منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
عن عبادة بن الصامت ، عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا فأتاهُ رجلٌ فَناداهُ : يا عبدَ اللَّهِ بنَ عبَّاسٍ ، ما تَرى في رجُلٍ قتلَ مُؤمنًا متعمِّدًا ؟ فقالَ : جَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا قالَ : أفرأيتَ إِن تابَ وعملَ صالحًا ثمَّ اهتَدى ؟ قالَ ابنُ عبَّاسٍ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، وأنَّى لَهُ التَّوبةُ والهُدى ؟ والَّذي نَفسي بيدِهِ ! لقَد سَمِعْتُ نبيَّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : ثَكِلتهُ أمُّهُ ، قاتِلُ مؤمنٍ متعمِّدًا ، جاءَ يومَ القيامةِ آخذَهُ بيمينِهِ أو بشمالِهِ ، تشخَبُ أوداجُهُ في قِبَلِ عرشِ الرَّحمنِ ، يلزمُ قاتلَهُ بيدِهِ الأخرى ، يقولُ : يا ربِّ سَل هذا فيمَ قتلَني ؟ وأيمُ الَّذي نفسُ عبدِ اللَّهِ بيدِهِ ! لقد أُنْزِلَت هذِهِ الآيةُ ، فما نسخَتها مِن آيةٍ حتَّى قُبِضَ نبيُّكم صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وما نَزل بعدَها مِن بُرهانٍ
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/552
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
منتدى المؤمنين والمؤمنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المؤمنين والمؤمنات

-- قال صلى الله عليه وسلم وايم الله لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها و نهارها سواء “
 
الرئيسيةاليوميةالأحداثمكتبة المنتدىالمنشوراتس .و .جبحـثالتسجيلدخولاالمواضيع اليوميه النشيطه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ
فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }. ...
فهذه رسالة مختصرة إلى أهل الثغور في الشام،
وكما لهم حق النصرة فلهم حق النصيحة، فأقول:١
1--
عليكم بالاجتماع، فإن لم تجتمعوا على كمالٍ في الحق فلا تتفرقوا
بسبب نقص بعضكم، لا تفرقكم بدعة ومعصية فإنكم تقابلون كفرًا،
فقد اجتمع المسلمون على قتال العبيديين وقائدهم خارجي،
وقاتل ابن تيمية التتار ومعه أهل بدع.




٢---
بالفرقة تُهزم الكثرة، وبالاجتماع تنصر القلة، ولن تنتصروا حتى تقتلوا هوى النفس قبل قتل العدو، فالهوى يقلب موازين العداوات فتنتصر النفوس لهواها وتظن أنها تنتصر لربها،
وقليل الذنوب يُفرق القلوب، قال النبي ﷺ: (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) لم يمتثلوا باستواء صفوف الصلاة فتسبب بانـحراف القلوب،
فكيف بانـحراف صفوف الجهاد ولقاء العدو، فإن اختلفت القلوب فالتمسوا سبب ذلك في سوء الأعمال .


3---- إنكم في مقام اصطفاء ومقام ابتلاء، فمن أعلى مراتب الجنة جُعلت لمقاتلٍ قاتل لله، وأول مَن تُسَّعَر بهم النار مقاتل قاتل لهواه . ٤)---- إياكم وحب الاستئثار بالأمر وقد حذّر النبي ﷺ من (الأثَرَة) فاجعلوا همّكم نصرة الدين لا صدارة حزب وجماعة .

٥) ----
لا تخدعكم الألقاب فتوالوا لها وتعادوا عليها، فالله لا ينظر إلى ألويتكم وراياتكم وأسماء جماعاتكم، بل ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم،
لا تختصموا على اسمٍ فمهما بلغت أسماؤكم شرفاً فلن تكون أعظم شرفاً من كلمة (رسول الله) حيث محاها رسول الله بيده من صلح الحديبية
عندما نازعه المشركون عليها وذلك حتى يُمضي الحق وصالح الأمة .

٦)
----



العبرة بأعمالكم، فما ينفع (حزب الله) اسمه عند الله

٧)
 
لا يجوز لأحدٍ أن يجعل جماعته وحزبه قطبَ رحى الولاء والعداء، فلا يرى البيعة إلا له ولا يرى الإمارة إلا فيه،
ومن رأى في نفسه ذلك من دون بقية المسلمين فهو من الذين قال الله فيهم (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء)
قال ابن عباس لما قرأ هذه الآية: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم
إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله
وبالاختلاف والتنازع يذهب النصر (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) قال قتادة: لا تختلفوا فتجبنوا ويذهب نصركم .
٨) ---
لا يصح فيكم اليوم وأنتم في قتال وجماعات أن ينفرد أحدٌ ببيعة عامة يستأثر بها ولوازمها عن غيره وإنما هي بيعة جهاد
وقتال وثبات وصبر وإصلاح ونـحو ذلك، ولا يصح من أحدٍ أن ينفرد بجماعة منكم فيُسمى (أمير المؤمنين) وإنما أمير الجيش
أو الجند أو الغزو، فالولايات العامة مردّها إلى شورى المؤمنين لا إلى آحادٍ منهم، والألقاب استئثار تفضي إلى نزاع وقتال
وفتنة وشر، وإنما صحت الولاية الكبرى من النبي ﷺ لأنه ليس في الأرض مسلم سواه ومن معه، وليس في
الأرض خير من نبي ولا أحق بالأمر منه، فلو استأثر فهو نبي لا يرجع لأحدٍ ويرجع إليه كل أحد .

9---- لا يضرب بعضكم رقاب بعضٍ، فاتقوا الله في دمائكم، واحذروا مداخل الشيطان في تسويغ القتل وتبريره فتأخذوا أحداً بظن العمالة أو التجسس
أو التخذيل فالله حذر من الظنون التي تفسد أمر الأمة وتفرق شملها (اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم)
ولا تجوز طاعة أميرٍ في قتل مسلم معصوم ومن أُمر بحرام كقتل معصومٍ فلا تجوز طاعته ولا بيعته حتى بيعة قتال،
 ولو بايعه فبيعته منقوضة، ولا يجوز لأحدٍ أن يمتثل أمرًا ظاهره التحريم  حتى يتيقن من جوازه بعلمٍ وإن جهل سأل من يعلم،
حتى لا يلقى الله بدم أو مال حرام، فيُفسد آخرته بجهل أو تأويل غيره، فالله يؤاخذ كل نفس بما كسبت (كل نفس بما كسبت رهينةٍ)
ولا أعظم بعد الشرك من الدم الحرام .

تابع 9 ----

فقد صح من حديث ابن عمر، أن النبي ﷺ أمّر خالد بن الوليد إلى جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون:

صبأنا، صبأنا، فأمر خالد بقتل أسراهم، فقال ابن عمر: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره،

قال: فقدموا على النبي ﷺ فذكروا له صنيع خالد، فقال النبي ﷺ ورفع يديه: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) مرتين .

فقد عصوا خالدًا لما اشتبه عليهم الأمر، وهذا في دماءِ من الأصل فيه الكفر فكيف بدم من الأصل فيه الإسلام ؟!

10 ----

عند النزاع انزلوا إلى حكم الله كما أمر الله (وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)
وقال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)
فالنزول عند حكم الله إيمان والنفرة منه نفاق، وإن اختلف اثنان أو جماعتان فليتحاكموا
إلى ثالث من غيرهم، دفعاً لتهمة المحاباة، فقد ورد في الحديث عنه ﷺ قال: (لا تجوز شهادة خصم ولا ظنّين)
وفي الحديث الآخر: (لا تجوز شهادة ذي غمر (عداوة) لأخيه، ولا مجرب شهادة،
ولا القانع (أي التابع) لأهل البيت، ولا ظنين في ولاء ولا قرابة)
وقد جاء معناه من طرق متعددة يشد بعضه بعضاً، وهذا في الشهادة وفي القضاء من باب أولى

١١)

احفظوا ألسنتكم فإن الوقيعة في أعراض بعضكم تزيد من أحقادكم على بعضكم، فما يزال الواحد واقعاً
في عرض أخيه حتى يمتلىء قلبه حقدًا وغلاً عليه فيُصدّق فيه ظن السوء ويُكذّب فيه يقين الخير .



١٢)
أحسنوا الظن بالعلماء ورثة الأنبياء واحفظوا قدرهم بالرجوع إليهم والصدور عن قولهم،
وأحسنوا الظن بهم واحملوا أقوالهم على أحسن المحامل، فمدادهم في نصرة الحق أثرها عظيم
وقد جاء عن جماعة من السلف (مداد العلماء أثقل في الميزان من دماء الشهداء)

13)

لا تُرحم الأمة إلا إذا تراحمت فيما بينها، ومحبة الله للمجاهدين ونصرته لهم معقودة
برحمتهم بالمؤمنين وتواضعهم لهم، وعزتهم على الكافرين، فإن من صفات المجاهدين
ما ذكره الله في قوله تعالى
: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم).



ومن الله استمدوا النصر والعون هو المولى فنعم المولى ونعم النصير .



الشيخ عبدالعزيز الطريفي ١٧/ من ذي القعدة / ١٤٣٤ هـ
.

 

  يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي     يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  I_icon_minitime30/9/2013, 9:25 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

د. إياد قنيبي ‏
كلمة جديدة لمصر:
المخرج،ممارسات تعمق الأزمة،بشرى سارة، السلمية؟ التظاهرات؟التعامل مع الشعب؟

بداية الحل إخوتي أن نستوعب الصدمة...
هذه كلها ممارسات تعمق المشكلة ولا تحلها...
إن أعرضت عن هذا الكلام فقد تقول بعد سنين: ليتني عملت به في حينها لكنت وصلت الآن


[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي     يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  I_icon_minitime30/9/2013, 9:26 pm

تفريغ للكلمة



إخوتي وأحبتي في الله بمصر
السلام عليكم ورحمة الله.
في هذه الكلمة نحاول أن نضمد جراحنا ونحيي الأمل ونجيب عن بعض التساؤلات.
1. لماذا نتعرض لهذا الابتلاء في مصر؟
2. كم سيستمر هذا الابتلاء؟
3. ما المخرج منه؟
4. هل نستمر في المسيرات والتظاهرات؟
5. هل السلمية هي الحل؟
6. هل نتوقف عن الإحسان إلى العامة الذين أعطوا تفويضا للقاتل وشمتوا بنا؟

بداية إخوتي الذي يتوقع أن يجد في هذه الكلمة حلا خارقا سريعا للأزمة في مصر، فإنه لن يجده. هذه الكلمة هدفها أن أجعلك تيأس من الطرق غير الموصلة، لئلا تضيع وقتك فيها، وأن تصب جهدك في الطريق الموصل مهما بدا طويلا، وتتخلص مما يعيق تقدمك فيه.

بداية الحل إخوتي أن نستوعب الصدمة...صدمةَ أن فرصتنا في الحكم نحن أصحاب الهم الإسلامي قد ضاعت. عدم استيعاب الصدمة، والمكابرة وإنكار الواقع، والتعلق بآمال وهمية أمور مؤذية جدا، فهي ذاتها التي خدرتنا في بدايات الثورة عندما عاد العسكر إلى طغيانهم وتحكمهم بالبلد، ومع ذلك تعامى الناس عن حقيقة سرقة الثورة ولم يهبوا لإنقاذها، متعلقين بآمال زائفة كالانتخابات البرلمانية والرئاسية، فضاعت الفرصة تدريجيا عبر سنتين ونصف ونحن تحت تخدير الآمال الوهمية نسير في طرق غير موصلة.
لذا فمن العبث والضحك على النفس والآخرين تصيُّد الأخبار التي تعطي أملا برجوع الفرصة. من الوهم الظن بأن الخلافات في صفوف العسكر والمتحالفين معه تعني عودة الفرصة لنا. فسقوطهم لا يعني صعودنا مع ما وصلنا إليه من فقدان ثقةِ كثير من شعبنا.

من العبث أن نقول للجماهير: (أبشروا فنصر الله قريب)! ثم لا نصرَ فتنتكس النفوس وتسوء بالله الظنون! فما على هذا المنهج الذي سرنا به وعدنا الله بالنصر!

كذلك من العبث أن نتفنن في الاستهزاء بالناس الذين انخدعوا بالعسكر ووصفهم بالعبودية للبيادة والانخداع بالإعلام. فهذا لن يزيد الناس إلا نفورا عنا وعداوة لنا.

كذلك لن يجدينا استنفاد طاقاتنا في رصد جرائم العسكر وحكومتهم، وإن كان شيء من بيان جرائمهم مطلوبا ليعلم شعبنا حقيقتهم، لكن أعيد: سقوط العسكر لن يكون كافيا أبدا لصعودنا.

كذلك من العبث هدر أوقاتنا في تتبع المواقف المخزية للـ"شيوخ" الرسميين أو من انتسبوا للسلفية وتحالفوا مع العسكر.

هذه كلها إخوتي ممارسات وخطاب يعمق المشكلة ولا يحلها، أو على أقل تقدير يهدر أوقاتنا. وليس لدينا وقت نهدره تائهين في دهاليز الأسباب الأرضية المنقطعة عن الله تعالى.

ما أخرني عن إصدار هذه الكلمة إخواني أننا كثيرا ما نرفض الحقيقة إن كانت مُرة. كنتُ ذكرت من قبل أن المرحلة الآن هي مرحلة دفع ثمن الأخطاء والتعلم منها، لا مرحلة الخروج من الأزمة بحل سريع أو الانتصار في هذه الجولة.

فما الحل؟ ستسمع هنا كلاما مكررا، لكن إن أعرضت عنه فقد تقول بعد سنين: ليتني عملت به في حينها لكنت وصلت الآن. بداية الحل في أن نعلق قلوبنا بالله الذي بيده وحده أن يكف أذى الظالمين ويعطف علينا قلوب شعبنا ليؤازرنا في محنتنا، أن ندرك بأننا فرطنا في جنب الله في هذه التجربة السياسية. فسلط الله علينا من لا يخافه فينا ولا يرحمنا. فنلتمس النجاة في التوبة وتنقية منهجنا بتجرد وتسليم كامل لله.

وهذا يقودنا إلى السؤال الثاني:
كم سيستمر هذا الابتلاء؟
إخوتي، المعلم الخصوصي إذا أراد أن يعلم التلميذ درسا لكن هذا التلميذ كان بطيء التعلم، ماذا سيفعل المعلم؟ سيزيد عدد الحصص فتزداد المدة. ولله المثل الأعلى. الله يحب لنا أن نتعلم بهذه الأحداث دروسا في سننه تعالى في التغيير، وفي أعمال القلوب كالتعلق به وحده وإيثار رضاه على رضا المخلوقين، وخلو القلب من التعلق بالبشر ونصرتِهم، والاستكانة لله والاعترافِ له بالذنب.

نحن الذين نملك بإذن الله أن نعجل بالفرج على أنفسنا إن تعلمنا هذه الدروس بسرعة. قال الله تعالى: ((إن رحمة الله قريب من المحسنين))، وقال تعالى: ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)).

ونحن –في المقابل- الذين سنتسبب في تطويل مدة الابتلاء إن كابرنا وأصررنا على أخطائنا المنهجية وغفلنا عن تعلم هذه الدروس.

إخوتي، صحيح أن الأحداث أرجعت الدعوة سنوات طويلة إلى الوراء، وأحدثت فجوة كبيرة بيننا وبين الناس، لكن لكم بشارة: إن تعلمنا الدرس بسرعة فسيردم الله تعالى لنا هذه الفجوات برصيد عظيم مهم أودعه في قلوب الناس، هو رصيد الفطرة، الفطرة في قلوب شعبنا المسلم في عمومه...الفلاح الذي أعطى التفويض، طالب الجامعة الذي شمت بنا...هؤلاء في النهاية سيقفون أمام المرآة ويتذكرون أنهم مسلمون، سيفتحون القرآن ويقرأون فيه قوله تعالى: ((إنما المؤمنون إخوة))، وقوله تعالى: ((أشداء على الكفار رحماء بينهم)). إن نحن أصلحنا أخطاءنا وظهرت منا توبة نصوح فهذا أدعى أن يزول الركام عن فطرة شعبنا لتعود زيتا نقيا يضيء بهذه الآيات فينير بصيرتهم.

هؤلاء سيقرأون أيضا قول الله: ((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين))...إن تحلينا بالخلق الحسن في التعامل مع شعبنا فستوقظ هذه الآية قلوبا كثيرة على حقيقة أنهم انخدعوا بالإعلام الفاسق فآذونا بجهالة.

سيقرأون أيضا ويسمعون قوله تعالى: ((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون))...فإن عرضنا حكم الله هذه المرة بنقاء وصدق وتجرد من حظ النفس فإن هذه الآيات التي يقرأونها ستردم الفجوات بينهم وبين الشريعة التي ساهم بعضنا في التنفير عنها.

إنه رصيد الفطرة الذي سيكون في صالحنا ويختصر علينا السنوات ويقرب المسافات من الناس إن نحن عرضنا الإسلام بصدق والتزمناه بصدق وتبنا إلى الله بصدق.
هذا الرصيد لا تحركه أبدا شعارات "الشرعية"، والرئيس المنتخب، والديمقراطية، بل تزيد الركام على الفطرة في قلوب الناس، فإذا قرأوا كلام الله لم ينتفعوا به إذ لن يستطيعوا إنزاله على الواقع، فلا نحن إخوة بالنسبة لهم ليرحمونا كما أمر الله إذ أنا نرفع شعارات غير ((إنما المؤمنون إخوة))، وسيصدقون الإعلام الذي يصفنا بالمراوغة والتناقض ثم يفتري من عنده ما يشاء، ولن يثقوا بحكم الشريعة إذ يرون من يدعون إليه غير صادقين في تَبَنِّيه.

فاللهَ اللهَ في فطرة الناس، استنقذوها وأزيلوا عنها الركام بحسن توبتكم وصدق نيتكم ولا تخسروها بإصراركم على شعاراتكم البعيدة عن نور الوحي.

نحتاج إخوتي أن نصبر على أذى الناس وسفاهة بعضهم صَبْرنا على أشقائنا الذين لا نستطيع التحلل من قرابتهم، ثم أن نتجنب تماما مجادلتهم حول التجربة السياسية الفائتة وأداء "الإسلاميين" فيها، وألا نَعْلق معهم عند قضية تبرئة أو إدانة الأشخاص والجماعات وإن كانوا مظلومين، وأن نعود إلى دعوة الناس وتألفهم ومقابلة إساءتهم بالإحسان، وأن نتجنب مرحليا طرح المواضيع التي تشعرهم بأنا نبحث عن الحكم من جديد. ليس هذا خذلانا لإخواننا المظلومين والمأسورين، ولا خذلانا لتحكيم الشريعة، لكن شعبنا بحاجة إلى فترة نقاهة نستعيد فيها ثقته بدينه.

سيقول قائل: (لكن العسكر لن يتركونا نفعل هذا بسلام، بل قد يبطشون بنا في أثنائه). صحيح! وليس أمامك إلا الصبر وليس هناك خيار صحيح آخر...فاستوعب الصدمة أخي.

والمهم جدا إخواني أن نصحح النية من تألف الناس والإحسان إليهم: أننا لا نفعل ذلك خوفا منهم ولا طمعا في إعانتهم لنا أمام العسكر، بل نفعله لنستعيد ثقتهم وإيمانهم بالإسلام نفسه، ولنكفر عن خطايانا التي كانت سببا في تنفيرهم من دين الله وشريعته. نفعل ذلك لنسترضي الله لا لنسترضي الناس، وحينئذ فـ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا))، ((عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة))، ((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)).

وهذا يقودنا أحبتي إلى السؤال: هل نتوقف عن الإحسان إلى العامة الذين أعطوا تفويضا للقاتل وشمتوا بنا؟ هل نحرمهم من الأضاحي والصدقات؟
إن فعلنا، فهذا يكرس أيضا الصورة التي تشكلت لديهم عنا: أنا أناس نفعيون أصحاب أجندات، نحسن إليهم طمعا في أصواتهم الانتخابية، ونمنع عنهم الإحسان لأنا لم نحصل على المنفعة الدنيوية التي نريدها منهم، فلا أحسنا لله ولا منعنا لله في نظرهم! بينما المطلوب منا أن نتألف الناس.

السؤال التالي: هل نستمر في الاعتصامات والتظاهرات؟
هذه المسألة إخوتي لا تناقش أبدا بمعزل عما ذكرناه من وجوب استيعاب الصدمة وتصحيح المنهج.
نخطئ جدا إن تظاهرنا بهدف تعطيل الحياة العامة حتى تنهار دولة العسكر وكان ذلك دون تصحيح المنهج والشعارات، إذ أن هذا سيكرس الصورة التي يرسمها الإعلام في نفوس الشعب أن "هؤلاء "الإسلاميين" لا يريدون مصلحتكم أيها المصريون، بل الصعود على ظهوركم، وهم على استعداد للإضرار بكم وبمصالحكم في سبل تنفيذ أجنداتهم الخاصة"!

التظاهر وسيلة مطروحة إذا اصطلحنا مع شعبنا والتحمنا به وعبرنا بالتظاهر عن آلامه وآماله، وليس مقبولا إن كان في عيون الناس تعطيلا لمصالحهم لفرض "رأينا" في نظرهم. علينا أن نحرص ألا يكون التظاهر والمسيرات في عيون الناس امتدادا للتجربة السياسية الفائتة التي وضحنا مرارا عدم شرعيتها والتي فقدت مصداقيتها لديهم.

ولا يبنغي أن يكون هدفنا إسقاط العسكر فحسب دون عمل على إصلاح أنفسنا والتصالح مع شعبنا من جديد وإبراز قيادات جديدة نقية منسجمة مع شعاراتها تكتسب ثقة الناس.
لا ينبغي أن يكون التظاهر على حساب هذه الأولويات لأنه بدونها فإن إسقاط العسكر لا يعني صعود نموذج إسلامي يكتسب معيَّة الله ثم تأييد شعبنا.

بالمجمل إخواني نحتاج وضع نقطة وسطر جديد.

وأياً كان الخيار، التظاهر أم غيره، يبقى التأكيد على التوبة والتصحيح حتى إذا ما ابتلينا كان بلاؤنا في الله خالصا، وإذا قُتلنا كان ذلك في سبيله تعالى، وهذا أدعى أن يرحم الله المجموع ويقرب التعافي من البلاء.

السؤال التالي: هل السلمية هي الحل؟ أم أن السلمية مناقضة للإسلام؟
أما إن قصدنا بالسلمية أننا نريدها منهجا يَلتزم به البشر جميعا في كل الظروف بحيث يخطأ من يلجأ إلى القتال حتى ولو كان يدافع عن حق واضح، فإنها حينئذ بلا شك مناقضة لدين الله الذي أمر بالقتال في مواطنه المناسبة. فالسلمية حينئذ كأن فيها تخطئة لأمر الله ورضا بمنهج بديل عن منهج الإسلام، وهي بهذا المعنى فرع عن فساد الديمقراطية.
وللأسف، كثيرا ما تُستخدم السلمية بهذا المعنى الفاسد، حيث يُذم استخدام القوة عموما بنية تخطئة العسكر، لكن المؤمن ليس له أن يرفع شعارات باطلة لدفع مفاسد جزئية.

وأما إن قُصد بالسلمية عدم لجوء المتظاهرين في مصر بوضعهم الحالي إلى القتال فلا ينبغي اعتبار السلمية في هذه الحالة انحرافا منهجيا أو خللا في العقيدة، بل المسألة قابلة للتقدير والنظر، وإن كان الأفضل تجنب المصطلحات ذات المدلولات الفاسدة في عقول الناس، فالأفضل أن نقول: كف اليد.
فهل نكف أيدينا في هذه المرحلة أم نلجأ إلى الصدام؟

هذا السؤال أيضا إخوتي لا يناقش بعيدا عما قدمنا به من أننا أخطأنا في التجربة المصرية أخطاء تحتاج توبة وتصحيحا. أي نعم افترى الإعلام كثيرا، لكننا أخطأنا أخطاء منهجية فصلتها في كلمات كثيرة. اختيار الصدام في هذه المرحلة تعني لدى شعبنا أننا لجأنا إلى الدفاع عن هذه الأخطاء بالقوة، وهو ما سيعمق الفجوة ويعقد المشكلة ويسهل مهمة أعدائنا وإعلامهم في جعلنا على عداوة مع شعبنا الذي وقع ضحيةً ليس لجهله فقط بل ولأخطائنا.

لذا فليس كف اليد هو المذموم في هذه المرحلة، بل إصرارنا على أخطائنا والتغافل عن التصحيح. وليس الصدام هو الحل مرحليا، بل التخلص من رواسب التجربة الديمقراطية غير الشرعية وآثارها على علاقتنا بشعبنا. وهذا لا يعني اتخاذ السلمية منهج حياة يصلح لكل زمان ويخطأ من يخالفه أيا كان ظرفه.

فخلاصة الأمر كله تعليق قلوبنا بالله: ((إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون)).
والسلام عليكم ورحمة الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مجاهدة أطلب الشهادة
عضو فعال
عضو فعال
مجاهدة أطلب الشهادة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي     يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  I_icon_minitime2/10/2013, 2:23 am




راااااائع هذا الدكتور ماشاء الله تبارك الله بكلماته الايمانية القوية الواثقة بالله
ماشااء الله ربي يحميه

نحتاج ان نُسمعها لأهلينا ولكل الكون
جزيتم الجنات

اللهم انصرنا على القوم الكافرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم طيبة
عضو فعال
عضو فعال
أم طيبة

شكرا لتفاعلك ومشاركتك
اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنه


 يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي     يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي  I_icon_minitime8/10/2013, 6:03 pm

جزاك الله خيرآ ...أختي مجاهدة ..اللهم أرزقي أختي مجاهدة الشهادة في سبيلك......اللهم آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا أهل مصر تعالوا نضمد الجراح-د. إياد قنيبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ترحُّم الحناين !!الدكتور إياد قنيبي
» هل ننفر الناس عن دعوتنا بأخلاقنا؟ -د.إياد قنيبي
» مراعاة الألفاظ في الاسلام .. الدكتور إياد قنيبي
»  بخصوص الجبهة الإسلامية..الدكتور إياد قنيبي
» نزع فتيل الفتنة بالشام .. الدكتور إياد قنيبي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المؤمنين والمؤمنات :: {{{{{{{{{{مدونات اعضاء المؤمنين والمؤمنات}}}}}}}}}} :: مدونات الاعضاء :: مدونة الدكتور اياد القنيبي-
انتقل الى: