السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن في البدايات فقط والارهاصات
انظر هنا للاية الكريمه وتفسيرها
[ الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : يَعْنِي بِقَوْلِهِ : "مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ" ، مَا كَانَ اللَّهُ لِيَدَعَ الْمُؤْمِنِينَ"عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ" مِنَ الْتِبَاسِ الْمُؤْمِنِ مِنْكُمْ بِالْمُنَافِقِ ،
فَلَا يُعْرَفُ هَذَا مِنْ هَذَا"حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" ، يُعْنَى بِذَلِكَ : "حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ" وَهُوَ الْمُنَافِقُ الْمُسْتَسِرُّ لِلْكُفْرِ"مِنَ الطَّيِّبِ" ،
وَهُوَ الْمُؤْمِنُ الْمُخْلِصُ الصَّادِقُ الْإِيمَانِ ، بِالْمِحَنِ وَالِاخْتِبَارِ ، كَمَا مَيَّزَ بَيْنَهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ عِنْدَ لِقَاءِ الْعَدُوِّ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ إِلَيْهِمْ .
وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي"الْخَبِيثِ" الَّذِي عَنَى اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ فِيهِ ، مِثْلَ قَوْلِنَا .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
8268 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ عِيسَى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ :
[ ص: 425 ] " مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ " ، قَالَ : مَيَّزَ بَيْنَهُمْ يَوْمَ أُحُدٍ ، الْمُنَافِقَ مِنَ الْمُؤْمِنِ .
8269 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ : حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ
: " مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ " ،
قَالَ : ابْنُ جُرَيْجٍ ، يَقُولُ : لِيُبَيِّنَ الصَّادِقَ بِإِيمَانِهِ مِنَ الْكَاذِبِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ مُجَاهِدٌ : يَوْمَ أُحُدٍ ، مَيَّزَ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، الْمُنَافِقَ عَنِ الْمُؤْمِنِ .
8270 - حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ : "
مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ " ، أَيِ : الْمُنَافِقِينَ .
وَقَالَ آخَرُونَ : مَعْنَى ذَلِكَ : حَتَّى يَمِيزَ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ بِالْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
8271 - حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ
: " مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ " ، يَعْنِي الْكُفَّارَ . يَقُولُ : لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَدَعَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الضَّلَالَةِ
: "حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" ، يَمِيزَ بَيْنَهُمْ فِي الْجِهَادِ وَالْهِجْرَةِ .
8272 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ
: " حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ " ، قَالَ : حَتَّى يَمِيزَ الْفَاجِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ .
8273 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ : حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ،
" مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ "
[ ص: 426 ] قَالُوا : "إِنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَادِقًا ، فَلْيُخْبِرْنَا بِمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَنْ يَكْفُرُ"!!
فَأَنْزَلَ اللَّهُ : "مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" ، حَتَّى يُخْرِجَ الْمُؤْمِنَ مِنَ الْكَافِرِ .
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَالتَّأْوِيلُ الْأَوَّلُ أَوْلَى بِتَأْوِيلِ الْآيَةِ ، لِأَنَّ الْآيَاتِ قَبْلَهَا فِي ذِكْرِ الْمُنَافِقِينَ ،
وَهَذِهِ فِي سِيَاقَتِهَا . فَكَوْنُهَا بِأَنْ تَكُونَ فِيهِمْ ، أَشْبَهُ مِنْهَا بِأَنْ تَكُونَ فِي غَيْرِهِمْ .