وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
هو الله الرحمن الرحيم الحكيم العليم 
عَلِمَ من عباده ما علم فأراد أن يُريَهم حكمته ويعطيهم درساً،
فأمّا الشيخ الكبير فقد حفظ الله له ماله بعد أن ابتلاه في حِلمه ورضاه، 
وأمّا المشتري فابتلاه الله في صدقه واتباعه لشرعه فسلّط عليه أولئك الشياطين ليجعلوه يتحسر 
ثم أراه بعينه كيف أن الرزق بيد الله وأن ما قد يراه البعض خسارة قد يكون هو الفوز والفلاح .
......
اخوتي 
الرازق الله 
والقدر موكول بمنطقنا وظننا بمولانا الرحمن.
ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب.
فلا يتحسر مخلوق على قدره مهما كان ظاهره فقد يكون هو سبيله لنيل ما يتمنى وخير مما تمنى. 
ألا ترون أن يوسف عليه السلام منذ طفولته وهو من بلاء في بلاء 
غِيرة اخوته، 
غدرهم به، 
رميه في البئر وهو طفل صغير، 
أخذه كعبد من قبل القافلة التي أخرجته من البئر ،
بيعه بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين،
انتقاله لبيئة غير بيئته وحياته بعيد عن أهله وهو ابن نبي، 
محاولة امرأة ذات مكانة ومال وجمال إغواءه بشدة وهو في عز شبابه، 
اجتماع النسوة عليه لحثه على الفحشاء،
رميه في غياهب السجن، 
كل هذه المقادير تجعل من أي إنسان ينهار ويُصاب بالاكتئاب .
لكنه مؤمن وليس كأي إنسان .
إنه ابن الأنبياء من تربى على معرفة الله وحسن الظن به
فكان كل هذا البلاء لابُد له منه حتى يصل إلى المُلك وتُصبح خزائن مصر تحت إمرته .
كذلك يجب أن يكون المؤمن كلما زاد عليه البلاء وضاقت عليه الأرض بما رحُبت كلما استبشر خيراً وجعل حسن ظنه بالله قِبلة قَلبه .
فاللهم يا رحمن يا رحيم يا غفور يا كريم  اغفر لنا ما تعلمه وارزقنا اليقين بك وحسن الظن بك وأنت الحكيم العليم سبحانك .