.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
.
.
(تكذِب ولو كنت رسول الله).
الحمد لله وبعد،،
في مدينة دمشق، وفي عام (704هـ)
كان هناك شخص يقال له "الكمال الأحدب"
وفي أثناء نقاش حاد ألقى هذا الكمال الأحدب عبارة تتضمن
الغض من مقام رسول الله ﷺ حيث قال لخصمه أثناء النزاع:
(تكذب ولو كنت رسول الله).
.
فتطور الأمر قضائياً بصورة لم يتوقعها هذا الرجل بتاتاً..
حيث كان قاضي دمشق حينها هو العلامة الفقيه جمال الدين المالكي
وقد مكث قاضياً لدمشق ثلاثين سنة، وكان ممن درس على الإمام العز بن عبدالسلام
(صاحب قواعد الأحكام).
...
ولندع المؤرخ ابن العماد الحنبلي يروي لنا القصة بأسلوبه المختصر حيث يقول:
(وفي هذه السنة –أي سنة 704هـ- ضربت رقبة الكمال الأحدب،
وسببه أنه جاء إلى القاضي جمال الدين المالكي يستفتيه،
.
وهو لا يعلم أنه القاضي، فقال:
ما تقول في إنسان تخاصم هو وإنسان فقال له الخصم
"تكذب ولو كنت رسول الله"؟.
فقال له القاضي: من قال هذا؟
قال: أنا.
قال فأشهد عليه القاضي من كان حاضراً
وحبسه، وأحضره من الغد إلى دار العدل وحكم بقتله)
[شذرات الذهب، لابن العماد الحنبلي، 6/9]
.
وهذا القاضي جمال الدين المالكي استمر في تطبيق حد القتل على من
يتعرض لجناب رسول الله ﷺ يقول عنه الإمام ابن حجر العسقلاني:
(وكان صارماً مهيباً، أراق دم جماعة تعرضوا للجناب المحمدي)
[الدرر الكامنة: 5/190].
.
ويقول عنه –أيضاً- المؤرخ صلاح الدين الصفدي:
(كان قاضياً يبلغ به الضعيف مرامه، ماضي الأحكام بتاتاً
أراق دم جماعة تعرضوا لجناب النبي صلى الله عليه وسلم)
[أعيان العصر:4/456]
.
وممن نقل وقائع قضائية ذات صلة بهذا الموضوع الإمام القاضي عياض -رحمه الله-
في كتابه المشهور (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) ومن الأخبار التي نقلها رحمه الله قوله:
:
(وأفتى أبو عبد الله بن عتاب في عشّار -أي جابي المكوس-
قال لرجل: أدِّ واشكِ إلى النبي!، وقال: إن سألت أو جهلت فقد جهل
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم: بالقتل.
.
وأفتى فقهاء الأندلس بقتل "ابن حاتم المتفقه الطليطلى"
وصلبه بما شهد عليه به من استخفافه بحق النبي ﷺ
وتسميته إياه أثناء مناظرته بـ"اليتيم" ، و "ختن حيدرة"
.
وزعمه أن زهده لم يكن قصداً ولو قدر على الطيبات أكلها، إلى أشباه لهذا.
وأفتى فقهاء القيروان وأصحاب سحنون بقتل "ابراهيم الفزارى"
وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلوم، وكان ممن يحضر
مجلس القاضى أبى العباس بن طالب للمناظرة،
:
فرفعت عليه أمور منكرة من هذا الباب في الاستهزاء
بالله وأنبيائه ونبينا صلى الله عليه وسلم، فأحضر له القاضى
"يحيى بن عمر" وغيره من الفقهاء، وأمر بقتله وصلبه، فطعن بالسكين وصلب منكساً)
[الشفا، للقاضي عياض، 2/218]
:
===
إذا تعرض الزنادقة لجناب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
ولم تتحرك غيرتنا وحميتنا وبقينا نتفرج فبطن الأرض والله خير لنا من ظاهرها.
الشيخ / ابراهيم السكران
.