بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم يسر وبارك يا كريم
ابدأ بسرد قصةً ليست من نسج الخيال و إنما هي أحداث جرت على واحدٍ من هذه الأمة التي ما زالت تثبت أنها الأمة الولود فما فتأت تنجب رجالاً لو كانوا لغيرها من الأمم لغسلوا عن أقدامهم ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن اذكر هذه القصة تحديداً لكي أثبت أننا متى تيقنا معية الله وشعرنا بإيماننا أن الله ينصر من ينصره وأنه القوي العزيز فلن نغلب ولن نؤتى إلا من قبل أنفسنا.
فأقول: بطل قصتنا لهذه الليلة ولد وفي فمه ملعقة من ذهب حيث كان والده سفيراً لدى دولة الفاتيكان فلما بلغ السعي توفي والده (في) ظروف غامضة فتبنته مدرسة الفاتيكان, وبالطبع كان على النصرانية فأخذ يشق طريقه نحو التميز وكان مفرط الذكاء عبقرياً لا يجارى, فتنبه له أساتذته وتعجبوا من سيلان ذهنه وقوة حافظته فعلموا أن هذا الفتى سيكون له شأناً وقد بلغ من قوة حافظته أنه كان يحفظ ما ليس مقرراً عليه حفظه, بل حتى قساوسة الكنيسه لا يحفظون ما حفظ.
[أعجوبة] هذا أصدق وصف نصفه به فلما أنهى دراسة الماجستير ابتعثوه إلى أمريكا ليحضر الدكتوراة وقد أعطوه وصيةً مفادها أنك متى احتجت مساعدة أو وقعت في أي مشكلة فهذا رقم سفيرنا هناك اتصل به وسوف يقدم لك المساعدة, ولمن لا يعرف معنى الفاتيكان أقول: بحسب رواية صاحبي الذي كان معي في السجن أن الفاتيكان هو محرك العالم ومهوى أفئدة النصارى
فهو الذي يدير كراسي دول أوروبا وأمريكا ولمن أراد الاستزادة والاطلاع على دور الفاتيكان ومكانتة فليقرأ كتاب (اليسوعية والفاتيكان) لفيصل الكاملي فقد أجاد وقد زرت الفاتيكان قبل سنوات فرأيت من تعظيم النصارى له العجب حيث لا تدخله النساء إلا بعد أن يسترن ما تعرى من أجسادهن
ومن كان عليه قبعة فعليه أن يخلعها أثناء الدخول.
ويقع الفاتيكان في قلب روما التي بشر بفتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أنها تفتح بالتكبير, - فلعلي أكون دليتكم هناك (هههه) -.
المهم طار دكتورنا إلى أمريكا وذهب إلى جامعته وقابل المشرفة على رسالته
وبدأ العمل والبحث بهمة ونشاط, وكان كلما أنجز شيئاً من البحث جاء إلى كمبيوتر الجامعة وأدخله فيه وهكذا حتى اكتملت الرسالة وفي يوم من الأيام
جاء ولم يجد البحث وكأنه قد سرق فأخذ يسأل عنه دون جدوى وفي غمرة بحثه واستقصاءه رآه أحدهم وأخبره أن المشرفة على الرسالة هي من قامت بسرقته, وهذا يدل على قوة بحثه الذي جعل تلك الدكتورة لإعجابها ببحثه تقوم بسرقته, فما كان منه إلا الاتصال بسفير الفاتيكان هناك والذي بمجرد أن ذكر له أنه مبتعث من قبل الفاتيكان إلا ورحب به أشد ترحيب وأرسل له السيارة التي أخذته إليه, فلما قص عليه ما حدث غضب غضباً شديداً وأمر السكرتيرة أن تستدعي مدير الجامعه والذي جاء مهرولاً صاغراً (حتى تعلموا نفوذ الفاتيكان) فوبخه وأمره أن يستدعي تلك المشرفة السارقة ولما جاءت كان دكتورنا يحتسي القهوة, فلما دنت تلك الدكتورة ورأت تلميذها الذي سرقته أيقنت بالهلاك, فأمرها السفير بأن تعيد له بحثه وأمرمدير الجامعة بعقابها فكان ما أراد. وقد حدثت له أحداث تجاوزتها خشية الإطالة.
فرجع صاحبنا يحمل شهادة الدكتوراة, ثم بعد فترة أخذوهم القساوسة في رحلة تنصير إلى باكستان فلما وصلوا إلى هناك وأدوا مهمتهم وأرادوا الرجوع قابل مسلماً حياً يعيش لِهَمّ أمته ويمتثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) وفعلاً دعاه إلى الإسلام, وأراد أن يعطيه بعض الكتيبات التي تدعوا إلى الإسلام, فخاف إن هو أخذها أن يكتشفه القساوسة, ولكن طلب منه أن يرسلها إلى بلده الأم ووعده أن يقرأها.
ومن المهم الذي لا بد من الإشاره إليه أنه كان يناقش القساوسة ويجادلهم قبل ذهابه حيث أنه كان يرى بعض التناقضات التي تحتاج إلى إجابة شافية ولكنه نشأ على هذه العقيدة الفاسدة.
المهم عاد صاحبنا وكثرت تساؤلاته مما دفع القساوسة أن يرسلوا إليه جاسوسة تأتيهم بخبره, وكانت هذه المرأة سويسرية شقراء فكونت معه صداقة كحال هؤلاء الغرب مع أن القساوسة لا يرضون بمثل هذه العلاقة بين القسيسين والراهبات ولكن هم هكذا النصارى واليهود يجيزون كل شيء في سبيل مصلحتهم, وفعلاً تكونت الصداقة حتى تحولت إلى حب فقد رأت من نبل أخلاقه وقوة جاذبيته وتأثيره المنقطع النظير ما جعلها تترك المهمة التي أُوكلت إليها, فكان يحدثها عن التساؤلات التي في نفسه وأنه لا بد من البحث عن الحقيقة مهما كلف الأمر, وفعلاً هربت هي وإياه إلى دولته الأم ودخلا في دين الله وأصبحا مطلوبين لدى الفاتيكان, فتزوجها هناك وبدءا بتعلم شرائع الإسلام علماً أنه أسمر البشرة وهي شقراء, وبالطبع لم يهدأ للفاتيكان بال فأخذ بالبحث عنه حتى علم أنه هناك فطلب من رئيس دولته أن يقبض عليه وفعلاً تم ذلك وأودع السجن بانتظار تسليمه وعذب عذاباً شديداً فما كان من زوجته إلا أن طارت إلى نييورك وقابلت كوفي عنان رئيس هيئة الأمم المتحدة وشرحت له ما تعرض له زوجها فرفع سماعة الهاتف وكلم رئيس تلك الدولة وطلب منه سرعة الإفراج عن الدكتور وفعلاً امتثل الأمر وعرضوه على الطبيب قبل أن يخرجوه ليخفوا ما يستطيعون إخفاءه من آثار التعذيب, فخرج إلى زوجته وأبناءه وسافرا إلى السودان لتعلم اللغة وبعض العلوم الشرعية ثم عادا وافتتح نابغتنا مركزاً للأيتام والمساكين لتعليمهم والقيام على شؤونهم.
ولازال الفاتيكان يحيك المؤامرات لهما حتى دبر لزوجة الدكتور مكيدة قاتلة, وذلك أنها كانت متوجهة بسيارتها في قضاء حاجة فتواجهت مع شاحنة كبيرة فصدمتها ولاذت بالفرار, ففاضت روحها إلى باريها رحمها الله تاركة خلفها زوجاً أحبها وأبناءً سيفتقدونها, فتأثر لفراق زوجته الحبيبة فأصبح يحاول أن يسد فراغها عند أبنائها ولكن كيف!!
تزوج بعدها من بنات بلده وبالطبع كانت زوجته الثانية مسلمة وبعد فترة أصيبت بمرض اقعدها فطلبت منه الزواج بأخرى, فتزوج الثالثة ولا يزال في قلبه كمداً على أم أولاده, وفي يومٍ من الأيام عاد إلى المنزل فلم يجد أبناءه الثلاثة بنتان وولد فأخذ يبحث عنهم.
عذراً... قبل أن يفقدهم كانت أخت زوجته خالة الأولاد قد جاءت من استراليا حيث أنها تعمل قنصلاً لسفارة بلدها سويسرا وطلبت منه أن يتزوجها فرفض, فطلبت الأولاد فرفض أيضاً ثم جاءت في وقت غيبته وخطفت أبناءه
ولا شك أنها قُدمت لها تسهيلات للسفر بهم من تلك الدولة وإلا كيف خرجوا؟
فلما بحث عنهم ولم يجدهم هداه الله أن يتصل على أم زوجته جدة الأولاد فسألها عنهم فقالت: إن ابنتها أخذتهم إلى استراليا وبالطبع لن يستطيع السفر لإنه مطلوب, فضاقت عليه الأرض بما رحبت فما كان منه إلا أن يمم وجهه شطر أرض العزة والإباء أفغانستان لعله أن يزول عنه همه وكربته, فقد قال عليه الصلاة والسلام (الجهاد باب من أبواب الجنة يزيل الله به الهم والغم)
رواه أحمد وهو صحيح, ثم بعد أن أعد وتدرب عاد إلى بلده وزاول بعض الأنشطة, ولا تزال صور أبناءه ترتسم أمامه ولكن ماحيلته,
وبعد مرور الأيام جاء للعمل هنا في المملكة فتنقل هنا وهناك حتى وجد عملاً في توعية الجاليات برأس تنوره بمرتب ١٥٠٠ريال!!!!
أضاعوني وأي فتىً أضاعوا...
المهم أخذ يدعوا إلى الله بكل جد ونشاط لأنه لا يعرف غير ذلك فكان لعذوبة حديثه يأسر الألباب, فيقول صاحبي الذي يحدثني وهو صهره والذي كان يدرس اللغة الانجليزيه لطلاب الطب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة يقول: كان دكتورنا إذا خاطب الدكاترة الغربيين هنا لا يملون من حديثه وكانوا يهابونه ومعجبين بشخصيته, وهكذا كان صاحبنا في ميادين الحياة, عمل دؤوب وهمة عالية.
وسنكمل غداً بإذن الله عند الساعة العاشرة ما تبقى من قصته وكيف اجتمع بأبناءه من جديد؟ وما هي رؤياه التي رآها فصنع بعدها جهاز الليزر الذي يسقط الطائرات؟
واعتذر عن الإطالة, مع العلم أني حاولت الإختصار بقدر الإمكان
وأترككم في رعاية الله.