بعض المعبرين يرفض قبول أي رؤيا
ولا يقوم بتعبيرها إذا لم يسمعها من الرائي نفسه، حتى لو اتصل به أحد
المحارم وذكر له بأن الرؤيا مدونة أمامه والرائية بجانبه تجيب على مايسأل
عنه ، ولكنه يرفض، هل هذا مؤثر في التأويل؟
ذا من التكلف .. وهو ليس
بلازم ولا يحتاج إليه المعبر .. نعم قد رأيت بعض المعبرين لا يعبر إلا
بالملاقاة .. بل قد تابعت مرة - وأنا في سفر طويل - في برنامج ( بيوت
مطمئنة ) الذي يقدمه عادل العبدالجبار - جزاه الله خيرا - كانت له عدة
حلقات عن تعبير الرؤيا والمعبرين وما يدور في فلك ذلك .. وكان الضيف فلان
من الناس .. هذا الفلان نهاية حكمي عليه أنه يبحث عن الشهرة والمدح وتبجيل
الناس من غير أن يقدم شيئا لهؤلاء الناس الذين يطمح في ثناءهم .. قال إنه
لا يعبر لأحد لا بالهاتف الثابت .. ولا بالجوال .. ولا بأرقام مخصصة يتم
فتحها بأوقات مبرمجة ولا يعبر لأحد في البيت ولا في المسجد ولا ولا ولا ..
ومع ذلك يتشدق وأيضا يحلف - وأنا أحلف أنه كاذب - : أنا بودي أن أجلس مع كل
أحد وأسمع منه وأعبر كل رؤاه .. ومع ذلك يقول لا أسمح لأحد أن يسألني عن
الرؤى في أي وقت وبأية وسيلة !! طيب ياخي إن كنت لا تريد أن تعبر لأحد شيئا
فما الذي جرك إلى الإستوديو لتعرف الناس على اسمك ؟ ولماذا عبرت لعادل
العبدالجبار رؤياه التي قال إنه أصاب فيها ؟! والسبب أن الأخ عادل رجل مهم
فهو الذي استضافه في برنامجه ويمكنه أن ينسفه أو يرفعه حسب الأسئلة
والقضايا التي يناقشه فيها .. فهو رجل خطر ويجب أن تعبر ولو برسالة جوال
ناقصة النص .. يعني بالمختصر المفيد هؤلاء معبرين ما يعبروا لأي واحد ..
يريد مواصفات خاصة ولا يعبر إلا على النوعية السوبر ( إكسترا ) من الناس ..
أغنياء أمراء وزراء مسؤولين كبار وعلاقات ضخمة .. ولسان الحال يقول ما عند
الناس خير وأبقى ( بالنسبة لمثل هذا الشخص ) .. أما الناس العاديين
البسطاء مثلي ومثلكم ففي حريقه ( هذا هو لسان حالهم ) .. أما عن اشتراط
اللقاء .. أو اشتراط سماع الصوت وما يشبه ذلك من الشروط التي تتعلق بكل شخص
حسب ما وفقه الله ويسره له .. فأنتم ترون أن الإخوة هنا يعبرون الرؤيا ولا
يعرفون أحدا إلا من خلال المعرف .. وربما سألوا أسئلة خاصة محصورة تعينهم
على فهم الرؤيا وينقدوا تأويلها لكل من هب ودب من المسلمين صالحهم وطالحهم
وبرهم وفاجرهم والأجر على الله .. بل ولا نسأل - الشيخ أبوسليمان وطابع هذه
الحروف - أحدا شيئا أكثر مما يعين على فهم الرؤيا فقط .. وهنا يمكننا أن
نسأل ما نشاء من خصوصيات الرائي ونذله ونتجسس عليه وهو لا يدري أي الأسئلة
يتعلق بمنامه وأيها يتعلق بفضولنا ؟ ولكن الله يعلم وعقوبته في هذا بالخصوص
ليست كأية عقوبة ( نحن ندرك هذا ورب الكعبة ) .. وإن رابنا في أنفسنا شئ
نقدناها بالعربية الفصحى ( لا أدري ما تأويله ) سقطت الأمانة ونتوسد بعدها
بأكبر وسادة بالعالم .. يعني الحمدلله الأمور ميسرة في هذا العصر .. والله
تعالى خلق لنا وسائل إتصال مقدورة الكلفة .. ويسر لنا هذا الإنترنت .. ونحن
نتعبد الله بذلك وكل يعطي على قدر جهده والقبول عند الله الوهاب المنان جل
جلاله.
- - - - - - - - - -
نصيحكتم -وفقكم الله -في مايجب
على المسلم تحريه قبل عرض الرؤيا على أحد المعبرين، فنحن عندما نرى رؤيا
نبحث عن من يعبرها ، ونجهل -ونحن لا نملك من علم الرؤى شيئاً- ما الذي يجب
تحريه فيمن نعرض عليه الرؤيا ؟
والله يا أختي الفاضلة .. أنى
لسنكوح مثلي أن ينصح فوق نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم ## أبوالقاسم
محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام قد قطع دابرها وفصل لنا كل شئ حول
المنامات .. ولا تحتاجين من بعده لأحد يرشدك ماذا تفعلين حول مناماتك ! روى
ابن ماجة وأحمد والطبراني عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " من رأى رؤيا تعجبه فليحدث بها فإنها بشرى من الله عز و جل ومن رأى
رؤيا يكرهها فلا يحدث بها وليتفل عن يساره ويتعوذ بالله من شرها " ( صححه
الأرنؤوط وقال رجاله رجال الصحيح ) .. الرؤيا التي تسره فهو معروف لا يحتاج
إلى شرح .. والرؤيا التي تسوء المؤمن أيضا معروفة ولا تحتاج إلى شرح ..
والمعبر مثل الناس وليس نبيا ولا ملكا من السماء .. بشر يأكل ويخطئ ويذنب
كما يعصي جميع البشر .. ولكن إن رايت أن بعض المنامات فيه من الأخلاط
والغبش ما يحسن كتمانه فاكتميه .. وإن شعرت أن مناما ما يحمل بشارة أو
تظنين أن تأويلها حسن فاسألي عنها ناصحا يحسن تأويل الرؤيا .. ولا توزعي
أخبار مناماتك على كل من يستحق ولا يستحق فإن المنامات مثل حبل نشر الغسيل
.. نشر المنامات هو نشر الأسرار فلا تعرضيها إلا على من ينفعك إخباره.
*****
هل
للمعبر - المعبر الحق - أن يطلع على أحوال الرائي التي يعيشها حاليا أقصد
هل يعرف هل هو شديد أو ضعيف الديانة و هل يطلع على سريرته وهل هو سعيد أو
شقي في حياته وهكذا ؟
نعم .. أحيانا لا يمكن معرفة
الرؤيا إلا بالسؤال عن الحال .. لأن لكل صاحب حال مقام في التأويل .. فلا
يمكن أن تنزل رؤى الملوك على الساقة والعامة .. ولا يمكن إنزال رؤيا تقول
إن صاحب المنام سيكون شيخ إسلام زمانه وتفاجأ بالرائي شخصا عاميا قد تجاوز
الستين من عمره ! لأن الرؤى ربما حملت أكثر من تأويل حسب الحال الراهنة
للرائي .. وأما الإقتصار على الأسئلة المهمة .. أو تحرك الفضول عند المعبر
فذلك تحت عين الله التي لا تغفل ولا تنام .. وكل من يتعاطى تأويل الرؤيا
يجب أن يراقب الله ولا يسأل حرفا زائدا عن حاجته في تأويل الرؤيا .. هذه
أمانة عظيمة ومثل هذا الفعل خيانة لهذه الأمانة وحري على الخائن أن يعاقب
بالحرمان من هذا العلم المقدس .. أقول مقدس وأؤكد عليها لأن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قد عدها من النبوة بل ووصفها بأحد أجزاء النبوة الستة
والاربعين ! أعيد للتوضيح .. أي شئ يعين على فهم منام الرائي فللمعبر الحق
أن يسأل عنه .. ولا يسأل حرفا واحدا فوق حاجة المنام وما فيه مصلحة الرائي.
- - - - - - - - - -
أسأت صياغة السؤال ، قصدت هل يستطيع المعبر أن يفهم من الرؤيا سريرة الرائي من ناحية دينه وخلقه وصفاته الجسمية وهكذا ؟
لا يعلم الغيب إلا الله ..
وربما ظهر للمعبر شئ مما قلت .. ولكن تذكري أنه بشر عاجز لا يحيط بالغيب
شيئا .. ربما فهم من الرؤيا الصفات الدينية والخلقية .. وربما عرف من
الرؤيا أن الرائي جميل .. أو هو أجمل إخوته .. أو أنه شديد الجمال .. وربما
دلت الرؤيا على أن هذا الرائي بدين وأن ذلك شديد النحافة أو أن هذا سيتزوج
امرأة جميلة في كل شئ .. الرؤيا تظهر أمورا لا تخطر على بال الواحد ..
ونسأل الله الستر .
- - - - - - - - - -
إذا تواترت
للإنسان الرؤيا في موضوع واحد هل الأفضل له عرض كل الرؤى أو أن تعدد العرض
والتأويل واحد لا ينفع ولا يعجل وقوعها. كذلك لمن ابتلي بالمنامات الكثيرة
فهل الأفضل عرض كل الرؤى أم السكوت عن ذلك؟
يختار الأولى بطلب التأويل والأجدر في ظنه أن له تأويلا أحسن من الباقيات .. هذا الأمر لا يمكن الفصل فيه .. يتوقف على الرائي
- - - - - - - - - -
عن المنام الذي يراه الانسان ثم اذا استيقظ ظنه واقعاً وليس بمجرد منام ثم إذا ما هدأت النفس واستذكر ماحوله علم بأنه منام؟
هذا يكون رؤيا ويكون غير ذلك
.. ولكن الأغلب أن ذلك لا سحصل إلا في الرؤى .. ولا سيما إن ظل ذلك المنام
منقوشا في ذهنه لوقت طويل يتلو ذلك كأنه رآه لتوه.
- - - - - - - - - -
كيف تفرقون بين أن في تلك الرؤيا الدعاء مجاب وفي هذه إما حديث نفس أو أضغاث أحلام
الدعاء في المنام يكون في
الغالب مجابا إن شاء الله .. وفي بعض الأحيان يكون من حديث النفس .. ومعرفة
ذلك من سياق وأحداث المنام السابقة والتالية للدعاء .. ولكن بالإجمال أقول
لك هي غريزة أو أمر ربما يفتحه الله على العبد .. وهو الفرق بين الشخص
الذي يفهم الرؤى وتأويلها وبين الشخص الذي سمع بالرؤى أو يقرأ عنها في
الكتب وليس هو بالموهوب فيها .. هذا أمر لا يمكن شرحه وكيف ميز أيوب بعض
المنامات التي ينبغي أن تكون دعاء مجابا - كما هي العادة - وزعم أن منها ما
هو حديث نفس ؟! هذا هو الذي أعنيه في بعض المناسبات عندما أقول ( غريزة
وموهبة ) هذا أمر لا يمكن تبسيط شرحه .. بل لا يمكن شرحه .. هنا الفرق بين
تأويل الرؤيا وبين الإطلاع السطحي حول التأويل والمنامات.
- - - - - - - - - -
بعض المعبرين يذكرون تواريخ شيء ما سوف يحدث مثل سفرأو زواج الرائي وغيره فهل هذا ممكن ؟
إي نعم .. يظهر في بعض
المنامات دقائق مثل ذلك .. وعنا فنحن نتورع عن ذكر هذه التفاصيل - وهي تظهر
لنا مثل غيرنا - لأنها مجازفة كبيرة .. وهو فيه خطر على دين المرء .. لأن
مثل هذا يفتن المعبر والرائي عندما تنهال المدائح والأوصاف فيكون دين
المعبر على خطر .. نحن نذكر الأمور التقريبية مع أن المنام فيه تحديد الأمر
بدقة .. والتمادي في الدقة فيه خطر كبير على المعبر نفسه من أن يعجب بنفسه
فيهلك .. بل أحيانا تأتي الرؤيا وفيها أن بعد ثلاثة سيحصل كذا .. وأحيانا
رؤيا تقول إن تأويلها سيقع بعد أقل من 24 ساعة .. ولكن الواحد لا يذكر شيئا
من هذه الدقائق حفاظا على نفسه وعلى غيره من الفتنة .. وفوق ذلك أن ذلك
التحديد الدقيق فيه عجب ورياء لا داعي له .. بل وأحيانا - وهذا كثير جدا -
يظهر للمعبر خمسة أشياء في المنام فلا يذكر إلا اثنتين .. كل ذلك حفاظا على
دينه.
- - - - - - - - - -
هناك من يقول بانه قد يكون هنالك حسد عند ذكر الرؤيا وتأويلها لاحد فهل هذا صحيح##
نعم صحيح .. هناك أثر يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قراته قديما ولم أعثر عليه الان قوله : " إذا رايت رؤيا تسرك فلا تخبر بها إلا وادّا .. وإذا رايت رؤيا تسوؤك فدعها فإنها لا تضرك "
( انتهى بالمعنى ) والوادّ هو المحب الذي يؤمَــن من حسده .. وهذا الأثر
لا أعلم عن صحته شيئا .. ولكن معنى هذه الأثر صحيح .. والناس تحسد على
البشارات التي في الرؤيا قبل حصولها .. وربما كان الذي عبرها مخطئا ولن تقع
ابدا ومع ذلك يحسده الناس على الحلم.
- - - - - - - - - -
هل يمكن ان ارى رؤيا بشخص لكن بعد ذلك اعلم انها لم تكن له وانما لشخص يعرفه صديقه أو قريبه بالوقوع ؟
نعم يمكن أن يرى الواحد رؤيا
ويكون تأويلها ليس له وإنما لأحد أقاربه أو معارفه أو لشخص لا يعرف الرائي
ولا يقرب له .. ترين الرؤيا ويكون تأويلها لغيرك .. هذا كثير الحصول.
- - - - - - - - - -
سمعت أحد يقول المعبرين يقول ما معناة
أن رؤى المسحورين والممسوين وقت الرقية من الشيطان والاعيبه ولا يجب على المعبرين والرقاة السؤال عنها
هذا باطل .. بل الذين يتعاطون
الرقيا يرون منامات تبشرهم بالشفاء وتربط على قلوبهم للإستمرار في الرقية
والنشاط فيه .. وقد مر معنا منامات لا تحصى فيه البشارة بالشفاء .. نعم
تكثر منامات الأذى من الشيطان في فترة الرقية الشرعية .. ولكن أن يتوقف
الواحد عن السؤال عن مناماته لأن الشيطان بتلاعب به فإن ذلك مقطعة
للإستئناس والبشارة بالشفاء - والرؤيا على رجل طائر إن عبر وقع - وقد تواتر
عند الإخوة أنهم يرون منامات وقت الرقية فيها البشارة بشفاءهم .. فهذا
المنع من المجازفة .. بل هو منع لأمر شرعي كبير ( الرؤيا الصالحة ) التي
وردت في السنة بأمر لا دليل عليه بل الدليل قائم على أن الرؤى الصالحة تأتي
كثيرا وقت الرقية وتكون في بعضها بشارات عظيمة باشياء تخص الشفاء وبعضها
لا يتعلق بالشفاء .. وكون وجود أذية للجان ليس مبررا لإنكار أو منع الرؤيا
الصالحة التي أثبتها رسول الله وينكرها عوام ومراهقو آخر الزمان.
- - - - - - - - - -
لماذا الرؤى المكروة تحدث بسرعة والرؤى المفرحة أو المبشرة لا تحدث إلا بعد وقت طويل أو قد لا تحدث كماعبرت!
من قال ذلك ؟ لا ضابط لسرعة
وقوع تأويل الرؤيا .. بعضها يقع بعد أقل من 12 ساعة .. وبعضها يقع بعد أكثر
من 40 سنة .. سواء كان شرا أو خيرا ولا ضابط في ذلك بين الرؤى التي
تأويلها طيب وبين الرؤى التي تأويلها لا يسر.
يتبع