<<<< فلسطين.. دومي لعبة ووسيلة >>>>
لَقَدْ أَكْرَمَ اللَّهُ الْوَرَى بِمُحَمَّدِ
وَعَمَّتْ بِهِ الرَّحْمَاتُ دُونَ تَقَيُّدِ
وَأُمَّتُهُ كَانَتْ خِيارًا فَحَرَّرَتْ
قُلُوبًا وَأَرْضًا مِنْ كَفُورٍ وَمُعْتَدِ
أَقَامَتْ بِهَا حُكْمَ الْإِلَهِ عَدَالَةً
وَطَهَّرَتِ الْأَخْلاَقَ مِنْ كُلِّ مُفْسِدِ
فَغَاضَتْ يَهُودُ اللاَّءِ قَدْ خَطَّطُوا الرَّدَى
لِمُجْتَمَعِ الْكُهَّانِ مَعْ كُلِّ أَحْرَدِ
وَمَدَّتْ لَنَا فِي الْأُخْطُبُوطِ شِرَاكَهَا
بِأَنْوَاعِ غَزْوِ الْفِكْرِ مِنْ شَرِّ مَصْيَدِ
بِتَخْبِيطِ أَذْهَانٍ وَقَلْبِ عَقِيدَةٍ
وَتَفْرِيقِ صَفٍّ ثُمَّ تَسْوِيدِ مُلْحِدِ
لِتَكْسِبَ فِي كُلِّ الْمَيَادِينِ جَوْلَةً
بِوَاسِطَةِ (الْمَاسُونِ) وَالْمُتَمَرِّدِ
وَنَحْنُ سُكَارَى غَفْلَةٍ كَانَ يَنْعُهَا
خَسَارَةَ أَوْطَانٍ وَسُوءَ تَشَرُّدِ
جَنُوبَ (فَرَنْسَا) مَعْ شَمَالِ (إِطَالِيَا)
وَ(أَسْبَانَ) وَ(الْبَلْقَانِ) غُنْمًا لِمُعْتَدِي
وَأَفْرِيقِيَا وَالْهِنْدِ مَعْ تُرْكُمَانِهِمْ
وَ(فِرْغَانِيَا) قُوقَازِ (أُكْرَانِيَا) قَدِ
مَمَالِكُنَا شَرْقًا وَغَرْبًا ضَحِيَّةٌ
وَدَاسَتْ فِلَسْطِينًا عُلُوجُ التَّهَوُّدِ
بِمَكْرٍ عَمِيقٍ مُنْذُ قَتْلِ خَلِيفَةٍ
لِغَزْوِ تَتَارٍ مَعْ صَلِيبٍ مُجَنَّدِ
فَثَوْرَةِ (بَارِيسٍ) فَمَقْتَلِ (فَاتِحٍ)
وَإِقْصَائِهِمْ (عَبْدَالْحَمِيدِ) الْمُفَنِّدِ
وَ(أَوْغَادُنَا) قَدْ بَارَكُوا ذَا وَمَا دَرَوْا
بِأَنَّهُمُ خَلْفَ (الْكَوَالِيسِ) تَرْتَدِي
وَثَوْرَةِ (مُوسْكُو) أَشْعَلُوهَا بِبُلْشَفٍ
كَمَا أَشْعَلُوهَا بَيْنَنَا لِلتَّبَدُّدِ
مَحَامِلُ (مَاسُونٍ) وَبُرْتُكُلاَتُهُمْ
تَنُصُّ عَلَى إِشْعَالِ ثَوْرَاتِ حُسَّدِ
وَإِغْرَائِنَا فِي كُلِّ فِعْلٍ مُنَاقِضٍ
لِدِينٍ وَلِلْأَخْلاَقِ مَاحٍ وَمُفْسِدِ
وَإِنْ شِئْتَ فَاقْرَأْ (بُرْتُكُولاَتِهِمْ) تَرَى
مُنَفِّذَهَا مِنْ قَوْمِنَا كُلَّ مُلْحِدِ
فَلَمْ يَغْلِبُونَا بِالْقُوَى أَبَدًا كَذَا
وَنَكْبَاتِهَا الْأُخْرَى كَذَلِكَ فَاعْدُدِ
فَنَكْبَتُهَا الْأُولَى بِفَقْدِ عَقِيدَةٍ
فِلَسْطِينُ مَا ضَاعَتْ بِقُوَّةِ مُعْتَدِي
فِلَسْطِينُ بِالتَّكْبِيرِ حَرَّرَهَا الْأُلَى
وَقُوَّةِ إِيمَانٍ كَسَائِرِ أَبْلُدِ
وَلَوْ صَدَّقُوا بِالدِّينِ لِلَّهِ كَبَّرُوا
بِأَلْسِنَةٍ لاَ تَأْلَفُ اللَّغْوَ وَالدَّدِ
فَيَسْتَرْجِعُوهَا مَعْ سِوَاهَا وَيَزْحَفُوا
كَمَا زَحَفَ الْأَسْلاَفُ فِي كُلِّ أَنْجُدِ
وَلَكِنَّهُمْ مَالُوا إِلَى شَهَوَاتِهِمْ
وَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لِلْإِلَهِ الْمُمَجَّدِ
فِلَسْطِينُ ضَاعَتْ إِذْ أَضَاعُوا صَلاَتَهُمْ
وَقَدْ مَزَّقُوا الْقُرْآنَ تَمْزِيقَ مُلْحِدِ
بِتَعْطِيلِهِمْ أَحْكَامَهُ وَإِبَاحَةٍ
لِخَمْرٍ وَفَحْشَاءٍ إِذَا رَضِيَ الرَّدِي
فِلَسْطِينُ أَدْمَتْ قَلْبَ مُسْتَضْعَفٍ يَرَى
تَلاَعُبَ (مَاسُونِيَّةِ) الْيَوْمِ وَالْغَدِ
وَكَانَتْ شِعَارًا كَاذِبًا يَرْتَدِي بِهِ
دَجَاجِلَةُ الْغَوْغَاءِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
يُرِيدُونَ مِنْهَا سِلْعَةً عَاطِفِيَّةً
وَجُرْحًا ذَكِيًّا دَائِمًا لَمْ يُضَمَّدِ
يُرِيدُونَهَا ذُخْرًا بِهِ يَحْصُلُوا عَلَى
مَنَاصِبَ عُلْيَا مَعْ مَدِيحٍ لِمُنْشِدِ
فِلَسْطِينُ دُومِي لُعْبَةً وَوَسِيلَةً
لِسَائِرِ طُلاَّبِ الْكَرَاسِي وَمَقْعَدِ
فِلَسْطِينُ دُومِي مَتْجَرًا وَبِضَاعَةً
لِمُتَّجِرٍ مِنْ سَاسَةٍ وَمُعَرْبِدِ
وَدُومِي لَهُمْ مِثْلَ الْقَمِيصِ الَّذِي مَضَى
لِيَحْصُلَ مَا يَبْغُونَ مِنْ كُلِّ مَقْصِدِ
وَلاَ تَرْتَجِي مِنْهُمْ قِتَالاً فَحَرْبُهُمْ
لِبَعْضِهِمُ بَعْضًا يَرُوحُ وَيَغْتَدِي
فَذَلِكَ رَجْعِيٌّ وَهَذَا تَقَدُّمِي
وَذَا ثَائِرٌ هَذَا مُخَلِّفُ مُرْتَدِي
عَلَى بَعْضِهِمْ بَعْضًا أُسُودٌ أَشِدَّةٌ
وَحَوْلَكِ أَقْوَاهُمْ نَعَامَةُ فَدْفَدِ
فَفِي (يَمَنٍ) مَا خَانَ ضُبَّاطُهُمْ وَلاَ
تَخَلَّوْا كَمَا كَانُوا أَمَامَ التَّهَوُّدِ
وَلَكِنْ خُذِي مِنْهُمْ كَلاَمًا وَضَجَّةً
بِأَجْهِزَةِ الْإِعْلاَمِ فِي كُلِّ مَعْهَدِ
وَشَكْوَاهُمُ فِي مَجْلِسِ الْأَمْنِ طُلَّبًا
حُقُوقًا وَعَدْلاً بِالْكَلاَمِ الْمُنَضَّدِ
أَلَمْ يَعْلَمُوا عَنْ مَجْلِسِ الْأَمْنِ أَنَّهُ
أَدَاةُ يَهُودِ الْعَالَمِينَ لِمُعْتَدِ؟
وَقَدْ حَلَّلَ الْإِعْلاَمُ صَفْعًا لِطَامِعٍ
بِنَصْرٍ مِنَ الْأَعْدَاءِ شَرَّ مُبَلَّدِ
فِلَسْطِينُ لاَ تَرْجِينَ مِنْهُمْ سِوَى الَّذِي
رَأَيْتِ فَذَا طَبْعُ الْعُصَاةِ بِمَوْعِدِ
وَلاَ تَرْتَجِي ذِكْرًا لِأَبْنَائِكِ الَّذِي
قَضَوْا نَحْبَهُمْ فِي (خَانَ يُونُسَ - أَرْبِدِ)
وَ(غَزَّةَ) أَوْ مَا حَوْلَ (قَلْقِيلِيَا) وَمَا
قَدِ اسْتُشْهِدُوا فِي وَقْعَةٍ أَوْ بِمَسْجِدِ
وَلَكِنْ خُذِي فِي كُلِّ عَامِ احْتِفَالِهِمْ
بِـ(بُورِ سَعِيدٍ) ذِكْرَ عِشْرِينَ هُدْهُدِ
فَفِيهَا بُطُولاَتٌ وَلَيْسَ بِغَزَّةٍ
وَلاَ غَيْرِهَا مِنْ أَرْضِ قُدْسٍ وَمَعْبَدِ
فَأَيْنَ اعْتِبَارٌ مِنْ بَنِيكِ بِمَا جَرَى
وَمَا قِيمَةُ الْمَنْسِيِّ مِثْلَ مُمَجَّدِ
فِلَسْطِينُ لَمَّا أَسْلَمُوكِ وَهَوَّمُوا
دَعَوْا أَنَّهُمْ حَازُوا انْتِصَارَ الْمُسَوَّدِ
وَأَنَّ يَهُودًا لاَ تُرِيدُكِ إِنَّمَا
تُرِيدُ لِأَشْخَاصِ اشْتِرَاكِيَّةِ الْغَدِ
فَقَدْ سَلَّمُوا أَيْضًا مَنَاصِبَهُمْ بَقَتْ
أَعَزَّ عَلَيْهِمْ مِنْكِ يَا أَرْضِ مَسْجِدِي
وَلَوْ أَخَذَتْ مِصْرًا وَ(جِلِّقَ) صِهْيَنٌ
وَأَبْقَتْهُمُ قَالُوا انْتَصَرْنَا بِمَشْرَدِ
إِذَنْ إِنْ بَقِي فِي الْعُرْبِ أَدْمِغَةٌ تَرَى
مَذَاهِبَ (تِيتُو) أَنْتِ طَائِلَةُ الْيَدِ
وَلَوْ أَنَّ إِسْرَائِيلَ تَبْغِي هَلاَكَهُمْ
لَأَرْدَتْهُمُ مِثْلَ الْوَسِيطِ الْمُخَلَّدِ
وَلَكِنَّهَا تَبْغِي الْأَرَاضِي مَعَ الْبَقَا
لِأَشْخَاصِهِمْ كَيْ يَعْمَلُوا كُلَّ مُفْسِدِ
فِلَسْطِينُ لاَ تَرْجِينَ شَانِئَ أَحْمَدٍ
فَذَلِكَ مَبْتُورٌ مِنَ اللَّهِ أَبْعَدِ
فَمُنْتَقِصٌ مَا جَاءَ فِيهِ مُحَمَّدٌ
وَمُبْتَعِدٌ عَنْهُ هُوَ الشَّانِئُ الرَّدِي
لَهُ الْبَتْرُ مَهْزُومٌ مِنَ اللَّهِ دَائِمًا
كَمَا انْهَزَمُوا وَاسْتَسْلَمُوا لِلْمُقَيَّدِ
فَلاَ تَرْتَجِي غَوْثَ الْعُصَاةِ لِرَبِّهِمْ
وَلَكِنْ تَرَجَّيْ بَعْثَ دِينِ مُحَمَّدِ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللَّهِ لاَ بُدَّ أَنْ نَرَى
ظُهُورًا لِدِينِ اللَّهِ أَصْدَقَ مَوْعِدِ
فَيَغْسِلَ عَارًا سَوَّدَتْهُ صَحَائِفٌ
لِأَفْرَاخِ (كَارْلِ مَرْكِسٍ) مِنْ مُسَوِّدِ