<<<< وقد خدموا صهيون في سوء فعلهم >>>>
مُصَابٌ دَهَى الْأَقْوَامَ فِي صَفَرِ الْخَيْرِ
وَذَاكَ بِقَرْنِ الرَّابِعَ الْعَشَرَ الْهِجْرِي
لِسَبْعٍ خَلَتْ فَوْقَ الثَّمَانِينَ حَجَّةً
جَرَى غَدْرُ صِهْيَوْنٍ بِهَا أَوْقَحَ الْغَدْرِ
وَذَلِكَ بِاسْتِفْزَازِ كُلِّ مُغَرِّرٍ
نَسَى بِغُرُورٍ سُوءَ عَاقِبَةِ الْأَمْرِ
فَأَرْدَوْا نَصِيبَ الْعُرْبِ مِنْ جَهْلِهِمْ كَمَا
أَطَاحُوا بِهِمْ فِي مَجْلِسِ الْأَمْنِ لِلصِّفْرِ
وَلَمْ يَطْلُبُوا رَأْيًا حَصِيفًا وَيَجْلِسُوا
بِمُؤْتَمَرٍ عَالٍ يُحَصْحِصُ لِلسِّرِّ
وَلَمْ يَغْسِلُوا غِلَّ الصُّدُورِ وَيَصْدُقُوا
لِبَعْضِهِمُ بَعْضًا تُجَاهَ ذَوِي الْكُفْرِ
وَلَمْ يَتَّقُوا الرَّحْمَنَ حَقًّا وَيُخْلِصُوا
عِبَادَتَهُ حَتَّى وَلَوْ حَالَةَ الْعُسْرِ
وَلَمْ يَرْتَؤُوا الْوَقْتَ الْمُنَاسِبَ لِلْوَغَى
لِيَحْظَوْا بِتَقْرِيرِ الْمَعَارِكِ عَنْ قَسْرِ
وَلَمْ يَحْشِدُوا الْأَجْنَادَ فِي خَيْرِ مَوْقِعٍ
يُعِينُ عَلَى دَفْعِ الْمُهَاجِمِ وَالْقَهْرِ
وَلَمْ يَكْتُمُوا سِرَّ الْحُرُوبِ وَعِدَّةً
يُعِدُّونَهَا كَيْ لاَ يُجَارَوْنَ فِي الْأَمْرِ
وَلَكِنَّهُمْ قَدْ عَاكَسُوا خُطَّةَ الْحِجَا
وَسَارُوا بِمَيْدَانِ الْعَوَاطِفِ وِالْغُمْرِ
فَقَامُوا بِإِيقَاظِ الْيَهُودِ وَصَحْبِهَا
بِكَثْرَةِ تَهْدِيدَاتِهِمْ بِضْعَةَ الْعَشْرِ
مِنَ السَّنَوَاتِ الْمَاضِيَاتِ وَنَشْرِهِم
لِمَا حَصَّلُوا مِنْ نَوْعِ أَسْلِحَةِ الْعَصْرِ
كَمَا عَمِلُوا التَّخْرِيبَ فِي كُلِّ بَلْدَةٍ
أَبَتْ إِنْصِيَاعًا لِلشُّيُوعِيَّةِ النُّكْرِ
فَعَانَتْ بِلاَدُ الْعُرْبِ أَنْوَاعَ ثَوْرَةٍ
وَشَتَّى انْقِلاَبَاتٍ وَمَفْسَدَةَ الصَّدْرِ
فَلَمْ تَتَزَوَّدْ قُوَّةً لِمَخَافَة
وَقَدْ خَسِرَتْ أَبْنَاءَهَا غَايَةَ الْخُسْرِ
أَنَهْزِمُ إِسْرَائِيلَ فِي رَاقِصَاتِنَا؟
وَفِي مَسْرَحِيَّاتِ التَّمَاثِيلِ وَالزَّمْرِ؟
وَفَلْسَفَةِ السَّاقَيْنِ أَوْ فِي تَزَحْلُقٍ
وَشَتَّى بِلاَجَاتِ الْخَلاَعَةِ وَالْفُجْرِ؟
لَقَدْ نَفَّذَ الْأَوْغَادُ مَطْلَبَ (صِهْيَنٍ)
بِمُجْتَمَعَاتِ الْعُرْبِ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ
وَقَدْ خَدَمُوا صِهْيَوْنَ فِي سُوءِ فِعْلِهِمْ
عَلَى الْعَمْدِ أَوْ دُونَ الشُّعُورِ بِمَا يَجْرِي
فَهَلْ ذَاكَ تَنْفِيذٌ لِبُرْتُكُلاَتِهِمْ
بِمُخْتَلِفِ التَّخْرِيبِ وَالْفِسْقِ وَالْعُهْرِ؟
أَأَنْسَاهُمُ الرَّحْمَنُ أَنْفُسَهُمْ كَمَا
نَسَوْهُ؟ فَذَا الْإِنْذَارُ فِي سُورَةِ الْحَشْرِ
فَشِبْهُهُمُ فِي وَفْدِ عَادَ الَّذِي مَشَوْا
لِيَسْتَمْطِرُوا فَاسْتُمْطِرُوا قَاصِمَ الظَّهْرِ
لَقَدْ عَطَّلُوا شَرْعَ الْإِلَهِ وَحَلَّلُوا
مَعَاصِيهِ مِنْ فِعْلِ الْفَوَاحِشِ وَالْخَمْرِ
فَلَيْسَ عَلَى مُرْتَادِهَا مِنْ عُقُوبَةٍ
بِحَالِ الرِّضَا حَسْبَ الْمُحَدَّدِ مِنْ عُمْرِ
فَقَدْ أَرْخَصُوا الْأَعْرَاضَ فِيهِمْ وَشَدَّدُوا
عَلَى سَارِقِ الْأَمْوَالِ لاَ صَاحِبِ الْعُهْرِ
وَذَلِكَ فَي شَرْعٍ وَعُرْفٍ (دِيَاثَةٌ)
تُخَالِفُ لِلْأَدْيَانِ تَسْلُبُ لِلْفَخْرِ
وَلَمْ يَغْضَبُوا لِلَّهِ فِي شَتْمِهِ وَلاَ
جُحُودٍ وَإِعْرَاضٍ وَإِقْرَارِ ذِي نُكْرِ
فَلاَمِزُهُمْ تَغْشَاهُ كُلُّ عُقُوبَةٍ
وَمُنْتَقِصُ الرَّحْمَنِ ذُو مَنْطِقٍ حُرِّ
وَطَالِبُ تَحْكِيمِ الشَّرِيعَةِ عِنْدَهُمْ
عَمِيلٌ وَرَجْعِيٌّ خَؤُونٌ وَذُو غُمْرِ
بَلَى إِنَّ صُحْفَ الْقَوْمِ تُنْكِرُ رَبَّنَا
مَعَ الْحَشْرِ فِي بَعْضِ الْأَحَايِينِ بِالنَّشْرِ
وَقَدْ صَرَّحُوا جَهْرًا بِأَنَّ الَّذِي أَتَى
بِهِ الْمُصْطَفَى لَيْسَ الْمُوَافِقَ لِلْعَصْرِ
وَقَالُوا: ذِهِ أَوْضَاعُهُ لِعُصُورِهِ
وَذَلِكَ إِنْكَارٌ لِوَحْيٍ عَلَى جَهْرِ
فَقَدْ جَعَلُوهُ نَاطِقًا بِالْهَوَى فَمَا
بَقِي عِنْدَهُمْ لِلَّهِ وَالرُّسْلِ مِنْ قَدْرِ
وَنَادَوْا بِإِنْسَانٍ جَدِيدٍ وَرَافِضٍ
لِرَبٍّ وَدِينٍ لاَ يُحَوْقِلُ فِي الْأَمْرِ
وَقَدْ رَكَّزُوا كُلَّ الْعَدَاءِ لِسُنَّةٍ
وَعَابُوا لِمَا جَاءَ الرَّسُولُ مِنَ الذِّكْرِ
وَفِي بَعْضِ مَا قَالُوا يُعَدُّ شَنَاءَةً
لَهُ كَيْفَ بِالْمَجْمُوعِ مِنْ وَاقِعِ الْأَمْرِ؟
وَقَدْ شَابَهُوا الْكُفَّارَ فِي كُلِّ خُطَّةٍ
وَفِي كُلِّ مَرْسُومٍ مِنَ الْفِعْلِ وَالْفِكْرِ
عُزُوفًا عَنِ الْأَخْلاَقِ لِلْمُصْطَفَى وَمَا
عَلَيْهِ خِيَارُ الْخَلْقِ مِنْ صَحْبِهِ الْغُرِّ
وُجُوهُهُمُ لَيْسَتْ شَبِيهَةَ وَجْهِهِ
وَلَكِنَّهَا قَدْ شَابَهَتْ أَوْجُهَ الْكُفْرِ
لِقِلَّةِ تَعْظِيمٍ لَهُ فِي قُلُوبِهِمْ
وَحُبٌّ صَحِيحٌ يَقْتَضِي طَاعَةَ الْأَمْرِ
وَرَغْبَتِهِمْ أَقْوَالَ (جَانْ بُولِ سَارْتَرٍ)
وَ(دَارْوِنَ - وَافْرِيدٍ) طُغَاةِ ذَوِي الشَّرِّ
وَقَدْ نَصَّ رَبُّ الْعَرْشِ فِي بَتْرِ شَانِئٍ
لِهَذَا النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى مُطْلَقَ الْبَتْرِ
لِيَشْمَلَ كُلَّ الْبَتْرِ فِي مَعْنَوِيَّةٍ
وَحِسِّيَّةٍ مِنْ قَطْعِ أَصْلٍ وَمِنْ أَثْرِ
كَمَا قَطَّعُوا مِنْ قُوَّةٍ مَعْنَوِيَّةٍ
وَحِسِّيَّةٍ فِي بَعْضِ يَوْمٍ بِلاَ غرِّ
فَقَاهِرُ صَارُوخٍ وَظَافِرُ نَاصِرٌ
ثَلاَثَتُهُمْ غُنْمًا لاَ خُبْث ذِي الْكُفْرِ
مِنَ اللاَّءِ نَصَّ اللَّهُ أَنْ يُدْبَرُوا لَدَى
قِتَالِ ذَوِي الْإِيمَانِ يَأْسًا مِنَ النَّصْرِ
وَلَكِنْ ذَوُو الْإِيمَانِ لَمْ يَتَقَابَلُوا
إِلَى الْآنَ فِي حَرْبِ الْخَبِيثِينِ ذِي الْفُجْرِ
لِفَصْلِهِمُ فِي نَزْعَةٍ عَصَبِيَّةٍ
وَنَفْعِيَّةٍ صُنْعَ الْيَهُودِ ذَوِي الْمَكْرِ
فَلَمْ يَتَقَاتَلْ مَعْ يَهُودٍ سَوَى الَّذِي
تَرَبَّى عَلَى أَفْكَارِهَا لاَ عَلَى الذِّكْرِ
وَلَمْ يَنْهَزِمْ مِنْهَا سِوَى مُتَفَرْنِجٍ
وَفَرْخٍ شُيُوعِيٍّ وَمُخْتَلِطِ الْأَمْرِ
لَقَدْ خَانَهُمْ أَسْيَادُهُمْ قَوْمُ (مَارْكِسٍ)
كَمَا نَكَصَ الشَّيْطَانُ عَنْ مُشْرِكِي بَدْرِ
هُمُ خَذَلُوهُمْ ثَمَّ بَعْدَ هَزِيمَةٍ
سَخَوْا بِالَّذِي اعْتَادُوا مِنَ الْإِفْكِ وَالْفَشْر
فَصَارُوا ضَحَايَا لِلْيَهُودِ فَرِيسَةً
لِرَفْعِ يَدِ الرَّحْمَنِ خَابُوا مِنَ النَّصْرِ
وَذَاقُوا وَبَالَ الْأَمْرِ عَارَ هَزِيمَةٍ
وَقَتْلاً وَتَشْرِيدًا وَهَتْكًا مَعَ الْأَسْرِ
فَلَمْ يُؤْمَنُوا فِي قُوَّةٍ سَمَوِيَّةٍ
وَلَمْ يَطْلُبُوهَا مِنْهُ بِالْحُبِّ وَالشُّكْرِ
وَلَمْ يَضْرَعُوا بِالصِّدْقِ وَالطَّاعَةِ الَّتِي
بِهَا نَصْرُهُ الْوَاقِي مِنَ الْخِزْيِ وَالْخُسْرِ
وَلَكِنْ عَلَى قُوَّاتِهِمْ قَدْ تَوَكَّلُوا
كَمَا آمَنُوا بِالْمَرْكِسِيِّينَ ذِي الْكُفْرِ
بِتَنْفِيذِهِمْ مَا خَطَّطُوا وَاطِّرَاحِهِمْ
شَرِيعَةَ رَبِّ الْعَرْشِ ذِي النَّفْعِ وَالضُّرِّ
وَكِذْبِهِمُ فِي رَبْطِ خُطَّتِهِمْ بِهَا
لِتَضْلِيلِ شَعْبٍ صَادَرُوهُ مِنَ الْفِكْرِ
فَهَلْ حَرَّمُوا مَا حَرَّمَتْهُ وَأَوْقَعُوا
عُقُوبَتَهَا فِي كُلِّ زَانٍ وَفِي سُكْرِ؟
أَمِ الْقَوْمُ لِلتَّضْلِيلِ زَادُوا افْتِرَاءَهُمْ
عَلَى اللَّهِ فِي زَعْمِ الشُّيُوعِي مِنَ الذِّكْرِ؟
وَمِنْ عَجَبٍ شِرْكُ الْأُلَى حَالَةَ الرَّخَا
وَقَدْ يُخْلِصُوا لِلَّهِ فِي حَالَةِ الْعُسْرِ
وَشِرْكُ أُولاَءِ الْقَوْمِ دَوْمًا فَنَابَذُوا
إِلَهَهُمُ فِي حَالَةِ الْعُسْرِ كَالْيُسْرِ
فَلَمْ يَذْكُرُوا رَبًّا وَلَمْ يَضْرَعُوا لَهُ
بِذَا الاِمْتِحَانِ الصَّعْبِ وَالذُّلِّ وَالْقَهْرِ
وَلَكِنْ تَمَادَوْا بِاعْتِمَادٍ عَلَى الَّذِي
تَخَلَّى بِيَوْمِ الرَّوْعِ مِنْهُمْ عَنِ النَّصْرِ
وَأَعْجَبُ مِنْ ذَا قَوْلُهُمْ عَنْ إِرَادَةٍ
لِشَعْبٍ مِنَ اللَّهِ افْتِرَاءٌ مَعَ الْوِزْرِ
فَهَلْ يَبْتَغِي الشَّعْبُ الْمُضَلَّلُ نَكْبَةً
وَوَافَقَهُ الْمَوْلَى عَلَى مَقْصِدِ الشَّرِّ؟
أَوِ الشَّعْبُ لاَ يَرْضَى الْهَزِيمَةَ فِي الْوَغَى
وَكَانَتْ إِرَادَاتُ الْإِلَهِ عَلَى الْقَسْرِ؟
فَلاَ بُدَّ مِنْ هَذَا وَرَبِّي مُعَاقِبٌ
لِزَاعِمِ إِسْلاَمٍ وَيَعْصِيهِ فِي الْجَهْرِ
فَهَلْ نَكَلُوا عَنْ إِفْكِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ
وَلاَ يُسْمِعُونَا قَوْلَ (صِهْيَوْنَ) فِي الْفَشْرِ
فَذَا قَوْلُ (صِهْيَوْنٍ) بِبُرْتُكُلاَتِهِمْ
بِمَا بَعْدَ عِشْرِينَ وَهُمْ قَلَّدُوا الْمُزْرِي
فَنَسْأَلُ رَبَّ الْعَرْشِ إِعْطَاءَ رُشْدِهِمْ
وَتَوْفِيقَهُمْ لِلدِّينِ وَالْحَمْدِ وَالشُّكْرِ
وَتَنْوِيرَ أَبْصَارٍ لَهُمْ بِاتِّبَاعِهِمْ
نَبِيَّهُمُ كَيْ يَدْحَضُوا سَائِرَ الْكُفْرِ
فَلَسْتُ مُرِيدَ الشَّرِّ أَوْ شَامِتًا بِهِمْ
وَلَكِنَّنِي أَبْغِي لَهُمْ غَايَةَ الْخَيْرِ
وَمَا قُلْتُهُ نُصْحٌ وَتَصْوِيرُ وَاقِعٍ
وَلَسْتُ أُرِيدُ الشَّتْمَ وَالْحَطَّ مِنْ قَدْرِ
وَلاَ فَرِحًا فِي ذُلِّهِمْ بَلْ مُشَخِّصٌ
لِأَسْبَابِ خِذْلاَنٍ أَمَامَ ذَوِي الْكُفْرِ
فَنُصْرَةُ رَبِّ الْعَرْشِ لَسْنَا نَنَالُهَا
بِلاَ طَاعَةٍ مَعْ حِفْظِ حَدٍّ وَمَعْ شُكْرِ
وَمَهْمَا نَنَلْ مِنْ قُوَّةٍ فِي عَتَادِنَا
فَأَعْدَاؤُنَا أَقْوَى وَأَكْثَرُ فِي النَّفْرِ
وَلَكِنْ بِإِيمَانٍ يَكُونُ انْتِصَارُنَا
وَإِمْدَادُنَا بِالرِّيحِ وَالْمَلَكِ الطُّهْرِ
وَنُصْرَتُنَا بِالرُّعْبِ فِي قَلْبِ خَصْمِنَا
وَإِفْسَادِ مَفْعُولِ الصَّنَائِعِ وَالْمَكْرِ
يَقُولُونَ: إِنَّ الْغَرْبَ عَوْنُ يَهُودِهِمْ
نَقُولُ: نَعَمْ، وَالشَّرْقُ مَعْهُمْ بِلاَ قَصْرِ
وَلَكِنَّ رَبَّ الْعَرْشِ يَنْفِي اعْتِزَازَهُمْ
بِكُلِّ فِئَاتِ الْأَرْضِ لَوْ غَايَةَ الْكُثْرِ
فَفِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ تَاسِعَ عَشْرِهَا
تُؤَكِّدُ نَفْيَ النَّفْعِ مِنْ فِئَةِ الْكُفْرِ
وَتُثْبِتُ أَنَّ اللَّهَ مَعْ مُؤْمِنٍ بِهِ
وَمَنْ كَانَ مَعْهُ اللَّهُ فَلْيَحْظَ بِالنَّصْرِ
وَلاَ يَخْشَ كَيْدَ الْكَافِرِينَ وَكَثْرَةً
لَنَاصِرُهُمْ أللَّهُ ذُو الْعِزِّ وَالْقَهْرِ
وَلاَ يَسْتَعِنْ إَلاَّ بِهِ فِي تَوَكُّلٍ
مَعَ الصِّدْقِ فِي الْأَعْمَالِ وَالْمَقْصِدِ الطُّهْرِ
وَلاَ يَغْتَرِرْ فِي قُوَّةٍ أَوْ مُؤَيِّدٍ
مَعَ الدُّوَلِ اللاَّتِي تُقِيمُ عَلَى الْكُفْرِ
وَلَكِنْ يُعِدُّ الْجَيْشَ جَيْشَ عَقِيدَةٍ
حَنِيفِيَّةٍ لِلَّهِ طَاهِرَةِ الْفِكْرِ
وَيَدْرُسُ أَسْبَابَ الْهَزِيمَةِ مُبْغِضًا
مُسَبِّبَهَا مِنْ كُلِّ شَخْصٍ وَمِنْ شَرِّ
وَيَسْعَى لِتَطْوِيرِ الْعَتَادِ بِكُلِّ مَا
تَجَدَّدَ مِنْ أَنْوَاعِ أَسْلِحَةِ الْعَصْرِ
لِنُصْرَةِ دِينِ اللَّهِ فِي حَصْرِ مَقْصِدٍ
عَلَيْهِ وَتَوْزِيعِ الْهِدَايَةِ كَالْبَدْرِ
وَيَحْفَظُ لِلْمَوْلَى جَمِيعَ جَوَارِحٍ
لِيَجْمَعَ بَيْنَ الْقُوَّتَيْنِ مَعَ الصَّبْرِ
فَذَا طَابَعُ الْإِيمَانِ زَحْفٌ مُقَدَّسٌ
وَمَا دُونَهُ زَحْفُ الضَّلاَلَةِ وَالْعُهْرِ
لَئِنْ سَيَّرُوا رَكْبَ الْعُرُوبَةِ لِلْهُدَى
سَيَحْظَوْنَ بِالتَّأْيِيدِ وَالْعِزِّ وَالنَّصْرِ
وَإِنْ دَرَجُوا فِيمَا عَلَيْهِ فَحَظُّهُمْ
شَقَاءٌ وَتَنْكِيلٌ إِلَى آخِرِ الْعُمْرِ
وَنَسْأَلُ رَبَّ الْعَرْشِ يُكْرِمُ فَيْصَلاً
بِزَحْفٍ صَحِيحٍ يَغْسِلُ الْعَارَ مِنْ خُسْرِ
وَيَحْمِيهِ مِمَّا يُوجِبُ السُّخْطَ وَالْبَلاَ
بِحِفْظِ حُدُودِ اللَّهِ وَالْقَمْعِ لِلنُّكْرِ
وَتَطْهِيرِ أَرْضِ الْعُرْبِ مِنْ كُلِّ مُعْرِضٍ
عَنِ اللَّهِ؛ فَهْوَ الدَّاءُ فِي جِسْمِنَا يَسْرِي
وَصَلَّى إِلَهُ الْعَرْشِ رَبِّي مُسَلِّمًا
عَلَى الْمُصْطَفَى وَالْآلِ مَعْ صَحْبِهِ الْغُرِّ