منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نبراس الخير
عضو فعال
عضو فعال
نبراس الخير

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 3 Empty
مُساهمةموضوع: للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 3   للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 3 I_icon_minitime20/4/2024, 3:01 pm

المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان في إقليم سرحد
الحلقة الثالثة
 
بقلم: أحمد موفق زيدان
 
في الحلقة الأولى من هذه الدراسة بدأنا الحديث عن النشاط الإغاثي العربي في إقليم سرحد، وفي الحلقة الثانية بدأ الحديث عن الصحف العربية الجهادية المعنية بأفغانستان، فكان الحديث عن مجلتي (الموقف) و(صوت الجهاد).
وفي هذا العدد يلقي الكاتب الضوء على أول وآخر مجلة عربية ناطقة باسم كافة التنظيمات الجهادية وهي (النفير العام)، يلي ذلك إلقاء الضوء على أول مجلة عربية مستقلة تعني بأفغانستان في إقليم سرحد وهي مجلة (الجهاد).
 
مجلة النفير العام
 
مجلة شهرية تتبع للاتحاد الإسلامي للمجاهدين الأفغان.
 
بدأت المجلة بعد تأسيس اتحاد المجاهدين الأفغان في فبراير (شباط) 1981م، وجاءت افتتاحيتها الأولى لتتحدث عن استبدال (الموقف) و(صوت الجهاد) بها، وأصبح رئيس تحرير (الموقف) سابقاً رئيساً لتحرير مجلة (النفير العام)، وعُيّن رئيس تحرير (صوت الجهاد) نائباً للرئيس. وتركزت أخبار العدد الأول على الاتحاد ونشاطاته، كما كانت هناك مقابلة مع مجاهد وصل مؤخراً من وادي (بنجشير) بعد الهجوم الكبير الذي شُنّ آنذاك على الوادي، كما حمل العدد رسالة من (مسعود) قائد منطقة (بنجشير) والتابع للبروفيسور برهان الدين رباني حول الهجوم ونتائجه، وقد طغت الأخبار العسكرية على غيرها في هذا العدد.
 
المحتوى:
 
كان العدد الثاني من المجلة من الحجم الكبير، ونشرت تعيين البروفيسور (رباني) رئيساً للاتحاد، وأهمية المجلة كانت بنشرها لمقالات مطولة حول الوحشية الروسية، وبواعث ظهور الحركة الإسلامية، ولم تأخذ الأخبار العسكرية مكاناً كبيراً في هذا العدد، كما تم نشر أخبار الشهداء أيضاً في هذا العدد، وفي كل عدد جاء فيما بعد، أما العددان الرابع والخامس اللذان صار مجتمعين فقد تضمنا بيان تعيين (سياف) رئيساً للاتحاد عوضاً عن (رباني)، وكانت المجلة تنقل أخبار الجهاد في سورية نقلاً عن مجلة الإخوان المسلمين هناك، وبدأت المجلة أيضاً باستكتاب مفكرين وعلماء مسلمين عرب.
 
في العدد الخامس كانت الافتتاحية حول الحل السياسي ورفض المجاهدين له، وكانت المجلة تحتوي عادةً على ستين صفحة.
 
العدد السادس كانت افتتاحيته طويلة جداً، حيث تطرق إلى موقف (أنديرا غاندي) من الجهاد، وهاجمت الافتتاحية بعنف موقف رئيسة الوزراء التي اغتيلت فيما بعد.
 
ولم تكن (النفير) مقتصرة على المشكلة الأفغانية فحسب، ولكنها كانت تطبع أخبار سورية وفلسطين كما ذكرنا قبل قليل.
 
وفي العددين السابع والثامن مجتمعين ركزت المجلة افتتاحيتها على بيان الاتحاد الإسلامي للمجاهدين حيال مفاوضات جنيف، ونشرت أيضاً خطابات بتوقيع القادة الأفغان يعلنون فيها استقالاتهم من أحزابهم ودمجها في الاتحاد الجديد، وكانت الرسائل جميعها مكتوبة بخط أيدي القادة، وباللغة العربية، واستمرت المجلة بالصدور حتى حل الاتحاد عام 1985.
 
السياسة:
 
كانت سياسة المجلة تتبع الاتحاد، وتركز على ضرورة الوحدة بين المجاهدين، ولكن أحياناً تركز على أخبار جبهات الحزب أو الجمعية، مثل تركيزها في العدد الأول على أخبار وادي (بنجشير) والمعارك التي دارت فيه.
 
التمويل:
 
كانت تموَّل من قبل الاتحاد الإسلامي للمجاهدين الأفغان.
 
الطاقم:
 
نفس طاقم مجلة (الموقف) و(صوت الجهاد) سابقاً، بالإضافة للمقالات التي كان يقدمها بعض العرب أحياناً.
 
الطباعة والتوزيع:
 
كانت تطبع في لاهور وتوزع للدول العربية مجاناً، ويقول (مزمل) بهذا الخصوص: "كنا نوزعها لنفس العناوين التي عادة ما ترسل لها (الموقف) و(صوت الجهاد) سابقاً".
 
مجلة الجهاد
 
تعتبر مجلة (الجهاد) أكثر مجلة أو نشرة ذات فعالية في إقليم سرحد بخصوص القضية الأفغانية، لعدة اعتبارات:
 
1 - طاقمها كان لهم خبرة أكثر من العاملين الآخرين في المجلات الأخرى، ويعملون بشكل جدي أكثر من الآخرين.
2 - الاستمرارية، ومحاولتها الصدور كل شهر، على الرغم من التأخير في بعض الأوقات.
3 - عدم التزامها بأي حزب من أحزاب الجهاد مكّنها من نقل عدة وجهات نظر لقادة المجاهدين والأحزاب، وهذا دفعها لتحليل الأوضاع بشيء من عدم القيود.
4 - تعد مجلة (الجهاد) تأريخاً للجهاد الأفغاني، حيث سطرت الجهاد من عدة نواحي، العسكرية والسياسية والاقتصادية... إلخ، لكن المجلات الأخرى ركزت على مظهر أو مظهرين فقط.
 
ونظراً لكل هذه الأمور ركزنا في دراستنا على مجلة (الجهاد).
 
لماذا الجهاد؟
 
بدأت مجلة (الجهاد) للتعريف بالقضية الأفغانية وسط المؤيدين للجهاد الأفغاني في الدول العربية، خاصة وأن الأفغان لم يستطيعوا إيصال أخبار الجهاد إلى العرب من خلال مجلاتهم بشكل جيد لعدة أسباب، منها المشاكل المادية التي منعتهم من الإخراج الجيد لمجلاتهم والذي يجذب القراء، والعامل الثاني انشغالهم بالجانب العسكري للجهاد، وقلة الطاقم في المجال الإعلامي، وعلاوة على هذا كان ثمة ضعف في اللغة الصحفية.
 
ولذلك هدف الدكتور (عزام) رحمه الله منذ البداية إلى إيصال أخبار الجهاد لجميع المسلمين عامة، والعرب على وجه الخصوص، لأهداف قتالية وتدريبية، ولتحقيق هذه الغاية قرر (عزام) البدء بمجلة (الجهاد)، إلى جانب مجلة جهادية واحدة تتحدث عن الجهاد وهي (النفير العام)، التي احتوت مجلات الأحزاب لانحلالها في الاتحاد الجديد آنذاك.
 
السياسة:
 
اتخذت (الجهاد) منذ البداية وحتى تأسيس حكومة المجاهدين الأولى سياسة الأحزاب الأصولية، وكان الشيخ (عزام) رحمه الله شخصاً عاطفياً، وأحياناً يؤيد (رباني) بشدة لقيامه معه بزيارة الشمال، وأحياناً يؤيد (حكمتيار)، ولكن يبقى أنه لم يهاجم أحداً منهما.
 
بالنسبة للأحزاب المعتدلة تم تجاهلها، وأحياناً هوجمت لدعمها عودة الملك السابق (محمد ظاهر شاه)، ولكن عندما شكّل المجاهدون حكومتهم الثانية في 28 فبراير 1989، نشرت المجلة مقابلات مع المعتدلين مثل (مجددي) و(جيلاني)، ولكن بالنسبة لـ (مجددي) كانت قد نشرت له مقابلة واحدة في السابق، ولتحليل سياسة المجلة دعونا نقوّم حادثتين مهمتين في الجهاد الأفغاني، لنرى سياسة المجلة حيالهما:
 
1 - حادثة تخار: والتي حدثت بعد الانسحاب الروسي من أفغانستان، عندما قامت مجموعة تتبع المهندس حكمتيار بقتل عدد من قادة الجمعية والأشخاص العاديين في ولاية (تخار)، المجلة تحدثت عن الحادثة كخبر، ولكن لم تحللها أو تعلق عليها، وبهذا تكون قد نجحت في الابتعاد بنفسها عن خلافات المجاهدين.
2 - انقلاب تاناي: وهنا لم تستطع المجلة النأي بنفسها عن الخلافات، لأنهم فكروا أن هذا التعاون بين حكمتيار وتاناي سيضر بالجهاد، ولكن في الحقيقة أن هذا الرأي لم يكن يمثل كل مواقف كتّاب المجلة.
 
التمويل:
 
الطباعة والتوزيع تعتمد على التبرعات من العرب بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام، ولعب الشيخ (عبد الله عزام) -رحمه الله- دوراً محورياً في جمع هذه التبرعات، وفعل أفضل ما لديه للتعريف بهذا الجهاد، وفي بداية عام 1988م حاول بعض التجار السعوديين تمويل المجلة بأنفسهم، لكن الشيخ (عزام) وبعض أعضاء مجلس المجلة لم يوافقوا على ذلك، وتخوفوا من أن تخرج المجلة خارج سيطرتهم.
 
الطاقم:
 
تتميز المجلة عن المجلات الأخرى بأن طاقمها جميعه من العرب، وبضع أفغان ممن يعملون في الأقسام الإدارية، وكذلك في الأرشفة والترجمة، باستثناء أفغاني واحد كان يعمل محرراً لكتابته الجيدة، وتحَّدثه باللغة العربية.
 
(عماد العابد) فلسطيني الجنسية، درس الإسلاميات في السعودية، وعمل منذ البداية رئيساً لتحرير المجلة، وعمل (عبد القادر الشواف) سوري الجنسية، وتخرّج من الجامعات السعودية قسم اللغة العربية نائباً لرئيس التحرير لبعض الوقت، ثم عُيّن (عصام عبد الحكيم) الذي جاء من اليمن متخرجاً من قسم اللغة العربية من مصر نائباً لرئيس التحرير، ثم ترقى إلى رئاسة التحرير بعد ترك (العابد) لهذا المنصب، وقد عملتُ منذ عام 1986 محرراً في المجلة، بالإضافة لدراستي في الجامعة الإسلامية بإسلام آباد، حيث اعتدت أن آتي أسبوعياً لمدة يومين لمتابعة أرشيف المجلة وتسليم مقالي الشهري، كما كان هناك محررون وعمال آخرون أيضاً.
 
التوزيع والقراء:
 
المجلة توزَّع بشكل كافٍ وكبير في العالم الإسلامي، خاصة السعودية ودول الخليج، ولعب الدكتور (عزام) دوراً هاماً في التوزيع، وقد ازداد التوزيع من العدد الأول إلى العدد الأخير، الذي صدر أثناء كتابة الدراسة، لكن لم يكن الازدياد طبيعياً، إنما كان يعتمد على الحوادث والروح المعنوية وسط القراء حيال الجهاد.
 
وكان التوزيع يعتمد على الإرسال للوكلاء المنتشرين في العالم أكثر من الاشتراكات، (عصام عبد الحكيم) رئيس التحرير قال: "المجلة تعمل حالياً على سياسة الأسواق المفتوحة، ونريد أن نعتمد على أنفسنا تمويلياً، ونريد أن نعملها كمجلة تجارية وليس كمثل السابق، حيث كانت فقط للحماس والمعنويات"، واستناداً للاستبيان الذي أجرته المجلة فإن حوالي عشرة أشخاص يتناوبون أحياناً على قراءة العدد؛ بسبب حبهم للجهاد، وليس ثمة مجلة تشابهها في ذلك. حقيقة أخرى بأن المجلة دعت للجهاد وأعلنت عن استعدادها لاستقبال القادمين إلى بيشاور من خلال مكتب الخدمات الذي يقوده الدكتور (عبد الله عزام) -رحمه الله-.
 
نقطة مهمة أخرى في هذا السياق، بعض الأشخاص لم يستطيعوا الاشتراك بها لمشاكل مادية، فكان يقوم الأغنياء بدفع اشتراكات على شكل تبرعات للأشخاص العاجزين عن تسديد اشتراكاتهم، فمثلاً أحد التجار تبرع بألف دولار لهذه الاشتراكات، وكانت الأعداد الخمسين الأولى قد طُبعت من لاهور، ثم نقلت طباعة المجلة إلى كراتشي، حيث الطباعة والعمالة هناك أرخص من لاهور، وترسل للخارج بواسطة شركة الخطوط الباكستانية، وفي بيشاور توزع بالسيارة، وكل مؤسسة عربية مقيمة في بيشاور تتلقى كل عدد بضع نسخ من المجلة.
 
نشرة المجاهد الأسبوعية:
 
بدأت في 28 ديسمبر (كانون الأول) 1982 في بيشاور، وتطبع من قبل اتحاد الطلبة المسلمين، والذي يقوم عليه طلبة عرب جاؤوا للدراسة في بيشاور، وطبعوا خمسمائة نسخة من العدد الأول، ثم رفعوا الكمية إلى ألفي نسخة.
 
(جمال إسماعيل) أحد محرري النشرة يقول: "الفكرة اقترحها مصطفى الطحان الرئيس السابق للاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية، وتعهد بتمويلها من طباعة وتوزيع، لكن في العدد الأخير وذلك بعد بضعة أعداد قام الشيخ (عزام) و(سياف) الذي كان رئيساً لاتحاد المجاهدين آنذاك بتمويل النشرة، وكانت تطبع على ستانسيل وترسل مجاناً للدول العربية، وتلعب دوراً في جمع التبرعات للمجاهدين، والتعريف بالجهاد أيضاً، وكان طاقم النشرة يعمل مجاناً، والدوام جزئي، وأحياناً تتأخر في الإصدار عن الموعد المحدد لها وهو كل أسبوع، نظراً لدراسة الطلبة المحررين، وركزت النشرة على الأخبار العسكرية وأحياناً الأخبار السياسية، ولم يكن ثمة تحليل أو تعليق فيها، وأما بالنسبة لمصادرها الإخبارية فكانت مكاتب أحزاب المجاهدين".
 
من النشرة إلى المجلة:
 
يقول عماد العابد: "جئت للجهاد الأفغاني أواخر عام 1984، وكان (سياف) حينذاك رئيساً لاتحاد المجاهدين، وكانوا يعملون بشكل جاد للبدء بمجلة عربية ولكل أحزاب المجاهدين، وفي هذه الفترة اقترح الدكتور (عزام) للبدء بمجلة جديدة يقوم عليها مكتب الخدمات، وقدم عزّام اسمي لأتولى رئاسة تحرير (المجاهد) التي تغيرت إلى (الجهاد) آنذاك".
 
(العابد) اعترف بأنه لم يكن لديه خبرة في الصحافة آنذاك، لكن كانت لديه الرغبة في الانضمام، وقد طبعت الأعداد الثلاثة الأولى في بيشاور، ثم نقلت إلى لاهور للطباعة الملونة.
 
المجلد الأول (حماس وعدم تخطيط):
 
العددان الأول والثاني من المجلة كانا بالأبيض والأسود فقط، واقتصرا على الأخبار العسكرية، مع الافتتاحية بقلم الدكتور (عزام)، وكانت الطباعة بدون أعمدة، وبدأت المجلة الطباعة على شكل أعمدة منذ العدد الثالث، وبدأت أيضاً بنشر "أفغانستان في الصحافة العالمية"، ويعتقد (العابد) بأن التقدم حصل في العدد الخامس، عندما أجرى حواراً مع بعض علماء المسلمين الذين وفدوا للجهاد.
 
وقد كتب الدكتور (عزام) في هذا المجلد رسائل إلى المسلمين عامة، والأطباء والعلماء خاصة، حول أهمية مشاركتهم في الجهاد، وكان التحليل الأول عن أفغانستان الذي تضمنته المجلة في العدد العاشر -على الرغم من ضعفه- بخصوص الصراع بين أجنحة الحزب الشيوعي الأفغاني، ومن العدد الأول حتى الثالث كانت المجلة شهرية، وتغيرت منذ العدد الرابع إلى نصف شهرية، وذلك حتى العدد السابع عشر من المجلد الثاني، وكانت مصادر المجلة الأحزاب الجهادية، والمجاهدون العرب الذين يقدمون من الجبهات بشكل خاص، وبدأت المجلة بزاوية من المحرر منذ العدد السابع فقط، وعلى الرغم من تخصصها بالقضية الأفغانية، إلا أنها نشرت في العدد التاسع موضوع الغلاف حول وحشية منظمة أمل الشيعية في لبنان ضد المخيمات الفلسطينية هناك.
 
التقييم:
 
يصف (العابد) هذه المرحلة بأنها "حماس وعدم تخطيط، حيث لم يكن هناك متابعة للقضية، إلى جانب فقدان الإدارة المالية، وكنا فقط أنا والطابِع والموزّع، ثم وصل مع نهاية هذا المجلد عددنا إلى أربعة أو خمسة أشخاص فقط، وكنا نطلب من العلماء الكتابة لنا، ولكن لم يكونوا راغبين، أما المُخرِج فكان عمله جزئياً".
 
مميزات المجلد:
 
1 - المراقب للمجلد يرى وكأنه كتاب في شكل إخراجه، وهذا يعود إلى فقدان التجربة والمهارة، وعدم توفر الإمكانيات.
2 - فقدان الأشخاص ذوي الخبرة في الصحافة، وهذا جعل المجلة لا تتبع القواعد والأصول الصحفية.
3 - يمكن اعتبار هذا المجلد حقل تجارب للعديدين من الأشخاص.
4 - المادة كانت ضعيفة ولم تكن عميقة، بحيث تتعامل مع القضية الأفغانية من الجذور، وكانت المادة تتحدث بشكل عام عن الجهاد والإسلام.
5 - لم يكن القراء كثيرون في البداية.
 
المجلد الثاني (خطوات في الطريق الصحيح):
 
يقول (العابد): "لقد ركزنا جهودنا في هذا العدد على الإخراج، والصور التي توضح حوادث الجهاد في أفغانستان، ولمدة سنة كاملة كنا نبحث عن مُخرج، وبعد هذا المجلد جاء أخ تونسي وبدأ العمل معنا".
 
التوزيع:
 
في هذا المجلد كان نفس مستوى المجلد السابق، وبدأ موضوع الغلاف يركز على أفغانستان بشيء من العمق، وقد بدأتُ العمل مع المجلة منذ العدد التاسع عشر، عندما كتبت مقالاً بعنوان: "روسيا - إسرائيل.. علاقات بلا حدود"، كما نشرت المجلة دراسة على حلقات بعنوان: "حقائق الغزو الروسي لأفغانستان" بدون ذكر الكاتب، لكنه كان (مصطفى حامد) المراسل السابق لجريدة (الاتحاد) اليومية الصادرة في أبو ظبي، وخصصت المجلة ركناً خاصاً للأسرة، كما بدأت تنشر الأخبار العسكرية بأقلام مراسليها في داخل أفغانستان.
 
التقييم:
 
1 - تتميز هذه الفترة بوجود محرري الأخبار والكتّاب، مثل الرائد (عدنان إبراهيم) الذي اعتاد أن يكتب مقالاً تحليلياً كل شهر حول أفغانستان، وعبد الرحمن نموس، ولكن كتاباته كانت قليلة، وكنت أكتب شهرياً مقالاً باسم (مصعب الخير) أو (أبو مصعب). المحررون كانوا يواجهون مشكلة اللغة، حيث أن كلهم لا يعرفون اللغة الإنجليزية أو الفارسية التي تؤهلهم لمعرفة القضية الأفغانية، وخلال هذه الفترة أرسل لنا (أبو بكر الجزائري) كتاباً حول فرضية الجهاد، ونشر على حلقات، وكانت هذه هي المحاولة الأولى في صفوف العلماء.
2 - ظهرت المجلة بثوب جديد، وذلك بكتابة أسماء المراسلين والجبهات.
3 - بدأت المجلة منذ العدد السابع عشر بنشر ملحق باللغة الإنجليزية ببضع صفحات في وسط المجلة، لكنه لم يستمر بسبب الطاقم ومشاكل أخرى.
4 - بعض الكتّاب بدأوا يرسلون مقالاتهم من الخارج مثل السعودية وغيرها.
5 - يصف (العابد) هذه المرحلة بأنها أصعب فترة مرت عليه في المجلة، لحساسية المجاهدين حيال أي كتابة في المجلة بشأن هذا القائد أو ذاك، وحاولت المجلة أن تلعب دوراً متوازناً في هذا المجال.
6 - في العدد الأول من هذا المجلد بدأت زاوية "بريد القراء".
7 - يتميز هذا المجلد أيضاً بالكتابة على شكل أعمدة، كما أن المجلد كان ملوناً.
 
المجلد الثالث (الاستقرار وحديث الشهادة):
 
بدأ المجلد الثالث من العدد الخامس والعشرين، الذي يتكون من موضوع غلاف، ومقابلة مع مدراء المنظمات الإغاثية العربية الطوعية، ونشاطاتها بين المهاجرين، كما كتب (قاضي حسين أحمد) أمير الجماعة الإسلامية الجديد الذي خلف (ميان طفيل محمد) مقالاً للمجلة بعنوان: "القضية الأفغانية وتعديلات الاستراتيجية الروسية"، وذلك في العدد الواحد والثلاثين.
 
وأصبح الحديث عن أفغانستان أكثر عمقاً، واهتمت المجلة أيضاً بالتحقيقات والدراسات مثل "الجهاد في هيرات"، وأظهرت صوراً هامة لجذب المسلمين لهذا الجهاد، خاصة مثل صور معارك (جاجي) بولاية (بكتيا)، والهجوم الروسي على جبهة (جاور) في ولاية (بكتيا) أيضاً[1]، وفي هذا العدد وجهت المجلة رسائل إلى وزراء الإعلام في الدول العربية للسماح للمجلة بالتوزيع مجاناً في بلادهم، وفي هذا المجلد عادت المجلة لتطبع إحصاءات شهرية مقتبسة عن (مركز الدراسات السياسية التابع للجماعة الإسلامية)، وبشأن الشهداء حرص الدكتور (عزام) على إظهار أمرهم، لجذب المسلمين للمجيء لهذا الجهاد والتبرع له، ولهذا الغرض كان الدكتور (عزام) يكتب عدة صفحات في كل عدد حول حياة الشهيد وكيفية استشهاده بعنوان: "مع الشهداء"، كما أظهرت المجلة نشاطات فروع مكاتب الخدمات.
 
التقييم:
 
تتميز هذه الفترة باستقرار المجلة، حيث اتخذت شكلاً محدداً، وتجاوزت مرحلة الارتباك وقلة التخطيط، ومنذ بداية هذا المجلد بدأ (عصام عبد الحكيم) كمخرج في المجلة، وحاول بأفضل ما لديه أن يطورها ويرقى بمستواها، ونجح إلى مدى معين على الرغم من ضعف الإمكانيات، ولكن المشكلة أن المجلة اتخذت سياسة التشجيع للقدوم للجهاد، دون الحديث عن الوضع الحقيقي للأفغان، وبأنهم أشخاص منهم الصالح والطالح، هذه الصورة دفعت بعض الشباب العربي القادم أن يكون عصبياً، لأنه وجد أشياء تختلف عما قرأه في المجلة، هذه السياسة تم تصحيحها فيما بعد لمدى معين.
 
المجلد الرابع (المتابعة والتعمق):
 
سجلت المجلة في هذا المجلد قفزات مهمة عندما بدأت بمتابعة القضية، وهذا يعود إلى تشكيل هيئة التحرير، والتي تشكلت من رئيس التحرير وغيره، وكنت منهم، وكنا نجتمع قبل البدء بتحرير مواد العدد؛ كتحديد كتّاب المقالات ونوعيتها، وفي هذا المجلد بدأت المجلة بنشر دراسة بقلمي حول تاريخ الحزب الشيوعي الأفغاني، والتي استمرت لست عشرة حلقة، كما غطت المجلة اتفاقيات جنيف عندما ترجمت نصوص الاتفاقيات، ونقلت تعليق بعض الخبراء في معهد الدراسات السياسية، والمحررين، وقادة الجهاد الأفغاني، وردود أفعالهم حيال الاتفاقات.
 
عندما انسحب الروس من أفغانستان كان موضوع الغلاف حول استراتيجية الشيوعية القادمة حول أفغانستان، واستراتيجية المجاهدين أيضاً، وهذا أثبت مصداقية المجلة في مسألة المتابعة للوضع، وعندما كانت الأوساط تتداول مسألة إعادة إعمار أفغانستان عقدت المجلة جلسة لمدراء المنظمات الإغاثية الإسلامية، ونشرت نصوص الندوة، بالإضافة لنشرها تحقيقات وتصاوير فريدة حول مشكلة الألغام في أفغانستان، وشهدت هذه الفترة اغتيال الجنرال (ضياء الحق) وكتب الدكتور (عزام) الافتتاحية بشأنه، ومدحه كثيراً لكن المحررين نصحوه بتجنب الكتابة عن (ضياء الحق) لعدم تطبيقه الشريعة ومسائل أخرى، فقبِل الدكتور ذلك وكتب افتتاحية أخرى، وكان تعليق المجلة على مقتل (ضياء الحق) بأن الجهاد بدأ قبل (ضياء الحق) وسيستمر بعده، مثل الإسلام الذي لم يتأثر بوفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
 
الشيء الذي لم يكن حسب القواعد الصحفية في هذه المجلة بشكل عام، وهذا المجلد بشكل خاص، الافتتاحية التي اعتاد أن يكتبها الشيخ (عزام)، حيث أنها لم تكن تتعامل مع مستجدات القضية الأفغانية، فمثلاً أثناء اتفاقيات جنيف كتب الشيخ (عزام) مقالاً بعنوان: "حلوى رمضان على طبق فلسطين وأفغانستان"[2]، ونفس الأمر عندما انسحب الروس من أفغانستان، حيث كان يجب أن تكون الافتتاحية بهذا الخصوص، لكنه كتب حول شجاعة أحد الصحابة "قوائم محمد بن مسلمة"[3].
 
أي شخص يقرأ هذه المجلة يرى الاختلاف في وجهات النظر بين الكتّاب، فمثلاً أثناء معركة خوست والتي جرت في ديسمبر (كانون الأول) 1987، كتب الدكتور (عزام) من أرض المعركة واعتبرها "معركة أفغانستان" التي لم تشهد أفغانستان مثيلة لها، ونشرت المجلة عدة صفحات بخصوصها، على الرغم من معارضة هيئة التحرير لذلك، والتي كانت برأيهم أنها ستعيد ما حدث في (فيتنام) عندما قال أحد القادة الأمريكيين: "أعلن انتصارك ثم انسحب"، وكسبت روسيا بعض الانتصارات في هذه المعركة، ولكنها كانت قاسية عليهم، وبعد هذا انسحبوا، العديد من المراقبين اعتبروا في ذلك الوقت أن الروس ركزوا على خوست ليظهروا للعالم بأنهم هزموا المجاهدين ثم انسحبوا، بعد هذا كتب مقالاً في العدد الذي تلاه[4] بعنوان: "لماذا خوست؟"، وهذا ما دفع أحد زملاء العمل ليقول عن المجلة: "إنها عدة مجلات"، نظراً لاختلاف وجهات نظر المحررين فيها.
 
ولأول مرة تقوم المجلة بجمع عددين في عدد واحد، وذلك في العدد الرابع والخمسين والخامس والخمسين، والذي احتوى على مقابلة لـ (سياف)، والذي كان قد أصبح رئيساً للوزراء في الحكومة الانتقالية.
 
المجلد الخامس ومرحلة الكمبيوتر:
 
يمكن اعتبار هذا المجلد "مجلد مرحلة الكمبيوتر" وبدأت الطباعة بالكمبيوتر منذ العدد التاسع والأربعين، والذي سهل عملية الطباعة والإخراج، وفي هذا المجلد بدأ الدكتور (أحمد العسال) نائب رئيس الجامعة الإسلامية في إسلام آباد بكتابة مقالات عامة عن الإسلام في المجلة، وفي العدد السادس والخمسين قدمت هيئة التحرير استقالتها من عملها للمقالات التي كانت عاطفية وغير منطقية -حسب اعتقادها-، ولكن رجع بعضهم وبقيت أنا وشخص آخر مصرّين على قرار الاستقالة، وأقنعهم الدكتور عزام بأن الموقف سيعدل، وسمح لهم بتضمين العدد رسالة بريدية وتعليقاً عليها، لانتقاد الوضع، والتي تتحدث عن الجهاد في أفغانستان من وجهة نظر سلبية، لكن لسوء الحظ بدأت المجلة بتبرير الرسائل التي تردها باتجاه خاطئ.
 
ثم ترك (العابد) المجلة وأصبح (عصام) رئيساً للتحرير، عُين شخص آخر قدِم جديداً للمجلة نائباً لرئيس التحرير، وكان قد تخرج من كلية الصحافة من جامعة في الأردن.
 
في هذه الفترة بدأ (كمال الهلباوي) -مستشار معهد الدراسات السياسية ورئيس القسم العربي في المعهد، ويصدر تقريراً عن أفغانستان- بكتابة مقالٍ شهري للمجلة.
 
الأعداد المتبقية:
 
يقول عصام: "في هذه الأعداد وفي المستقبل سنعتمد على تمويل أنفسنا، ونريد الدخول للسوق كمجلة وليس كالسابق عندما اعتمدنا على المكتبات الإسلامية، وسنأخذ أهمية التسويق والتوزيع بعين الاعتبار، مثل مسألة العناوين والإخراج ومسائل أخرى تتغاير مع الآخرين"، والأعداد المتبقية المقصود بها حتى العدد الرابع والستين موعد إعداد هذه الدراسة، وفي هذه الفترة فقدت المجلة اثنين من كبار مؤيديها، الشيخ (تميم العدناني) -رحمه الله- مدير مكتب الخدمات الذي توفى في أمريكا بينما كان يُلقي محاضرات عن الجهاد، عندما أصيب بنوبة قلبية، واغتيال الشيخ (عزام) مع اثنين من أبنائه، وقد غطت المجلة الحدثيْن بصورة جيدة.
 
 
المصدر:
مجلة المجاهدون - العدد الثامن والعشرون
محرم 1412هـ / يوليو 1991م




[1] انظر مجلة الجهاد - العدد الثاني والثلاثون الصادر في يوليو (تموز) 1987.
[2] انظر مجلة الجهاد - العدد الثاني والأربعون الصادر في مايو (أيار) 1988.
[3] انظر مجلة الجهاد - العدد الرابع والأربعون الصادر في يوليو (تموز) 1988.
[4] انظر مجلة الجهاد - العدد التاسع والثلاثون الصادر في فبراير (شباط) 1988.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 1
» للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 2
» للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 4
» للذكرى.. المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان 5
» حرب على مصر و المنطقة العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{ === منتدى المؤمنين والمؤمنات === }}}}}}}}}} :: المنتدى العام-
انتقل الى: