منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime1/9/2012, 6:27 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

السبت 14-10-1433هجري.

الآيات(51-60)سورة يونس.


أعوذُ باللهِ السميع العليم من الشيطان الرجيم:

(({أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}

************************
التفسير:
{أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (51)}

- وَحِينَ يَقَعُ العَذَابُ يُعْلِنُونَ إِيمَانَهُمْ، وَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا، كَمَا جَاءَ فِي آيَةٍ أُخْرَى.
وَيُقَرِّعُهُمُ اللهُ تَعَالَى عَلَى مَسْلَكِهِمْ هَذَا فَيَقُولُ لَهُمْ: أآمَنْتُمْ بِهِ الآنَ حِينَمَا وَقَعَ، وَكُنْتُمْ قَبْلاً تُكَذِّبُونَ بِهِ، وَتَسْخَرُونَ مِنْهُ، وَتَسْتَعْجِلُونَ بِهِ؟
الآنَ- الآنَ تُؤْمِنُونَ بِوُقُوعِ العَذَابِ.


{ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (52)}

- وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُقَالُ لِهَؤُلاءِ الذِينَ رَأَوا العَذَابَ فَآمَنُوا: ذُوقُوا عَذَاباً تَخْلُدُونَ فِيهِ، وَهُوَ جَزَاءٌ وِفَاقٌ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرونَ، وَتَكْسِبُونَ مِنْ ظُلْمٍ، وَفَسَادٍ فِي الأَرْضِ.

{وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (53)}

- وَيَسْتَخْبِرُكَ الكَافِرُونَ الذِينَ تَعِدُهُمْ بِالعَذَابِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَنَّ اللهَ سَيَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ مِنَ الأَمْوَاتِ لِيُحَاسِبَهُمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ، أَحَقّاً سَيَقَعُ ذَلِكَ، أَمْ أَنَّهُ إِرْهَابٌ وَتَخْوِيفٌ؟ وَهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الإِنْكَارِ وَالاسْتِهْزَاءِ، فَقُلْ لَهُمْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌ، وَلَيْسَ فِي صَيْرُورَتِكُمْ تُرَاباً مَا يُعْجِزُ اللهُ عَنْ إِعَادَتِكُمْ كَمَا بَدَأَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ مِنَ العَدَمِ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ البَعْثِ مَا يُعْجِزُ اللهَ.
وَيَسْتَنْبِونَكَ- وَيَسْتَخْبِرُونَكَ مُسْتَهْزِئِينَ عَنِ العَذَابِ.
إِي وَرَبِّي- نَعَمْ وَرَبِّي.
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ- وَمَا أَنْتُمْ فَائِتِينَ مِنْ عَذَابِ اللهِ بِالْهَرَبِ.


{وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (54)}

- وَحِينَ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَيُحْشَرُ الكَافِرُونَ إِلَى اللهِ، يُدْرِكُونَ، حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ، أَنَّهُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ لا مَحَالَةَ، حِينَئِذٍ تَتَمَنَّى كُلُّ نَفْسٍ ظَالِمَةٍ لَوْ أَنَّهَا تَمْلِكُ جَمِيعَ مَا فِي الأَرْضِ لِتُقَدِّمَهُ فِدَاءً لَهَا مِنَ العَذَابِ، وَلَكِنْ أَنَّى لَهَا ذَلِكَ.
وَحِينَئِذٍ تَتَرَدَّدُ النَّدَامَةَ وَالحَسْرَةَ فِي سَرَائِرِ المُجْرِمِينَ الظَّالِمِينَ، عَلَى مَا فَرَّطُوا فِي جَنْبِ اللهِ، وَمَا كَفَرُوا بِآيَاتِهِ، وَيَقْضِي اللهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ بَيْنَ العِبَادِ، بِالعَدْلِ وَالقِسْطِ وَلا يَظْلِمُ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً.
أَسَرُّوا النَّدَامَةَ- أَخْفَوا الغَمَّ وَالحَسْرَةَ.


{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَلَا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (55)}

- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ مَالِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا، وَأَنَّ وَعْدَهُ حَقٌّ كَائِنٌ لا مَحَالَةً، وَأَنَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيهِ يَرْجِعُ النَّاسُ جَمِيعاً، وَلِذَلِكَ فَإِنَّ الكَافِرِينَ الظَّالِمِينَ لا يَمْلِكُونَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ شَيْئاً يَفْتَدُونَ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ.

{هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)}

وَأَنَّهُ القَادِرُ عَلَى خَلْقِ الحَيَاةِ، وَعَلَى إِعْدَامِهَا، وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا تَفَرَّقَ مِنَ الأَجْسَامِ، وَتَمَزَّقَ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ وَالبِحَارِ، وَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الخَلْقُ حِينَ يَبْعَثُهُمْ وَيَحْشُرُهُمْ لِلْحِسَابِ.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}


- يَمْتَنُّ اللهُ تَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ بِإِنْزَالِهِ القُرْآنَ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدُ صلى الله عليه وسلم وَفِيهِ زَاجِرٌ عَنِ الغَيِّ، وَعَنِ الفَوَاحِشِ، وَفِيهِ شِفَاءٌ لِلصُّدُورِ مِنَ الشُّكُوكِ وَالرِّيَبِ، وَالقُرْآنُ يَهْدِي المُؤْمِنِينَ الذِينَ يَأْخُذُونَ بِهِ، وَيُؤَدِّي بِهُمْ إِلَى إِدْخَالِهِمْ فِي رَحْمَةِ اللهِ.

{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}

- يَأْمُرُ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم بِأَنْ يُبَلِّغَ المُؤْمِنِينَ، بِأَنَّهُ يَحُقُّ لَهُمْ أَنْ يَفْرَحُوا بِفَضْلِ اللهِ عَلَيْهِمْ، وَبِنِعْمَةِ الإِيمَانِ، وَبِالرَّحْمَةِ الخَاصَّةِ بِهِمْ، وَبِمَا جَاءَهُمْ مِنَ الهُدَى وَدِينِ الحَقِّ، فَذَلِكَ أَوْلَى بِهِمْ أَنْ يَفْرَحُوا بِهِ، وَهُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُهُ النَّاسُ مِنْ حُطَامِ الدُّنْيا الزَّائِلَةِ الفَانِيَةِ.

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (59)}

- نَزَلَتْ هذِهِ الآيَةُ، إِنْكاراً عَلَى المُشْرِكِينَ، فِيمَا كَانُوا يُحِلُّونَهُ وَيُحَرِّمُونَهُ، مِنَ البَحَائِرِ وَالسَّوَائِبِ وَالوَصَائِلِ، وَقَدْ أَنْكَرَ اللهُ تَعَالَى فِعْلَ مَنْ حَرَّمَ مَا أَحَلَّ اللهُ، وَفِعْلَ مَنْ أَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللهُ، بِمُجَرَّدِ الرَّأْيِ وَالهَوَى، وَلا مُسْتَنَدَ لَهُ عَلَيْهِ، وَلا دَلِيلَ، لأنَّ حَقَّ التَّحْرِيمِ وَالتَّحْلِيلِ لا يَكُونُ إِلا للهِ، وَيَسْأَلُهُم اللهُ تَعَالَى عَمَّنْ أَذِنَ لَهُمْ بِهِ؟ هَلْ جَاءَهُمْ بِهِ وَحْيٌ مِنَ اللهِ، أَمْ أَنَّهُمْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ. وَبِمَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَمْ يَأْمُرْهُمْ بِهِ فَهُمْ مُفْتَرُونَ.
أَرَأَيْتُمْ- أَخْبِرُونِي عَنْ حَالِكُمْ.
أَذِنَ لَكُمْ- أَعْلَمَكُمْ بِهَذا التَّحْرِيمِ وَالتَّحْلِيلِ.
يَفْتَرُونَ- يُكْذِبُونَ فِي نِسْبَةِ ذَلِكَ إِلَيهِ تَعَالَى.


{وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (60)}

- أَيُّ شَيءٍ يَكُونُ ظَنُّهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ، الذِي تُجْزَى فِيهِ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ؟ أَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يُتْرَكُونَ بِلا عِقَابٍ عَلَى جَرِيمَةِ افْتِرَاءِ الكَذِبِ عَلَى اللهِ، وَتَعَمُّدِهِ فِيمَا هُوَ خَاصٌّ بِرُبُوبِيَّتِهِ؟ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ فِي كُلِّ مَا خَلَقَهُ لَهُمْ مِنْ أَرْزَاقٍ، وَكُلِّ مَا شَرَعَ لَهُمْ مِنَ الدِّينِ، وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِيمَا أَنْزَلَهُ إِلَيْهِمْ مِنَ الرِّزْقِ الإبَاحَةَ، وَهُوَ تَعَالَى لَمْ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ عَلى مَا كَانَ ضَارّاً بِهِمْ، وَحَصْرَ مُحَرَّمَاتِ الطَّعَامِ فِي أُمُورٍ مُعَيَّنَةٍ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ اللهَ عَلَى هَذِهِ النِّعَمِ وَالأَفْضَالِ.
وَجَاءَ فِي الحَدِيثِ: «إِذَا آتَاك اللهُ مَالاً فَلْيُرَ أَثَرُ نِعْمَتِهِ عَلَيْكَ وَكَرَامَتِهِ». رَوَاهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ.

********************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime2/9/2012, 6:17 pm

تم الحفظ وقراءة التفسير ولله الحمد والمنة والفضل
................
أتمنى أن تكوني أختي أم عمارة بخير وصحة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime2/9/2012, 6:29 pm

المستوى الثاني:الدرس السابع

الأحد 14-10-1433هجري

الآيات(61-70)سورة يونس


أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم:

(({وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}

***********************
التفسير:

{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}

- يُخْبِرُ اللهَ تَعَالَى بِأَنَّهُ عَالِمٌ بَجِمِيعِ أَحْوَالِ رَسُولِهِ وَأُمُورِهِ، سَوَاءٌ مِنْهَا مَا هُوَ خَاصٌ بِهِ، أَوْ مَا هُوَ مُتَعَلِّقٌ بِشُؤُونِ الدَّعْوَةِ، وَأَنَّهُ لا يَتْلُو مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مِنْ قُرْآنٍ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ اللهُ تَعَبُّداً وَتَهَجُّداً بِهِ، أَوْ تَبْلِيغاً لَهُ لِلنَّاسِ، وَلا يَقُومُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، مِنَ المُؤْمِنِينَ وَغَيْرِهِمْ، بِعَمَلٍ صَالِحٍ أَوْ غَيْرِ صَالِحٍ، كَبِيرٍ أَوْ صَغِيرٍ، إِلا كَانَ اللهُ تَعَالَى رَقِيباً عَلَيْهِمْ فَيَحْفَظُهُ لَهُمْ، وَيَجْزِيهِمْ بِهِ، وَأَنَّهُ تَعَالَىلا يَغِيبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيءٌ صَغُرَ أَوْ كَبُرَ حَتَّى وَلَوْ كَانَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ، أَوْ أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ، فَكُلُّ شَيءٍ مُحْصًى عِنْدَهُ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.
تَكُونُ فِي شَأْنٍ- فِي أَمْرٍ هَامٍ مُعْتَنَى بِهِ.
تفِيضُونَ فِيهِ- تَشْرَعُونَ وَتَخُوضُونَ فِيهِ.
مَا يَعْزُبُ- مَا يَبْعُدُ- وَمَا يَغِيبُ.
مِثْقَالِ ذَرَّةٍ- وَزْنِ ذَرَّةٍ.

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)}

- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّ أَوْلِيَاءَهُ، وَهُمُ الذِينَ آمَنُوا وَاتَّقَوا وَأَخْلَصُوا العِبَادَةَ لَهُ وَحْدَهُ، وَالتَّوَكُلَ عَلَيْهِ، لا خَوْفٌ عَلَيهِمْ مِمَّا يَسْتَقْبِلُونَهُ مِنْ أَهْوَالِ الآخِرَةِ، وَلا يَحْزَنُونَ عَلَى مَا خَلَّفُوهُ وَرَاءَهُمْ فِي الدُّنْيَا.

{الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}

- وَيَقُولُ تَعَالَى مُعَرِّفاً (أَوْلِيَاءَ اللهِ): بِأَنَّهُمُ الذِينَ آمَنُوا بِاللهِ، وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ، وَكَانُوا يَتَّقُونَ اللهَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِمْ، وَيُرَاقِبُونَهُ فِي سِرِّهِمْ وَعَلانِيَّتِهِمْ، فَلا يَقُومُونَ إِلا بِمَا يُرْضِي اللهَ رَبَّهُمْ.

{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (64)}

- وَهَؤُلاءِ المُؤْمِنُونَ المُتَّقُونَ، لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا بِالنَّصْرِ وَالعِزَّةِ، وَبِإِلْهَامِهِم الحَقَّ وَالخَيْرَ، وَبِالاسْتِخْلافِ فِي الأَرْضِ مَا أَقَامُوا شَرْعَ اللهِ، وَنَصَرُوا دِينَهُ الحَقَّ، وَأَعْلَوا كَلِمَتَهُ وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا العَبْدُ، أَوْ تُرَى لَهُ، وَهِيَ فِي الآخِرَةِ الجَنَّةُ». رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ عن رَسول الله صلى الله عليه وسلم. وَهَذَا وَعْدٌ مِنَ اللهِ لا يُبَدَّلُ (لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ)، وَلا يُغَيَّرُ وَلا يُخْلَفُ، بَلْ مُقَرَّرٌ ثَابِتٌ كَائِنٌ لا مَحَالَةَ. وَهَذِهِ البُشْرَى بِسَعَادَةِ الدَّارَيْنِ هِيَ الفَوْزُ العَظِيمُ.

{وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (65)}

- يَقُولُ تَعَالَى لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم: لا يُحْزِنُكَ مَا يَقُولُهُ المُشْرِكُونَ بِحَقِّكَ، وَلا تَهْتَمَّ بِهِ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ عَلَيْهِمْ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، فَإْنَّ العِزَّةَ وَالقَهْرَ وَالغَلَبَةَ للهِ وَحْدَهُ، وَلا يَمْلِكُ أَحَدٌ مِنْ دُونِهِ شَيْئاً مِنْهَا، وَهُوَ يَهَبُهَا لِمَنْ يَشَاءُ، وَقَدْ وَعَدَ بِهَا رُسُلَهُ وَأَوْلِيَاءَهُ وَعِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ، وَهُوَ السَّمِيعُ لِمَا يَقُولُونَهُ مِنْ تَكْذِيبِ الحَقِّ، وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يَفْعَلُونَ مِنْ إِيذَاءٍ وَكَيدٍ، وَسَيُجَازِيهِمْ عَلَى أَعْمَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ أَوْفَى الجَزَاءِ.
إِنَّ العِزَّةَ لله- إِنَّ القَهْرَ وَالغَلَبَةَ للهِ تَعَالَى فِي مُلْكِهِ.

{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (66)}

- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ مَالِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَأَنَّ مَنْ فِيهِمَا عَبِيدٌ لَهُ، وَهُوَ مَالِكُ كُلِّ شَيءٍ، وَلا مَالِكَ لِشَيءٍ سِوَاهُ، فَكَيْفَ يَكُونُ إِلهاً مَعْبُوداً مَا يَعْبُدُهُ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ مِنَ الأَوْثَانِ وَالأَصْنَامِ؟ وَهَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ الذِينَ يَعْبُدُونَ غَيْرَ اللهِ، وَيَدْعُونَهُمْ فِي الشَّدَائِدِ، وَيَتَقَرَّبُونَ إِلَيْهِمْ بِالقَرَابِينِ، لا يَتَّبِعُونَ شُرَكَاءَ للهِ، لأَنَّهُ تَعَالَى لا شَرِيكَ لَهُ، وَهُمْ لا يَتَّبِعُونَ فِي الحَقِيقَةِ فِيمَا يَقُولُونَهُ إلا الظَّنَّ فِي دَعْوَاهُمْ أَنَّ هَؤُلاءِ أَوْلِيَاءُ اللهِ، وَشُفَعَاءُ عِنْدَهُ، وَوُسَطَاءُ لَدَيْهِ، وَهُمْ فِي اتِّبَاعِ الظَّنِّ لَيْسُوا إِلا مُتَخَرِّصِينَ يَقُولُونَ بِغَيْرِ عِلْمٍ.
التَّخَرُّصُ- التَّقْدِيرُ لِلشَّيءِ الذِي لا يَجْرِي عَلَى قِيَاسٍ، كَتَقْدِيرِ مَا عَلَى الشَّجَرَةِ مِنْ ثِمَارٍ.

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}

- وَاللهُ هُوَ الذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِيَسْكُنَ فِيهِ النَّاسُ، وَيَسْتَرِيحُوا فِيهِ مِنْ نَصَبِهِمْ وَتَعَبِهِمْ، وَجَعَلَ لَهُمُ النَّهَارَ مُضِيئاً (مُبْصِراً) يَسْتَطِيعُونَ الإِبْصَارَ فِيهِ لِيَسْعَوا فِي تَأْمِينِ رِزْقِهِمْ وَمَعَاشِهِمْ، وَقَضَاءِ مَصَالِحِهِمْ، وَفِي ذَلِكَ الاخْتِلافِ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَبَيْنَ أَحْوَالِ النَّاسِ فِيهِمَا، لآيَاتٌ وَبَرَاهِينُ عَلَى وُجُودِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ وَعَظَمَّتِهِ، لِقَومٍ يَسْمَعُونَ مَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ مِنَ التَّذْكِيرِ بِحِكْمَتِهِ، فَيَعْتَبِرُونَ بِهَا، وَيَسْتَدِّلُونَ بِهَا عَلَى عَظَمَةِ الخَالِقِ.

{قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68)}

- يَقُولُ اللهُ تَعَالَى مُتَنَكِّراً عَلَى مَنِ ادَّعَى أَنَّ للهِ وَلَداً: إِنَّهُ تَقَدَّسَ اسْمُهُ وَتَنَزَّهَ غَنِيٌّ عَمَنْ سِوَاهُ، وَكُلُّ شَيءٍ فَقِيرٌ إِلَيْهِ، فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ مِمَّا خَلَقَ، وَكُلُّ شَيءٍ مَمْلُوكٌ لَهُ وَعَبْدٌ؟ ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى: لَيْسَ لَدَيْكُمْ أَيُّها المُتَخَرِّصُونَ المُفْتَرُونَ مِنْ دَلِيلٍ (سُلْطَانٍ)، عَلَى مَا تَقُولُونَ مِنْ كَذِبٍ وَبُهْتَانٍ. ثُمَّ يَسْتَنْكِرُ تَعَالَى قَوْلَ مَنْ يَقُولُونَ بِلا عِلْمٍ، وَلا بِيِّنَةٍ يُؤَيِّدُونَ بِهَا صِحَّةَ قَوْلِهِمْ (إِنَّ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ)، فَكَيْفَ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ قَوْلاً لا تَعْلَمُونَ حِقِيقَتَهُ وَتَنْسِبُونَهُ إِلَيْهِ؟
مِنْ سُلْطَانٍ- مِنْ حُجَّةٍ أَوْ بُرْهَانٍ أَوْ دَلِيلٍ.
سُبْحَانَهُ- تَنَزَّهَ اسْمُهُ وَتَقَدَّسَ.

{قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)}

- وَيَتَوَعَّدُ اللهُ تَعَالَى المُفْتَرِينَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ، مِمَّنْ زَعَمُوا أَنَّ لَهُ وَلَداً أَوْ شُرَكَاءَ، بِأَنَّهُمْ لا يُفْلِحُونَ فِي الدُّيْنا، لأَنَّهُ تَعَالَى إِذَا مَتَّعَهُمْ فِي الدُّنْيَا قَلِيلاً فِإِنَّهُ يَسْتَدْرِجُهُمْ بِذلِكَ، ثُمَّ يَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ، كَمَا أَنَّهُمْ لا يُفْلِحُونَ فِي الآخِرَةِ لأَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ وَقُودَ جَهَنَّمَ.

{مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70)}

- إِنَّهُمْ يَتَمَتَّعُونَ فِي الدُّنْيا الفَانِيَةِ، وَمَتَاعُهُمْ فِيهَا قَلِيلٌ حَقِيرٌ، مُدَّةَ حَيَاتِهِم القَصِيرَةِ فِي الدُّنْيا، ثُمَّ يُرْجَعُونَ إِلَى اللهِ فَيُذِيقَهُمْ فِي الآخِرَةِ العَذَابَ الشَّدِيدَ المُؤْلِمْ، بِسَبَبِ كُفْرِهِمْ، وَافْتِرَائِهِمْ عَلَى اللهِ الكَذِبَ فِيمَا ادَّعُوا مِنَ الإِفْكِ وَالبُهْتَانِ.
**********************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم عمارة
الاعضاء المؤسسين
الاعضاء المؤسسين
أم عمارة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime2/9/2012, 9:38 pm

عذرا على تأخر الحظور
تم بفضل من الله ومنه
الحفظ وقراءة التفسير
إلى آية 70


اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime3/9/2012, 8:09 pm

تم الحفظ وقراءة التفسير ولله الحمد والمنة والفضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime3/9/2012, 8:26 pm

المستوى الثاني:الدرس الثامن:

الإثنين 16-10-1433هجري

الآيات(71-80)سورة يونس


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

*****************************
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ (71)}

- يُسَلِّي اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم عَمَّا يُلاقِيهِ مِنْ إِيذَاءِ قَوْمِهِ، وَتَكْذِيبِهِمْ بِمَا يَقُصُّهُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ السَّابِقِينَ. وَيَبْدَأُ تَعَالَى بِقِصَّةِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَيَقُولُ تَعَالَى: أَخْبِرْ يَا مُحَمَّدُ كُفَّارَ مَكَّةَ الذِينَ يُكَذِبُونَكَ خَبَرَ نُوحٍ مَعْ قَوْمِهِ الذِينَ كَذَّبُوهُ، كَيْفَ أَهْلَكَهُمُ اللهُ، وَدَمَّرَهُمْ بِالغَرَقِ أَجْمَعِينَ، وَلَيْحَذَرْ هَؤُلاءِ أَنْ يُصِيبَهُمْ مِنَ البَلاءِ وَالهَلاكِ وَالدَّمَارِ مَا أَصَابَ أُوْلَئِكَ.
لَقَدْ قَالَ نُوحٌ لِقَوْمِهِ: يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ ثَقُلَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي بَيْنَكُمْ (كَبُرَ)، وَإِنْ شَقَّ عَلَيْكُمْ تَذْكِيرِي إِيَّاكُمْ بِآيَاتِ اللهِ، وَحُجَجِهِ وَبَرَاهِينِهِ، فَإِنِّي قَدْ وَكَّلْتُ أَمْرِي إِلَى اللهِ الذِي أَرْسَلَنِي، وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ وَحْدَهُ، وَإِنِّي لا أُبَالِي بِكُمْ، وَلا أَكُفُّ عَنْكُمْ، سَوَاءَ عَظُمَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي أَوْ لا، فَاجْتَمِعُوا أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ، مِنَ الأَصْنَامِ الذِينَ تَدْعُونَهُمْ، وَلا تَتْرُكُوا أَمْرَكُمْ مُلْتَبَساً عَلَيْكُمْ (غَمَّةً)، بَلْ كُونُوا عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْهُ، لِكَيْلا تَتَحَوَّلُوا عَنْهُ، وَافْصِلُوا أَمْرَكُمْ مَعِيَ، فَإِنْ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّكُمْ مُحِقُّونَ فَاقْضُوا إِلَيَّ، وَافْعَلُوا مَا تَسْتَطِيعُونَ، وَلا تُؤَخِرُونِي سَاعَةً وَاحِدَةً (وَلا تُنْظِرُونَ).
كَبُرَ عَلَيْكُمْ- إَقَامَتِي بَيْنَكُمْ دَهْراً طَوْيلاً.
فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ- اعْزِمُوا وَصَمِّمُوا عَلَى كَيْدِكُمْ.
وَشُرَكَاءَكُمْ- مَعَ شُرَكَائِكُمْ.
غَمَّةً- ضِيقاً شَدِيداً، أَوء مُلْتَبَساً مُبْهَماً.

{فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)}

- فَإِنْ أَعْرَضْتُمْ عَنْ تَذْكِيرِي، وَأَدْبَرْتُمْ عَنِ الطَّاعَةِ (تَوَلَّيْتُمْ)، فَلا يَضُرُّنِي ذَلِكَ لأَنَّنِي لَمْ أَطْلُبْ مِنْكُمْ أَجْراً عَلَى نُصْحِي لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَطْلُبُ الأَجْرَ مِنَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ الذِي أَمَرَنِي بِأَن أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ، المُؤْمِنِينَ العَابِدِينَ القَائِمِينَ بِأَمْرِ رَبِّهِمْ.

{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73)}

- فَلَمَّا أَصَرُّوا عَلى تَكْذِيبِهِ، بَعْدَ أَنْ قَامَتْ عَلَيهِمُ الحُجَّةُ، نَجَّى اللهُ نُوحاً وَالمُؤْمِنِينَ مَعَهُ فِي السَّفِينَةِ، وَجَعَلَهُمْ خُلَفَاءَ يَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَوَارَثُونَ الإِيمَانَ بِاللهِ، وَأَغْرَقَ اللهُ تَعَالَى الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَآيَاتِهِ، وَكَذَّبُوا رَسُولَهُ، فَانْظُرْ يَا مُحَمَّدُ كَيْفَ كَانَتْ عَاقِبَةُ هَؤُلاءِ الذِينَ جَاءَهُمُ النَّذِيرُ مِنْ رَبِّهِمْ، فَاستَخَفُّوا بِهِ.
جَعَلْنَاهُمْ خَلائف- خُلَفَاءَ يَخْلُفُونَ الأُمَمَ التِي أَهْلَكَهَا اللهُ.

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74)}

- ثُمَّ ضَلَّ النَّاسُ الذِينَ أَتَوْا بَعْدَ نُوحٍ، وَعَبَدُوا الأَصْنَامَ وَالأَوْثَانَ، فَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيهِمْ رُسُلاً بِالحِجَجِ وَالآيَاتِ الدَّالَةِ عَلَى صِدْقِ نُبُوَّتِهِمْ، وَعَلَى مَا جَاءَهُمْ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، فَمَا اسْتَقَامَ لِقَوْمٍ مِنْ أُوْلَئِكَ الأَقْوَامِ أنْ يُؤْمِنَ المُتَأَخِّرُ مِنْهُمْ بِمَا كَذَّبَ بِهِ المُتَقَدِّمُ، لأنَّ التَّكْذِيبَ سَبَقَ التَّبَصُّرَ وَالاعْتِبَارَ. وَكَمَا طَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِ مَنْ سَبَقَهُمْ مِنَ الأُمَمِ، حَتَّى حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ العَذَابِ، كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ المُعْتَدِينَ مِمَّنْ خَلَفُوا قَوْمَ نُوحٍ، وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً.
نَطْبَعُ- نَخْتِمُ.

{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}

- ثُمَّ اللهُ بَعَثَ الرُّسُلَ، الذِينَ أَتَوا بَعْدَ نُوحٍ، مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَأَشْرَافِ قَوْمِهِ (مَلَئِهِ- وَقَدْ خَصَّ اللهُ تَعَالَى الأَشْرَافَ بِالذِّكْرِ لأنَّ الدَهْمَاءَ كَانُوا تَبَعاً لَهُمْ). وَكَانُوا قَوْماً رَاسِخِينَ فِي الإِجْرَامِ وَالظُّلْمِ وَالفَسَادِ، وَقَدْ أَيَّدَ اللهُ تَعَالَى مُوسَى وَهَارُونَ بِآيَاتٍ وَحُجَجٍ وَبَرَاهِينَ، عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللهِ، وَعَلَى صِدْقِ نُبُوَّتِهِمَا، فَاسْتَكْبَرُ فِرْعَوْنُ وَمَلَؤُهُ عَنِ اتِّبَاعِ الحَقِّ، وَالانْقِيَادِ لَهُ، وَقَدْ ارْتَكَبُوا بِرَفْضِهِم الاسْتِجَابَةِ لِدَعْوَّةِ اللهِ إِثْماً عَظِيماً.

{فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76)}

- فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ بِالحَقِّ الوَاضِحِ، وَالدَّلِيلِ القَاطِعِ، عَلَى صِدْقِ نُبُوَّتِهِمَا، قَالُوا: إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ وَاضِحٌ لِمَنْ رَآهُ وَعَايَنَهُ، وَهُمْ يَعْلَمُونَ فِي قَرَارَةِ نُفُوسِهِمْ أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَجِدُوا شَيْئاً آخَرَ يَنْسُبُونَ إِلَيْهِ المُعْجِزَاتِ التِي أَرْسَلَ اللهُ بِهَا مُوسَى إِلَيْهِمْ.

{قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77)}

- وَقَالَ لَهُمْ مُوسَى مُوَّبِخاً، وَمُسْتَنْكِراً قَوْلَهُمْ اتِّهَامَهُمْ إِيَّاهُ بِالسِّحْرِ: أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ الوَاضِحِ الظَّاهِرِ، لَمَّا جَاءَكُمْ، إنَّهُ سِحْرٌ، فَهَلْ هَذَا سِحْرٌ، وَإِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ فِي قَرَارَةِ نُفُوسِكُمْ أَنَّهُ لَيْسَ بِسِحْرٍ، وَلا يَنْجَحُ السَّاحِرُونَ وَلا يُفْلِحُونَ، لأَنَّ السِّحْرَ بَاطِلٌ.

{قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78)}

- وَقَالَ لِمُوسَى: أَجِئْتَنا لِتَصْرِفَنَا عَنِ الدِّينِ الذِي وَجَدْنَا آبَاءَنَا يَتِّبِعُونَهُ، لِتَكُونَ، لَكَ وَلأَخِيكَ هَارُونَ، العَظَمَةُ وَالرِّئَاسَةُ وَالسُّلْطَانُ، وَمَا يَتْبَعُهُمَا مِنْ كِبْرِيَاءِ المُلْكِ، وَالعَظَمَةِ الدُّنْيَوِيَّةِ التَّابِعَةِ لَهَا، فِي أَرْضِ مِصْرَ كُلِّها، فَنَحْنُ لَنْ نُؤْمِنَ بِمَا جِئْتَنا بِهِ.
لِتَلْفِتَنَا- لِتَصْرِفَنَا وَتَلْوِينَا.

{وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}

- وِإِذِ ادَّعى فِرْعَوْنُ عِنَاداً وَعُتُوّاً أَمَامَ قَوْمِهِ، أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى هُوَ سِحْرٌ، وَذَلِكَ لِيُزِيلَ مِنْ نُفُوسِهِمْ أَثَرَ مَا جَاءَهُمْ بِهِ مُوسَى مِنَ المُعْجِزَاتِ وَالآيَاتِ، قَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ: إِنَّهُ سَيَرُدُّ عَلَى سِحْرِ مُوسَى بِسِحْرٍ مِثْلِهِ، وَأَمَرَ مَنْ حَوْلَهُ أَنْ يَجْمَعُوا لَهُ كُلَّ سَاحِرٍ عَالِمٍ مُتَعَمِّقٍ فِي فُنُونِ السِّحْرِ (عَلِيمٍ).

{فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80)}

- فَلَمَّا اجْتَمَعَ السَّحَرَةُ إِلَى فِرْعَونَ، سَأَلُوا فِرْعَوْنَ إِنْ كَانَ سَيَمْنَحُهُمْ أَجْراً جَزِيلاً إِنْ تَغَلَّبُوا عَلَى سِحْرِ مُوسَى، فَقَالَ لَهُمْ نَعَمْ إِنَّهُ سَيَفْعَلُ ذَلِكَ، وَإِنَّكُمْ سَتَكُونُونَ مِنَ المُقَرَّبِينَ. فَأَقْسَمُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ هُمُ الغَالِبِينَ (كَمَا جَاءَ فِي آيَةٍ أُخْرَى). وَأَرَادَ مُوسَى أَنْ يُرِى النَّاسَ أَوْلاً مَا يُقَدِّمُهُ سَحَرَتُهُمْ مِنْ سِحْرٍ عَظِيمٍ، ثُمَّ يَأْتِي هُوَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيُبْطِلَ مَا يُكَذِّبُونَ بِهِ عَلَى النَّاسِ، وَلِذَلِكَ قَالَ لَهُمْ: أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ مِنْ سِحْرٍ.
**********************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم عمارة
الاعضاء المؤسسين
الاعضاء المؤسسين
أم عمارة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime4/9/2012, 9:15 am

تم الحفظ وقراءة التفسير ولله الحمد والمنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime4/9/2012, 9:44 pm

تم الحفظ وقراءة التفسير ولله الحمد والمنة والفضل
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime4/9/2012, 9:55 pm

المستوى الثاني:الدرس التاسع:

الثلاثاء 17-10-1433هجري

الآيات(81-90)سورة يونس.


أعوذُ باللهِ السميع العليم من الشيطانِ الرجيم:

(({فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}

**********************
التفسير:

{فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81)}

- فَلَمَّا أَلْقُوا مَا عِنْدَهُمْ مِنْ أَبْوَابِ السِّحْرِ وَفُنُونِهِ، سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ، وَأَخَافُوهُمْ وَجَاؤُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ، فَشَعَرَ مُوسَى بِشَيءٍ مِنَ الخَوْفِ فِي نَفْسِهِ، مِنْ عِظَمِ مَا رَأَى، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ مُثَبِّتاً فَقَالَ لِلسَّحَرَةِ: إِنَّ مَا جِئْتُمْ بِهِ سِحْرٌ، وَإِنَّ اللهَ سَيُبْطِلَهُ، لأنَّ اللهَ لا يَنْصُرُ المُفْسِدِينَ الذِينَ يُضِلُّونَ النَّاسَ.

{وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82)}

- وَسَيُحِقُّ اللهُ الحَقَّ بِإِرَادَتِهِ، وَيُثَبِّتَهُ وَيَنْصُرَهَ، وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ ذَلِكَ.

{فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}

- وَأَظْهَرَ اللهُ الحَقَّ عَلَى البِاطِلِ، فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَالْتَقَفَتْ جَمِيعَ مَا أَلْقَاهُ السَّحَرَةُ، وَمَوَّهُوا بِهِ عَلَى النَّاسِ. وَكَانَ ذَلِكَ نَصْراً عَظِيماً لِمُوسَى مِنْ رَّبِهِ، وَلَكِنَّ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ اسْتَمَرُّوا فِي كُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ. وَلَمَّا أُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ للهِ اسْتِغْفَاراً وَتَوْبَةً، وَرَجَاءً أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ، قَالَ لَهُمْ فِرْعَوْنُ: إِنَّهُ سَيُعَاقِبُهُمْ عَلَى ذَلِكَ بِتَقْطِيعِ أَيْدِيْهِمْ وَأَرْجُلِهِمْ مِنْ خِلافٍ، وَسَيَصْلِبَهُمْ عَلَى جُذُوعِ النَّخْلِ، لأَنَّهُمْ آمَنُوا لِمُوسَى قَبْلَ أَنْ يَأَذْنَ هُوَ لَهُمْ بِذَلِكَ- كَمَا جَاءَ فِي آيَاتٍ أُخَرَ-. وَيُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ لِمُوسَى إِلا جَمَاعَةٌ مِنَ الشَّبَابِ مِنْ قَوْمِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ آمَنُوا بِهِ وَهُمْ خَائِفُونَ مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ أَنْ يَضْطَرُّوهُمْ بِالعَذَابِ وَالنَّكَالِ إِلَى الرُّجُوعِ عَنِ الإِيمَانِ بِرَبِّهِمْ (يَفْتِنَهُمْ)، وَذَلِكَ لأَنَّ فِرْعَوْنَ كَانَ مُسْتَكْبِراً مُتَعَالِياً فِي الأَرْضِ، مُسْرِفاً فِي كُفْرِهِ، وَفِي أَمْرِهِ كُلِّهِ، وَمُبَالِغاً فِيهِ، فَهُوَ جَدِيرٌ بِأَنْ يَخَافَ مِنْهُ.
أَنْ يَفْتِنَهُمْ- أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ وَيُعَذِّبَهُمْ.
ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ- طَائِفَةٌ مِنْ شَبَابِ قَوْمِهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

{وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (84)}

- وَلَمَّا أَعْلَنَ جَمَاعَةُ مُوسَى لَهُمْ إِيمَانَهُمْ بِاللهِ وَبِرِسَالاتِهِ، وَهُمْ خَائِفُونَ مِنَ العَذَابِ وَالفِتْنَةِ، قَالَ لَهُمْ مُوسَى: إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ إِيمَاناً حَقّاً، فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا، وَبِوُعُودِهِ ثِقُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ مُذْعِنِينَ، إِذْ إِنَّ الإِيمَانَ لا يَكُونُ يَقِيناً إِلا إِذَا صَدَّقَهُ العَمَلُ، وَهُوَ الإِسْلامُ للهِ وَحْدَهُ.

{فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85)}

- فَرَدُّوا عَلَيْهِ قَائِلِينَ: بِأَنَّهُمْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ. ثُمَّ تَوَجَّهُوا بِالدُّعَاءِ إِلَى اللهِ قَائِلِينَ: رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا عُرْضةً لِفِتْنَةِ هَؤُلاءِ الظَّالِمِينَ، وَلا تُظْفِرْهُمْ بِنَا فَيُمَارِسُوا عَلَيْنَا ضَغْطاً لِرَدِّنَا عَنْ دِينِنَا (وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ لا يُكْمِلُ إِلا بِالصَّبْرِ عَلَى الشَّدَائِدِ، وَالدُّعَاءِ لا يُسْتَجَابُ إِلا إِذَا كَانَ مَقْرُوناً بِاتِّخَاذِ الأَسْبَابِ، بِأَنْ يَعْمَلَ الإِنْسَانُ جَمِيعَ مَا يَسْتَطِيعُ عَمَلَهُ).
لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً- لا تَجْعَلْنَا مَوْضِعَ اخْتِبَارٍ بِالعَذَابِ

{وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)}

- وَأَنْقِذْنَا يَا رَبُّ بِرَحْمَتِكَ وَلُطْفِكَ وَإِحْسَانِكَ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ، الذِينَ كَفَرُوا بِالْحَقِّ وَجَحَدُوهُ، وَنَحْنُ قَدْ آمَنَّا بِكَ وَتَوَكَّلْنَا عَلَيْكَ. (وَكَانَ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ يَسْتَعْبِدُونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَيُكَلِّفُونَهُمْ بِأَشَقِّ الأَعْمَالِ وَأَحَطِّهَا وَأَقْذَرِهَا).

{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (87)}

- قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ إِظْهَارَ صَلاتِهِمْ خَوْفاً مِنْ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ، عَلَيْهِمَا السَّلامُ، أَنْ يَتَّخِذَا لِقَوْمِهِمِا بُيُوتاً فِي مِصْرَ، وَأَنْ يَجَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بُيُوتَهُمْ قِبَلَ القِبْلَةِ، لِيُصَلُّوا فِيهَا، وَهُمْ مُتَجِّهُونَ جَمِيعاً جِهَةً وَاحِدَةً، لأَنَّ الاتِّحَاد فِي الاتِجَاهِ يُسَاعِدُ عَلَى اتِّحَادِ القُلُوبِ. ثُمَّ يَأْمُرُهُمُ اللهُ بِإِقَامَةِ الصَّلاةِ، وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ بِحِفْظِ اللهِ إِيَّاهُمْ وَبِالثَّوَابِ وَالنَّصْرِ القَرِيبِ وَالفَرَجِ.
تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا- اتَّخِذَا وَاجْعَلا لَهُمْ.
قِبْلَةً- مَسَاجِدَ أَوْ مُصَلَّى جِهَةَ القِبْلَةِ.

{وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}

- بَعْدَ أَنْ أَعَدَّ مُوسَى قَوْمَهُ مَا اسْتَطَاعَ لِلْخُرُوجِ بِهِمْ مِنْ مِصْرَ، وَغَرَسَ فِي قُلُوبِهِمْ الإيمَانَ، وَالثِّقَةَ بِاللهِ، وَحُبَّ العِزَّةِ وَالكَرَامَةِ وَغَيْرَ ذَلِكَ، تَوَجَّهَ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِالدُّعَاءِ أَنْ يُتِمَّ أَمْرَهُ، وَدَعَا عَلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ، لِمَا أَظْهَرُوهُ مِنَ الكُفْرِ وَالعُتُوِّ وَالضَّلالِ، وَلَمَّا رَفَضُوهُ مِنِ اتِّبَاعِ الحَقِّ وَالهُدَى، فَقَالَ: رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ مِنْ أَثَاثِ الدُّنْيا، وَمَتَاعِهَا وَزُخْرُفِها، وَمِنَ الأَمْوَالِ الجَزِيلَةِ، فَكَانَتْ عَاقِبَةُ ذَلِكَ إِسْرَافَهُمْ فِي الضَّلالِ، وَافْتِتَانِ الجَهَلَةِ بِمَا أَعْطَيتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ إِذْ ظَنُّوا أَنَّكَ إِنَّمَا أَعْطَيْتَهُمْ هذا لأَنَّكَ تُحِبُّهُمْ. رَبَّنَا أَهْلِكْ أَمْوَالَهُمْ وَامْحَقْها (اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ)، وَاطْبَعْ عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَزِدْهَا قَسْوَةً حَتَّى لا تَلِينَ، وَلا يَصِلَ إِلَيْهَا الإِيمَانُ، لِيَسْتَحِقُّوا عَذَابَكَ الشَّدِيدَ.
اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ- أَهْلِكْ أَمْوَالَهُمْ وَأَذْهِبْهَا وَامْحَقْهَا.
اشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ- اطْبَعْ عَلَيْهَا.

{قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (89)}

- فَرَدَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ: إِنَّ دَعْوَتَكُمَا عَلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ قَدْ أُجِيبَتْ، فَامْضِيَا لأَمْرِي، وَاثْبُتَا عَلَى مَا أَنْتُمَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّعْوَةِ إِلَى الحَقِّ، وَمِنْ إِعْدَادِ شَعْبِكُمَا لِلْكِفَاحِ وَالجِلادِ وَالخُروجِ مِنْ مِصْرَ. وَلا تَسْلُكَا سَبِيلَ الذِينَ لا يَعْلَمُونَ سُنَنِي فِي خَلْقِي، الذِينَ يَسْتَعْجِلُونَ الأَمْرَ قَبْلَ مِيقَاتِهِ، وَيَسْتَبْطِئُونَ وَقُوعَهُ فِي حِينِهِ.

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}

- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا خَرَجُوا بِدُونِ إِذْنِ فِرْعَوْنَ اشْتَدَّ حَنَقُهُ عَلَيْهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى المَدَائِنِ حَاشِرِينَ يَجْمَعُونَ لَهُ الجُيُوشَ مِنْ أَقَالِيمِ مَمْلَكَتِهِ، فَرَكِبَ وَرَاءَهُمْ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيمَةٍ، وَجُيُوشٍ كَثِيفَةْ، فَلَحِقُوا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ شُرُوقِ الشَّمْسِ، وَهُمْ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ، فَلَمَّا تَرَاءَى الجَمْعَانِ، قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى: إِنَّهُمْ مُدْرِكُونَ. فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: لا. وَأَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بَعَصَاكَ البَحْرَ، فَضَرَبَهُ فَانْفَلَقَ، وَمَرَّ مُوسَى وَقَوْمُهُ بَيْنَ طَرَفَيِّ المَاءِ. فَلَمَّا خَرَجُوا مِنَ المَاءِ مِنَ الطَّرَفِ الآخَرِ مِنَ البَحْرِ، وَصَلَ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ إِلَى حَافَةِ البَحْرِ، فَاقْتَحَمَ المَمَرَّ وَرَاءَهُمْ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا جَمِيعاً فِي البَحْرِ أَطْبَقَ عَلَيْهِمُ المَاءَ فَأَغْرَقَهُمْ جَمِيعاً.
وَلَمَّا غَشِيَ المَوْجُ فِرْعَوْنَ، وَشَعَرَ بِدُنُوِّ أَجَلِهِ، وَأنَّهُ لا مُنْقِذَ لَهُ قَالَ إِنَّهُ آمَنَ أَن لا إِلهَ إِلا اللهَ، الذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَفِي ذَلِكَ اسْتِجَابَةً لِدَعْوَةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، أَنْ يَشد عَلَى قَلْبِ فِرْعَوْنَ فَلا يُؤْمِنْ حَتَّى يَرَى العَذَابَ الأَلِيمَ.
بَغْياً وَعَدْواً- ظُلْماً وَاعْتِدَاءً.
*************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم عمارة
الاعضاء المؤسسين
الاعضاء المؤسسين
أم عمارة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime5/9/2012, 2:37 pm

تم الحفظ وقراءة التفسير ولله الحمد والمنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime5/9/2012, 8:06 pm

تم الحفظ وقراءة التفسير ولله الحمد والمنة والفضل
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيباً مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك حمداً ملء السماوات وملء الأرض وملء مابينهما وماشئت من شيء بعد
أهل الثناء والمجد أحق ماقال العبد وكلنا لك عبد لامانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime5/9/2012, 8:17 pm

المستوى الثاني:الدرس العاشر:

الأربعاء 18-10-1433هجري

الآيات(91-100)سورة يونس.


أعوذُ باللهِ السميع العليم من الشيطان الرجيم:

{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96)وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)}
*******************************
التفسير:

{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)}

- وَيَرُدُّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ قَائِلاً: أَتُؤْمِنُ الآنَ حِينَمَا أَدْرَكَكَ الغَرَقُ، وَقَدْ جَاءَتْكَ البَيِّنَاتُ مِنْ قَبْلُ، وَرَأَيْتَ مِنْ مُعْجِزَاتِ اللهِ، فَعَصَيْتَ وَكُنْتَ مِنَ المُسْتَكْبِرِينَ المُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ؟ فَدَعْوَاكَ الإِسْلامَ الآنَ لا تُقْبَلُ مِنْكَ، وَلا تَنْفَعُكَ.
الآنَ- الآنَ تُؤْمِنُ حِينَ أَيْقَنْتَ بِالهَلاكِ.

{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}

- قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ شَكُّوا فِي مَوْتِ فِرْعَوْنَ، فَأَمَرَ اللهُ البَحْرَ أَنْ يُلْقِيهِ بِجَسَدِهِ سَوِيّاً بِلا رُوحٍ، لِيَتَحَقَّقَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ مَوْتِهِ وَهَلاكِهِ، فَتَكُونَ تِلْكَ آيَةً لَهُمْ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ، وَصِدْقِ وَعْدِهِ لِرَسُولِهِ، وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ غَافِلُونَ عَنْ آيَاتِ اللهِ، لا يَتَّعِظُونَ بِهَا، وَلا يَعْتَبِرُونَ.
وَكَانَ هَلاكُ فِرْعَونَ وَنَجَاةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، «فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى المَدِينَةِ وَجَدَ اليَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَسَأَلَ النَّبِيُّ: مَا هَذا الذِي تَصُومُونَهُ؟ فَقَالُوا يَوْمَ ظَهَرَ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ. فَقَالَ النَّبِيُّ لأَصْحَابِهِ أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوهُ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
آيَةً- عِبْرَةً وَعِظَةً وَنَكَالاً.

{وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (93)}

- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَمَّا أَنْعَمَ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّعَمِ فِي الدُّنْيا، فَيَقُولُ تَعَالَى: إِنَّهُ هَيَّأَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ مُلْكَ فِلَسْطِينَ، وَانْتِزَاعِهَا مِنْ أَيْدِي العَمَالِيقِ الجَبَابِرَةِ، بَعْدَ أَنْ نَكَلُوا عَنْ قِتَالِهِمْ، وَتَاهُوا فِي صَحَرَاءِ التِّيْهِ (سِينَاءَ) أَرْبَعِينَ سَنَةً، وَرَزَقُهْمِ فِي هَذِهِ الأَرْضِ مِنَ الطَّيِّبَاتِ، وَهِيَ الرِّزْقُ الحَلالُ النَّافِعُ، فَمَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ مِنَ المَسَائِلِ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بِقِرَاءَةِ التَّوْرَاةِ، وَالوُقُوفِ عَلَى أَحْكَامِهَا، أَنَّ نَبِيّاً مِنْ وِلْدِ إِسَمَاعِيلَ سَيُبْعَثُ. فَقَبْلَ بِعْثَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عَلَى نُبُوَّتِهِ، وَعَلَى الإِقْرَارِ بِهِ وَبِبِعْثَتِهِ. فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ، كَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمْ، وَآمَنَ بِهِ آخَرُونَ، وَسَيَقْضِي اللهُ بَيْنَهُمْ، يَوْمَ القِيَامَةِ، فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَيُبَيِّنُ المُحِقَّ مِنَ المُبْطِلَ، لأنَّ هَذا الاخْتِلافَ لا سَبِيلَ إِلَى إِزَالَتِهِ فِي الدُّنْيَا.
المُبَوَّأُ- مَكَانَ الإِقَامَةِ.
بَوَّأْنَا- أَنْزَلْنَا وَأَسْكَنَّا.
مَبَوَّأَ صِدْقٍ- مَنْزِلاً صَالِحاً مُرْضِياً.

{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (94)}

- فَإِنَّهُ كَانَ فِي نَفْسِكَ شَكٌّ، مِمَّا أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ، مِنَ القُرْآنِ، وَمَا جَاءَ فِيهِ مِنَ الشَّوَاهِدِ، مِنْ قِصَّةِ هُودٍ وَنُوحٍ وَمُوسَى وَغَيْرِهِمْ فَرْضاً وَتَقْدِيراً، فَاسْأَلْ مَنْ لَهُمْ عِلْمٌ بِالكُتُبِ التِي جَاءَتْ قَبْلَكَ، فَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا جَاءَ فِي هَذِه الكُتُبِ مِنَ البِشَارَةِ بِبَعْثِكِ رَسُولاً مِنَ اللهِ إِلَى النَّاسِ، وَحِينَئِذٍ تَعْلَمُ يَقِيناً أَنَّ الذِي جَاءَكَ مِنْ رَّبِكِ هُوَ الحَقُّ، فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُتَشَكِّكِينَ.
(وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ العَرَبِ أَنْ يُقَدِّرُوا الشَّكَّ فِي الشَّيءِ لِيَبْنُوا عَلَيْهِ مَا يَنْفِي احْتِمَالَ وُقُوعِهِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمْ لابْنِهِ: إنْ كُنْتَ ابْنِي فَكُنْ شُجَاعاً).
المُمْتَرِينَ- المُتَشَكِّكِينَ، المُتَزَلْزِلِينَ.

{وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (95)}

- لَقَدْ جَاءَكَ الحَقُّ الوَاضِحُ بِأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّ هَؤُلاءِ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى يَعْلَمُونَ صِحَّةَ ذَلِكَ، وَيَجِدُونَ نَعْتَكَ وَصِفَتَكَ فِي كُتُبِهِمْ، فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُتَشَكِّكِينَ فِي صِحَّةِ ذَلِكَ، فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ الذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.

{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96)}

- الذِينَ قَضَى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ بِالكُفْرِ، لِمَا عَلِمَ مِنْ عِنَادِهِمْ وَتَعَصُّبِهِمْ، لَن يُؤْمِنُوا مَهْمَا أَجْهَدْتَ نَفْسَكَ فِي دَعْوَتِهِمْ إِلَى الإِيمَانِ.

{وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)}

- حَتَّى وَلَوْ جِئْتَهُمْ بِجَمِيعِ الآيَاتِ الكَوْنِيَّةِ وَالمُعْجِزَاتِ، فَإِنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. وَهَؤُلاءِ الكَفَرَةُ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يَرَوْا العَذَابَ بِأَعْيُنِهِمْ، وَيُحِسُّوا بِهِ، كَمَا تَمَّ عَلَى فِرْعَوْنَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ كَلِمَةَ الإِيمَانِ حَتَى أَدْرَكَهُ الغَرَقُ.

{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)}

- لَمْ تُوجَدْ قَرْيَةٌ آمَنَ أَهْلُهَا جَمِيعاً بِنَبِيِّهِمْ، مِمَّنْ سَلَفَ مِنَ القُرْى، إِلا قَوْمَ يُونُسَ، وَهُمْ أَهْلُ نِينَوَى، وَمَا كَانَ إِيمَانُهُمْ إِلا تَخَوُّفاً مِنْ أَنْ يَحِلَّ بِهِمُ العَذَابُ الذِي أَنْذَرَهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ، فَبَعْدَ أَنْ خَرَجَ عَنْهُمْ نَبِيِّهِمْ مُغَاضِباً، وَعَايَنُوا أَسْبَابَ العَذَابِ، جَأَرُوا إِلَى اللهِ بِالدُّعَاءِ، وَاسْتَغَاثُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَى رَبِّهِ، وَأَحْضَرُوا أَطْفَالَهُمْ وَمَوَاشِيهِمْ وَدَوَابَّهُمْ، وَسَأَلُوا اللهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُمُ العَذَابَ الذِي أَنْذَرَهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ، فَعِنْدَمَا رَحِمَهُمُ اللهُ، وَكَشَفَ عَنْهُمُ العَذَابَ، وَمَتَّعَهُمُ اللهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا إِلَى زَمَنٍ مَعْلُومٍ، وَهُوَ الوَقْتُ الذِي يَعِيشُ فِيهِ كُلٌّ مِنْهُمْ بِحَسَبِ سُنَنِ اللهِ.
عَذَابُ الخِزْي- الذُّلُّ وَالهَوَانُ.

{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)}

- وَلَوْ شَاءَ اللهُ أَنْ يُؤْمِنَ أَهْلُ الأَرْضِ جَمِيعاً لَفَعَلَ، إِمَّا بِأَنْ يُلْجِئَهُمْ إِلَى الإِيمَانِ قَسْراً، وَإِمَّا بِأَنْ يَخْلُقَهُمْ مُؤْمِنِينَ طَائِعِينَ، وَلَكِنَّ حِكْمَتَهُ تَعَالَى اقْتَضَتْ بِأَنْ يَخْلُقَ الإِنْسَانَ وَفِيهِ القُدْرَةُ عَلَى أَنْ يُوَازِنَ بِاخْتِيَارِهِ بَيْنَ الإِيمَانِ وَالكُفْرِ، فَيُؤْمِنُ بَعْضُ النَّاسِ، وَيَكْفُرُ آخَرُونَ.
وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ لا تَسْتَطِيعَ إِكْرَاهَ النَّاسِ عَلَى الإِيمَانِ، وَلا هُوَ مِنْ خَصَائِصِ الرِّسَالَةِ التِي بَعَثَكَ اللهُ بِهَا.

{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)}

- وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ، بِمُقْتَضَى مَا أَعْطَاها اللهُ مِنَ الاخْتِيَارِ والاسْتِقْلالِ فِي الأَفْعَالِ، أَنْ تًؤْمِنَ إِلا بِإِرَادَةِ اللهِ، وَمُقْتَضَى سُنَنِهِ فِي التَّرْجِيحِ بَيْنَ المُتَقَابِلِينَ: فَالنَّفْسُ مُخْتَارَةٌ فِي دَائِرَةِ الأَسْبَابِ وَالمُسَّبَبَاتِ، وَلَكِنَّهَا غَيْرُ مُسْتَقِلَّةٍ فِي اخْتِيَارِهَا اسْتِقْلالاً تَامّاً، بَلْ هِيَ مُقَيَّدَةٌ بِنِظَامِ السُّنَنِ، وَالأَقْدَارِ الإِلهِيَّةِ. وَإِذَا كَانَ كُلُّ شَيءٍ بِإِذْنِ اللهِ وَتَيْسِيرِهِ وَمَشِيئَتِهِ التِي تَجْرِي بِقَدْرِهِ فَهُوَ يَجْعَلُ الإِذْنَ، وَيُيَسِّرُ الإِيمَانَ لِلَّذِينَ يَعْقِلُونَ آيَاتِهِ، وَيُوَازِنُونَ بَيْنَ الأُمُورِ فَيَخْتَارُونَ خَيْرَ الأَعْمَالِ، وَيَتَّقُونَ شَرَّهَا، وَيُرَجِّحُونَ أَنْفَعَهَا عَلَى أَضَرِّهَا بِإِذْنِ اللهِ وَتَيْسِيرِهِ، وَيَجْعَلُ الخِزْيَ وَالخُذْلانَ المُرجِّحَ لِلْكُفْرِ وَالفُجُورِ عَلَى الذِينَ لا يَعْقِلُونَ الحُجَجَ الوَاضِحَةَ، وَلا يَتَدَبَّرُونَهَا.

****************************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
راجية الشهادة
المعبرة راجية الشهاده
المعبرة راجية الشهاده
راجية الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime8/9/2012, 7:28 am

تم الحفظ وقراءة التفسير ولله الحمد والمنة والفضل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم عمارة
الاعضاء المؤسسين
الاعضاء المؤسسين
أم عمارة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا Empty
مُساهمةموضوع: رد: م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا   م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا I_icon_minitime8/9/2012, 7:44 am

تم الحفظ وتدارك مافاتني ولله الحمد والمنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
م2,الإسبوع الثاني (تحضير+تفسير)هنا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإسبوع الثاني والثلاثون(تحضير+تفسير)هنا.
» الإسبوع الثاني والعشرون(تحضير+تفسير)هنا.
» الإسبوع الثاني(تحضير وتدارس وتفسير)هنا
» الإسبوع الخامس عشر(تحضير+تفسير)هنا
» الإسبوع السادس عشر(تحضير+تفسير)هنا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{ علوم القرآن الكريم والحديث النبوي}}}}}}} :: دورات القرآن الكريم والحديث-
انتقل الى: