن كل محب صادق يرضى بما يناله في رضى محبوبه من المكاره  
ومتى تسخط به وتشكى منه كان ذلك دليلا على كذبه في محبته ، والواقع شاهد بذلك ، 
والمحب الصادق كما قيل :
 من أجلك جعلت خدي أرضا * للشامت والحسود حتى ترضى
ومن لم يرض بما يصيبه في سبيل محبوبه فلينزل عن درجة المحبة وليتأخر فليس من ذا الشأن
.
.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
.
كلمات لابن القيم رحمه الله تعالى .. جاءت في وقتها.
وحسبنا الله ونعم الوكيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايهاب احمد اسماعيل
عضو فعال
عضو فعال
ايهاب احمد اسماعيل

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق Empty
مُساهمةموضوع: رد: للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق   للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق I_icon_minitime2/12/2018, 10:18 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-------------
أختنا رُقيَّة
نشكر لكم مروركم الكريم
جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
للعبد أحد عشر مشهدا فيما يصيبه من أذى الخلق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مشاهد العبد فيما يصيبه من أذى الخلق
» فإن عون الله للعبد علي قدر نيته
» حفظ الله للعبد وإعانته له على قدر نيته.
» علامات محبة الله للعبد ...رااائع
» انظر فيما بينك وبين الله...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{ === منتدى المؤمنين والمؤمنات === }}}}}}}}}} :: الرقائق و أعمال القلوب-
انتقل الى: