منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

 من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن مسعود
المعبر ابن مسعود
المعبر ابن مسعود
ابن مسعود

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر Empty
مُساهمةموضوع: من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر   من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر I_icon_minitime28/10/2013, 5:38 am

 ‫السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تذكير لنفسي و اخواني المسلمين بمصر ببعض ما فرضه الشرع و اشترطه للنصر.
قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7) ، فتحقق نصر الله مشترط -بتصّ الآية- بنصرة عباده المسلمين له. فكيف تكون نصرته سبحانه و هو الغني ؟ أجمع المفسرون و العلماء على أن نصرته المقصود بها الامتثال التامّ لأوامره ، و التجنب التامّ لنواهيه، فهذه نصرته، و اذا تمت من قبل المجاهدين فان الله ينصرهم و يثبّت أقدامهم. و قد وعدهم بذلك كما في هذه الىية و غيرها، و الله لا يخلف وعده (و من أوفى بعهده من الله) التوبة 111. فنصر الله لعباده المؤمنين آت لا محالة اذا نصروه بطاعته و تجنب نواهيه.
اذن فالحريّ بالمجاهد أن يحقق هذا الشرط كاملا ليتمّ الله نصره. و في هذا الباب نحبّ أن ننصح أنفسنا و اخواننا ببعض ما يقع فيه كثير من المسلمين ، المنكرين على الظلمة بفطرتهم السليمة، و لكنه ربما ينقصهم الوعي و العلم بأن بعض ما يقعون فيه نهى عنه الشرع، و لابدّ من تعلّمه و تعليمه للناس ، فعلوم الشرع لا يعذر المؤمن بجهلها لأنها أنفع له من غيرها حتى عدّ كثير من أهل العلم الاعراض عن تعلّمها ناقضا من نواقض الاسلام. فممّا نهى عنه شرعنا الحنيف الجهاد تحت راية عميّة ، أو غير واضحة ، أو فيها دعوة لعصبيّة جاهلية. فهذا قد نهى عنه الشرع بشدة و توكيد بل عدت الأحاديث من قتل في سبيل ذلك قد مات على جاهلية (اي أنه ليس من الشهداء) نعوذ بالله من الخسران. فماهي الراية العميّة ؟ هي تعبير مجازي يقصد به كل جماعة لا ترمي من قتالها و جهادها أن تكون كلمة الله هي العليا، و لا تريد من جهادها التمكين لشرع الله أن يسود في الأرض، فأية جماعة لا تعلن بوضوح عن أنّ هذا هو هدفها الأول من القتال، فتقول مثلا ان هدفها من الانكار او ما تسميه الجهاد او الاحتجاج هو -مثلا- الدفاع عن الوطن و استعادة الديمقراطية ، أو الدفاع -من باب الحميّة فقط- عن أهل وطننا و ابناء بلدنا، أو بلوغ السلطة و الحكم، أو الدفاع عن منهج حزبي معيّن أن يسود و يحكم ، أية جماعة تعلن ان مقصدها من الانكار او الاحتجاج هو ذلك و ليس التمكين لشرع الله و حكمه ، و لا أن تكون كلمة الله هي العليا ، فهي جماعة منهجها ضالّ و رايتها عميّة و اتباعها في قتالها و احتجاجها ليس من الجهاد الذي أمر به الشرع، و الموت تحت صفوفها -اذا كانت نية المتبع لها غير اعلاء كلمة الله- ليس شهادة. الدليل على ذلك من الشرع، نذكر بعض الأحاديث الصحيحة الثابتة.
*عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَرَجَ مِن الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الجماعةَ فماتَ ماتَ مِيتةً جَاهلية، وَمَنْ قَاتلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ، أو يَدْعُو إِلى عَصبَةٍ، أو يَنْصُرُ عَصَبَة، فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِليَّةٌ، وَمَن خَرَجَ عَلى أُمَّتي يَضرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَها، لا يَتَحَاشى مِنْ مؤمِنها، ولا يَفي بِعَهدِ ذِي عَهدِها، فَلَيْسَ مِني، وَلَسْتُ منه". أخرجه مسلم و أحمد و النسائي و ابن ماجه.
المقصود بالخروج من الطاعة و مفارقة الجماعة في الحديث هو الخروج على ولي الأمر الشرعي المطبّق لشرع الله تامّا و الذي انعقدت على ولايته بيعة عامة المسلمين، و هذا الحاكم فقده المسلمون منذ عقود فحكام هذا الزمن جبابرة طواغيت . لكن يهمّنا تأمل الجزء الموالي من الحديث ( و من قاتل..) فقد سبقت الاشارة اليه و تفسيره ، (يغضب لعصبة) أي قاتل حميّة غضبا لقومه و تعصّبا لهم أو ثأرا لدمائهم و ليست نيته اعلاء كلمة الله. (يدعو الى عصبة) أي يدعو الى منهج حزبي او سياسي معيّن يريد أن يتم له الحكم و التمكين، فهذا من العصبية الجاهلية أيضا. فمن مات على ذلك فميتته جاهلية و العياذ بالله .
*عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قَاتل تحت راية عِمّية يقاتل عَصبيةً ويغضب لِعصَبيّة فقِتْلتُهُ جاهلية". رواه النسائي في الكبرى وابن حبان في صحيحه. ولفظ مسلم: "من قُتل تحت رايةٍ عِمِّية يدعو عصبيةَ أو ينصر عصبيةَ فقِتْلَةٌ جاهلية".
*عن شقيق عن أبي موسى قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة،ً ويقاتل حمية،ً ويقاتل رياءً، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا - وفي لفظ: لتكون كلمة الله أعلى - فهو في سبيل الله.) متفق عليه.
و هذا الحديث يحدد فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم الراية الواضحة التي يكون الموت في سبيلها شهادة باذن الله و هي (القتال لتكون كلمة الله هي العليا). فكل ما سوى ذلك (القتال شجاعة ، حمية، رياء...) هو ضلالة و مييتة صاحبه جاهلية.
اذن ما الذي نستخلصه مما سبق لنربط بالواقع و يستقيم المنهج و يتفق -في جهادنا للظالمين -مع الشرع ؟ الجواب سهل : أن تصحح نيّتك بينك و بين الله تعالى، فهو مطّلع عليها عالم بها، و لا يعلمها -اي النيّة- غيرك و غيره. فاذا كانت نيّتك التي تكتمها في صدرك أو تعلنها هي القتال و الانكار حميّة أو رياء او تعصبا لجماعة حزبية معينة، أو غير ذلك فانها ليست نيّة سليمة و قوام الأعمال في الاسلام النيّات فلابد من تصحيحها لأن الله سينظر لعملك من خلال نيتك عليه. و اذا كانت نيتك التي تجاهد من أجلها و تستعد للاستشهاد في سبيلها هي اعلاء كلمة الله و شرعه و التمكين لدينه أن يحكم ، فهي نية سليمة و أنت على ضرب من ضروب الجهاد باذن الله، و ان كان خروجك ليس فيه حمل للسلاح و انما تكتفي بالاحتجاج السلمي على الظالمين.
طبعا حديثنا هنا موجّه لكل فرد من المسلمين على حدة ، فكلنا آتيه يوم القيامة فردا، و لا نتطرق بهذا النصح الى اية جماعة اسلامية مجاهدة بالنقد أو التشكيك في نواياها فهذا مما لا يعلمه الّا الله. فاذا أصلح كل مسلم مجاهد نيّته تصلح الشعوب و المجتمعات المسلمة بفضل الله.
نمرّ الآن الى الزلل الشرعي الثاني الذي يقع فيه بعض اخواننا من المجاهدين للظلمة في مصر و الشام و غيرهما. و هو الاعتزاز بغير الاسلام ، و خصوصا بالعصبيات الجاهلية الحديثة المفرّقة لصف الأمة المشتتة لشمل المسلمين ، كالعصبيات الحزبية و الفئوية و الوطنية و غيرها مما هو مخالف للاسلام. فالاعتزاز بهذه العصبيات نهى عنه الشرع بشدة، و مرتكبه مخالف لشروط النصر لأنه لا ينتهي عن ما نهى الله عنه. قديما - في زمن النبوة- كانت العصبية الجاهلية واحدة (تقريبا) تتمثّل في العصبية القبليّة عند العرب، فكانت القبائل في الجاهلية تفتخر بمآثرها و تفاخر غيرها بها، و تعتز على بقية القبائل بخصائلها. فلما سطع نور الاسلام نهى الشرع عن هذه العصبيّات نهيا مغلّظا. قال تعالى : (( إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ)) الفتح 26. و قال جلّ من قائل : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) الحجرات 13.
و من الأحاديث الناهية عن العصبية الجاهلية نذكر :
*قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ن الله عز وجل قد أذهب عنكم عصبيّة الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب ليدعنّ رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن). رواه أبو داود.
*وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية). رواه أبو داود.
*و روى البخاري أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة من الأنصار ينادي: يا للأنصار فرد عليه أحد المهاجرين: يا للمهاجرين فقال عليه الصلاة والسلام: (ما بال دعوى الجاهلية) قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: (دعوها فإنها منتنة).
فهذا في العصبيات الجاهلية عموما، و ما كان سائدا منها زمن النبوّة هو العصبية القبليّة فقط، أما اليوم فالله المستعان أكثر المسلمين يعتزون -من دون دينهم- بعصبيّات جاهلية لا تكاد تعدّ، كالاعتزاز بالوطن و بالحزب و بالتيار السياسي أو حتى بغير ذلك مما لا يسعنا ذكره. و هو كلّه اعتزاز منهيّ عنه و هو كلّه من عصبية الجاهلية و احياؤه احياء لبعض شعائر الجاهلية و فيه بعد عن نصرة الله، و من ثمة يتأخر النصر الى أن يستقيم المجاهدون و المسلمون تبع لهم.
قال ابن القيم رحمه الله: (الدعاء بدعوى الجاهلية كالدعاء إلى القبائل والعصبية ومثله التعصب إلى المذاهب والطوائف والمشايخ وتفضيل بعضهم على بعض يدعو إلى ذلك ويوالي عليه ويعادي فكل هذا من دعوى الجاهلية).
و اليوم -كما أسلفنا - اصبح تعصّب المسلمين -من دون الاسلام- لغير ذلك كأوطانهم (و هي رقع من الأرض قدّر الله أن يولدوا فيها) و أحزابهم و غير ذلك. و رحم الله الفاروق عمر رضي الله عنه اذ قال : ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة بغيره أذلنا الله ). و قد اعتززنا بغير الاسلام، و أذلنا الله، فلنعد الى ديننا و لا نعتز بغيره و لا نرفع غير لواءه ليعزنا الله و ينصرنا بفضله
و الله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجاهدة أطلب الشهادة
عضو فعال
عضو فعال
مجاهدة أطلب الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر   من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر I_icon_minitime29/10/2013, 12:06 pm


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله أكبر كبيرا .. كلمات صادقة تحتاج منا وقفات للتأمل وصدق العمل
بورك سعيكم ياشيخنا وسدد قلمك
اللهم نصرك يااا الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن مسعود
المعبر ابن مسعود
المعبر ابن مسعود
ابن مسعود

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر Empty
مُساهمةموضوع: رد: من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر   من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر I_icon_minitime29/10/2013, 9:19 pm

مجاهدة أطلب الشهادة كتب:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله أكبر كبيرا .. كلمات صادقة تحتاج منا وقفات للتأمل وصدق العمل
بورك سعيكم ياشيخنا وسدد قلمك
اللهم نصرك يااا الله
بارك الله بك


نسأل الله أن يعجل نصره لعباده المسلمين 


آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من ما اشترطه الشرع على المسلمين و المجاهدين للنصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» (المسلمين حول العالم) . الهند تقتل المسلمين.
» ما حكم الشرع فى التنمية البشرية
» حسن خاتمة المسلمين
» التجسس على المسلمين ..
» “ بيننا وبين المجاهدين “

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: صفحة ومدونة المعبر ابن مسعود-
انتقل الى: