المطبوعات العربية المعنية بأفغانستان في إقليم سرحد
الحلقة الخامسة
بقلم: أحمد موفق زيدان
مجلة المجاهدون
مجلة سياسية شهرية تصدر عن الجمعية الإسلامية بقيادة البروفيسور برهان الدين رباني.
ذكرت افتتاحية العدد الأول من المجلة الصادرة في شهر نوفمبر 1986 بأنه بعد أن اقتصرت المجلات العربية الأخرى على العمل لأحزاب جهادية معينة أو تتحدث عن بعض الجبهات، وهذه المجلات إنما تنطق بلسان منظمة وتعبر عن آراء مجموعة واحدة فقط وتنقل جزءاً يسيراً من أخبار الجهاد والحوادث التي تجري على الساحة الأفغانية.. [بتصرف].
السيد عناية الله خليل رئيس تحرير المجلة قال: "من هذا المنطلق قررنا إصدار المجلة لتنقل أخبار الجهاد إلى القراء والمسلمين في العالم، وإن العدد الأول من المجلة صدر تحت إشراف الدكتور سيد محمد موسى توانا والذي يعد أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في أفغانستان".
ويبدو أنّ ذكر اسمه كمشرف للمجلة في أعدادها الأولى يعود لشخصيته التي يمكن أن تعمل دعاية وسمعة للمجلة بين صفوف العرب، ولكن في العدد الثاني من المجلة ذكر أن رئيس التحرير هو عناية الله خليل، ويقول الأخير: "لقد بدأت المجلة بنفسي واثنين آخرين، واخترنا اسم المجلة ثم وافق عليه البروفيسور رباني، ورغم إصدارنا المجلة بالأبيض والأسود إلا أن الإخوة في الجمعية أُعجبوا بالمجلة وساعدونا بالتحرير والكتابة والتمويل".
محتويات المجلة:
كتب البروفيسور رباني في العدد الأول مقاليْن، الأول كان حول وفاة مرشد عام الإخوان المسلمين في العالم الشيخ (عمر التلمساني) في مصر بعنوان: "جرحت القلوب برحيل التلمساني"، ومقال آخر بشأن زيارته آنذاك إلى أمريكا ولقائه بالرئيس الأمريكي السابق (رونالد ريغان) لأن عديداً من الناس رفضوا الزيارة التي خلقت شكوكاً على مواقف الجمعية، ولذلك قام بتبرير الموقف وتوضيح الأمور، وكان المقال بعنوان: "ضجة لا مبرر لها" رد فيها على المعترضين للسفر.
وبدأ الدكتور (موسى توانا) منذ البداية بتسجيل تاريخ الحركة الإسلامية بعنوان: "حقائق عن نهضة أفغانستان الإسلامية" والتي استمر نشرها في حلقات، ونشرت أيضاً ترجمته باللغة الإنجليزية في نشرة Afghan News (أخبار الأفغان) نصف الشهرية والصادرة عن الجمعية أيضاً.
وركزت المجلة في أعدادها الأولى إلى حد ما على أوضاع الجهاد في بنجشير لأنه يعد معقل الجمعية الإسلامية.
في أحد الأعداد نشرت المجلة رسالة من مسعود البروفيسور رباني مع أخبار الجهاد، وتحاول المجلة في كل عدد نشر تعريف بأحد القادة الميدانيين البارزين مع صورته على الغلاف الخارجي بعنوان: "أبطالنا"، ومن العدد الأول بدأت المجلة بنشر حلقات من ترجمة كتاب الدكتور (حق شناس) المتخرج من جامعة طهران - قسم التاريخ والذي كتب باللغة الفارسية تحت عنوان: "جرائم الروس في أفغانستان من عهد دوست محمد خان إلى بابرك"، كما تخلل المجلة مقالات فكرية وسياسية أخرى تهم المسلمين في بعض بلدان العالم.
مصادر الأخبار:
اعتمدت المجلة في مصادرها على الأخبار من تقارير اللجنتين السياسية والعسكرية التابعتين للجمعية، وكذلك مندوبيات الجبهات، وبعض المراسلين في الداخل.
طاقم المجلة:
يقول عناية الله خليل: "إن العمل في مجلة (المجاهدون) منذ البداية اعتمد على الإخوة الأفغان، وإن المخرج في المجلة منذ البداية هو أخ أفغاني لم يدرس اللغة العربية ولا يجيدها ولكن لديه ذوق فني، وكان الأخ العربي الأول الذي ساعدنا شاب تونسي كان يساعدنا في الإخراج، وفي العدد التاسع جاءنا الأخ المصري أحمد عبد العزيز وعمل معنا كمخرج ولديه خبرة سابقة، وساعدنا بعض الإخوة العرب الآخرين أيضاً مثل أحمد منصور الذي كان يعمل مراسلاً لمجلة المجتمع، ثم جاءنا أخ آخر من اليمن ويدعى حسام، ومعظمهم كان يعمل لفترة مؤقتة ثم يذهبون لأمورهم ومشاغلهم، وحتى الآن معنا بعض الإخوة العرب الذين يساعدونا ويكتبون لنا".
ولدى المجلة ثلاثة أو أربعة أفغان يعرفون العربية وتخرجوا إما من السعودية أو الجامعة الإسلامية في إسلام آباد.
الطباعة والتوزيع:
طبعت المجلة من العدد الأول حتى العدد الخامس عشر بالأبيض والأسود في مطابع لاهور، وبدأت الأعداد ملونة من العدد السادس عشر، ثم تأتي من هناك إلى بيشاور للتوزيع داخل باكستان وخارجها، وكان توزيع العدد الأول 6 آلاف نسخة، لكن في العدد الثاني وصل إلى 7 آلاف نسخة، وفي العددين التاسع والعاشر قفز التوزيع إلى 10 آلاف نسخة، وبعد هذه الفترة تعاونت المجلة في التوزيع مع شركات التوزيع فارتفع التوزيع مرة أخرى إلى 15 ألف نسخة.
ومنذ العدد العشرون انتقلت المجلة إلى كراتشي للمصاريف، ولسهولة البريد، وكانت النسخة في البداية تكلف ما بين 4-6 روبيات، لكن في كراتشي ارتفعت التكلفة لسبب التلوين في الصفحات.
يقول رئيس التحرير: "بدأنا منذ العدد العشرين بإرسال 8 آلاف نسخة إلى الشركة السعودية للأبحاث والتسويق في السعودية، وكل نسخة تباع هناك بـ 30 روبية، وتأخذ الشركة ربحاً 8 روبيات والباقي لنا، وثمة شركات للتوزيع في البحرين والإمارات العربية المتحدة، وكذلك نرسل إلى مكاتب الجمعية في الخارج، بالإضافة إلى المشتركين، بينما كان عدد صفحات المجلة في السابق 46 صفحة وأخيراً التزمت 56 صفحة.
الأمور المالية:
يقول خليل: "بالطبع التمويل من الجمعية الإسلامية، ونستلم بعض التبرعات من العرب لكن بعضهم لا يريدون ذكر أسماءهم، ونواجه عوائق تمويلية تسبب التأخير في الصدور".
سياسة المجلة:
سياسة المجلة تتبع لسياسة الجمعية الإسلامية وتطبع أخبار الجمعية بشكل خاص وتركز عليها، كما تنشر أخبار الجهاد وأفغانستان عامة، بالإضافة لنشر حياة قادة الجمعية الميدانيين الكبار، وقضايا إسلامية أخرى مثل قضية فلسطين وأخبار الأقليات الإسلامية في أنحاء العالم.
المؤمنات
تصدر عن منظمة المسلمات الأفغانيات.
هذه الصحيفة التي تحولت إلى مجلة بعد العدد الأول هي المجلة أو الصحيفة الأولى بالعربية التي تتحدث باسم المرأة، والعدد الأول الذي صدر حوالي أكتوبر 1987 لم نتمكن من الحصول عليه رغم اتصالاتنا مع مشرفي المجلة.
المحتويات:
حول محتويات العدد الأول تقول مشرفة الصحيفة: "ركزنا بالحديث على دور المرأة الأفغانية، والنشاطات النسائية التي تقودها فاطمة ياسر وهي متخرجة من كلية العلوم في كابل".
العدد الأول كان صحيفة، لكن الثاني والأخير مجلة، وذكر في العدد الثاني أنّ محتويات المجلة عبارة عن ترجمة لمجلة تنشرها المنظمة باللغة البشتونية والفارسية.
وفي العدد الثاني رسالة مفتوحة للإخوة في الله، ومقال عن المنظمة وخلفيتها التاريخية، ورسالة للأخوات المؤمنات، وأفغانستان من وجهة نظر جغرافية وتاريخية، وقصة عن امرأة مسلم في أيام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الطاقم:
العاملات من الأفغانيات، لكن أرملة البروفيسور الشهيد عبد الله عزام -رحمه الله- وعدد من الأخوات العربيات كأم صهيب كن يساعدن المجلة في الكتابة، وتعترف مشرفة المجلة بأنهم كانوا يتأخرون في إصدار المجلة عن مواعيدها المحددة، ويبدو أنه عندما بدأت أم محمد أرملة الشهيد عزام بإصدار مجلة (ذات النطاقين) تأثرت هذه المجلة بشكل مباشر فتوقفت لأنها لم تعد تدعم مجلة (المؤمنات).
الطباعة والتوزيع:
تُطبع المجلة في بيشاور وتوزع ألف نسخة، حيث ترسل للدول العربية خاصة العربية السعودية والكويت والأردن والإمارات العربية ودول غربية أخرى تتبع للجهاد، وهذا ما يساعد في جمع تبرعات للمجلة.
التقرير الأسبوعي
هذا التقرير يمكن أن يعد أول تقرير أسبوعي يصدر باللغة العربية في بيشاور، وبدأ العدد الأول في السادس من ديسمبر 1987 من إسلام آباد، ثم انتقل إلى بيشاور، وكان العدد الأول صفحتين فقط حيث يلخص الوضع العسكري والسياسي، أما العدد الثاني فكان ثلاث صفحات، وفيما بعد ضم التقرير من 6-8 صفحات، وكانت طريقته في البداية أن يلخص الوضعين العسكري والسياسي، ثم يعرض تفاصيل المظهرين العسكري والسياسي، واحتجب التقرير عن الصدور في 22 أغسطس (آب) 1989.
الحافز وراء التقرير:
عدنان إبراهيم مشرف التقرير قال: "بدأنا من إسلام آباد بسبب كونها في ذلك الوقت مركزاً للمعلومات بشأن القضية الأفغانية، ومركز اتخاذ القرار، بالإضافة لتسهيلات وجود الاتصالات، وجاءت الفكرة من (وائل جليدان) المدير السابق للهلال الأحمر السعودي والمندوب الحالي لرابطة العالم الإسلامي في باكستان"، وأضاف إبراهيم: "بعد أن اطلعنا على تقرير الدبلوماسيين الغربيين الصادر من إسلام آباد والمتعلق بأفغانستان والذي يتعامل مع القضية بوجهة نظر معينة وتخدم أهدافاً محددة، مع غياب وجود تقرير كهذا في صفوف المسلمين بدأنا بتقرير يكون موضوعياً".
كان التقرير بعيداً عن العاطفية التي تغطيها مجلات أخرى، حيث يهتم التقرير بالحقائق، وهدف التقرير حقل صناع القرار من قادة المجاهدين لتوحيد مواقفهم إزاء مختلف القضايا المطروحة وتزويدهم بالحقائق وأيضاً رؤساء الهيئات الإغاثية الإسلامية وكبار المتبرعين من المسلمين بالإضافة إلى الهيئات الدبلوماسية إلى إسلام آباد والعالم العربي بهدف إيصال الحقائق إليها.
في يوليو 1988 انتقل التقرير من إسلام آباد إلى بيشاور، يعزو عدنان إبراهيم هذا الانتقال إلى بيشاور بأنها أصبحت مركزاً لجمع الأخبار.
الطباعة والتوزيع:
في البداية كان التقرير يطبع دون العزو إلى الجهة الناشرة، لكن في الثاني من يناير 1988 ذكر على التقرير أنه يُنشر من دار الجهاد التابعة لمجلة الجهاد بإشراف الدكتور عزام -رحمه الله- بدأ التقرير بالطباعة العادية ولكن في العدد الثالث أو الرابع بدأ يُطبع على آلة IBM، ثم تطورت الطباعة إلى الكمبيوتر في 14 نوفمبر 1988، وكان ينسخ على ورق عادي بحدود 200-250 نسخة ويوزع على الدبلوماسيين العرب في إسلام آباد وكذلك قادة المجاهدين، ومكاتب المجاهدين، والمنظمات الطوعية العربية، والمؤسسات التعليمية العربية، والدول العربية عبر البريد، وكذلك للأفراد المهتمين بالقضية الأفغانية لرفع الدعم وكسب الدعم المعنوي، وفي عدة مناسبات كانت فروع مكتب الخدمات تقوم بتوزيع التقرير على الجالية العربية في أمريكا أيضاً.
وبخصوص الأفغان الذين لا يجيدون العربية تم ترجمة التقرير إلى البشتو والفارسي لفترة قصيرة، ثم يطبع بالكمبيوتر ويوزع منه 100 نسخة على قادة الصف الثاني للجهاد الأفغاني.
مصادر التقرير:
مقابلات مباشرة مع قادة المجاهدين، والمقالات وأنباء المجاهدين المحلية والصحف الباكستانية والإذاعات العالمية وبعض الصحف العربية.
المسائل المالية:
يموّل من قبل بعض المتبرعين العرب غير رسمية تحت إشراف وائل جليدان.
إغلاق التقرير:
احتجب التقرير عن الصدور في 22 أغسطس 1989 بعد حادثة حرق منزل عدنان إبراهيم وكان حينها خارج بيشاور، ويقول إبراهيم في هذا السياق: "لا أظن أن ثمة علاقة بين حرق منزلي وإيقاف التقرير، كنت في إسلام آباد عندما حصلت هذه الحادثة في 17 أغسطس 1989، وكنت أعد للتقرير الجديد، ولكن المواد أُحرقت"، وأضاف إبراهيم: "إن مسألة إيقاف التقرير كانت اتخذت سابقاً، لكن يمكن أن يكون حرق المنزل تزامن مع إغلاق التقرير".
الطاقم:
يتألف من رئيس التحرير ومترجمين للترجمة من العربي للإنجليزي، أو من الفارسي للعربي، وكذلك من البشتو والأردو للعربي، وكذلك طابع وموزع للأخبار داخل بيشاور.
السياسة:
يطبع التقرير آراء قادة المجاهدين مركّزاً على وجهات نظر القادة الإسلاميين الحركيين.
المصدر:
مجلة المجاهدون - العدد الثلاثون
رمضان 1412هـ / مارس 1992م